تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقوله (ولا يظلمون شيئا) يقول: ولا يبخسون من جزاء أعمالهم شيئا, ولا يجمع بينهم وبين الذين هلكوا من الخلف السوء منهم قبل توبتهم من ضلالهم , وقبل إنابتهم إلى طاعة ربهم في جهنم , ولكنهم يدخلون مدخل أهل الإيمان.ا. هـ

قال ابن القيم بعد ذكره لقول ابن مسعود في هذه الآية قال: هو نهر في جهنم خبيث الطعم بعيد القعر، ونحوه من الآثار: فوجه الدلالة من الآية أن الله سبحانه جعل هذا المكان من النار لمن أضاع الصلاة واتبع الشهوات ولو كان مع عصاة المسلمين لكانوا في الطبقة العليا من طبقات النار ولم يكونوا في هذا المكان الذي هو اسفلها فإن هذا ليس من أمكنة أهل الإسلام بل من أمكنه الكفار.

ومن الآية دليل آخر وهو قوله تعالى ((إلا من تاب واءمن وعمل صالحا)) فلو كان مضيع الصلاة مؤمنا لم يشترط في توبته الإيمان وأنه يكون تحصيلا للحاصل.ا. هـ

7ـ قال تعالى ((فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى، وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى)) (31 - 32 القيامة)

قال ابن القيم: فلما كان الإسلام تصديق الخبر والانقياد للأمر جعل سبحانه له ضدين عدم التصديق وعدم الصلاة وقابل التصديق بالتكذيب والصلاة بالتولي فقال ((ولكن كذب وتولى)) فكما أن المكذب كافر فالمتولي عن الصلاة كافر فكما يزول الإسلام بالتكذيب يزول بالتولي عن الصلاة.

8ـ قال تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ، وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ، وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)) (9 المنافقون)

قال الضحاك: (عن ذكر الله) الصلوات الخمس

قال ابن القيم: قال عطاء بن أبي رباح: هي الصلاة المكتوبة. ووجه الاستدلال بالآية إن الله حكم بالخسران المطلق لمن ألهاه ماله وولده عن الصلاة، والخسران المطلق لا يحصل إلا للكفار فإن المسلم ولو خسر بذنوبه ومعاصيه فآخر أمره إلى الربح.

9ـ قال تعالى ((إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ)) (15 السجدة)

قال الطبري:وقيل إن هذه الآية نزلت على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , لأن قوما من المنافقين كانوا يخرجون من المسجد إذا أقيمت الصلاة, ذكر ذلك عن حجاج, عن ابن جريج.

قال ابن القيم: ووجه الاستدلال بالآية أنه سبحانه نفى الإيمان عمن إذا ذكروا بآيات الله لم يخروا سجدا مسبحين بحمد ربهم ومن أعظم التذكير بآيات الله التذكير بآيات الصلاة فمن ذكر بها ولم يتذكر ولم يصل ولم يؤمن بها لأنه سبحانه خص المؤمنين بها بأنهم أهل السجود وهذا من أحسن الاستدلال وأقربه فلم يؤمن بقوله تعالى ((وأقيموا الصلاة)) إلا من التزم إقامتها.

10ـ قال تعالى ((وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ، وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ، فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ)) (48 - 50 المرسلات)

قال القرطبي: أي إذا قيل لهؤلاء المشركين: "اركعوا" أي صلوا "لا يركعون" أي لا يصلون ; قاله مجاهد.

وقال مقاتل: نزلت في ثقيف, امتنعوا من الصلاة فنزل ذلك فيهم.

قال مقاتل: قال لهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أسلموا) وأمرهم بالصلاة فقالوا: لا ننحني فإنها مسبة علينا, فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا خير في دين ليس فيه ركوع ولا سجود.

قال ابن القيم: ثم توعدهم على ترك الركوع وهو الصلاة إذا دعوا إليها ولا يقال إنما توعدهم على التكذيب فإنه سبحانه وتعالى إنما أخبر عن تركهم لها وعليه وقع الوعيد على أنا نقول لا يصر على ترك الصلاة إصرارا مستمرا من يصدق بأن الله أمر بها أصلا فإنه يستحيل في العادة والطبيعة أن يكون الرجل مصدقا تصديقا جازما أن الله فرض عليه كل يوم وليلية خمس صلوات وأنه يعاقبه على تركها أشد العقاب وهو مع ذلك مصر على تركها هذا من المستحيل قطعا فلا يحافظ على تركها مصدق بفرضها أبدا فإن الإيمان يأمر صاحبه بها فحيث لم يكن في قلبه ما يأمر بها فليس في قلبه شيء من الإيمان، ولا تصغ إلى كلام من ليس له خبره ولا علم بأحكام القلوب وأعمالها وتأمل في الطبيعة بأن يقوم بقلب العبد إيمان بالوعد والوعيد والجنة والنار وأن الله فرض عليه الصلاة وأن الله يعاقبه معاقبة على

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير