تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال يحيى بن معين: قيل لعبدالله بن المبارك: إن هؤلاء يقولون من لم يصم ولم يصل بعد أن يقر به فهو مؤمن مستكمل الإيمان فقال عبدالله: لا نقول نحن ما يقول هؤلاء من ترك الصلاة متعمدا من غير علة حتى أدخل وقتا في وقت فهو كافر.

وقال ابن أبي شيبة: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "من ترك الصلاة فقد كفر" فيقال له ارجع عن الكفر فإن فعل وإلا قتل بعد أن يؤجله الوالي ثلاثة أيام.

وقال أحمد بن يسار: سمعت صدقة بن الفضل وسئل عن تارك الصلاة؟ فقال: كافر، فقال له السائل: أتبين منه امرأته؟ فقال صدقة: وأين الكفر من الطلاق لو أن رجلا كفر ولم تطلق منه امرأته.

قال: محمد بن نصر: سمعت إسحاق يقول صح عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن تارك الصلاة كافر وكذلك كان رأي أهل العلم من لدن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى يومنا هذا أن تارك الصلاة عمدا من غير عذر حتى يذهب وقتها كافر.ا. هـ

ـ قال ابن باز رحمه الله بعد ذكر الأدلة على كفر تارك الصلاة: وقد ذهب جماعة من أهل العلم إلى أن من تركها تهاونًا وإن لم يجحد وجوبها يكفر كفرًا أكبر لهذه الآيات والأحاديث التي سبق ذكرها، ولو قال أنه يؤمن بوجوبها، إذا تركها تهاونًا فقد تلاعب بهذا الأمر الواجب، وقد عصى ربه معصية عظيمة، فيكفر بذلك في أصح قولي العلماء، لعموم الأدلة، ومنها قول الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)) ما قال: (من جحد وجوبها)، بل قال: (من تركها) فهذا يعم من جحد ومن لم يجحد، وهكذا قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة)) ما قال: إذا جحد وجوبها.

فالرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أفصح الناس، وهو أعلم الناس، يستطيع أن يقول: إذا كان جاحدًا لها أو إذا جحد وجوبها، لا يمنعه من هذه الكلمة التي تبين الحكم، لو كان الحكم كما قال هؤلاء، فلما أطلق صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كفره فقال (فمن تركها فقد كفر) دل ذلك على أن مجرد الترك والتعمد لهذا الواجب العظيم يكون به كافرًا كفرًا أكبر، نسأل الله العافية ـ وردة عن الإسلام،نعوذ بالله من ذلك. [37]

ـ سئلت هيئة كبار العلماء:

س: امرأة تؤخر الصلوات عن أوقاتها، وتشجع بناتها الكبيرات والصغيرات على ذلك، فما الحكم؟

ج: إذا كان حالها كما ذكر فهي مرتدة مفسدة لبناتها وبنات زوجها، فتستتاب، فإن تابت واستقامت أحوالها الحمد لله، وإن أصرت على ما ذكر رفع أمرها إلى الحاكم ليفرق بينها وبين زوجها، وليقيم عليها الحد الشرعي وهو القتل، لحديث ابن عباس رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال ((من بدل دينه فاقتلوه)) هذا إذا كانت تؤخر الصلاة عن وقتها كتأخير العصر حتى تغرب الشمس أو الفجر حتى تطلع الشمس، لأن تأخيرها عن وقتها بدون عذر شرعي حكمه حكم الترك .. وبالله التوفيق وصلي الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم [38].

س: رجل تارك فروض الصلاة، أو متهاون فيها ما عدا يوم الجمعة أول شخص يدخل الجامع هو، فما حكم ذلك علمًا أنه ليس بأمي بل متعلم؟

ج: الصلاة ركن من أركان الإسلام فمن تركها جاحدًا لوجوبها فهو كافر بالإجماع ومن تركها تهاونًا وكسلاً فهو كافر على الصحيح من قولي العلماء في ذلك، والأصل في ذلك عموم الأدلة التي دلت على الحكم بكفره، ولم تفرق بين من تركها تهاونًا وكسلاً ومن تركها جاحدًا لوجوبها، فروى الإمام أحمد وأهل السنن بسند صحيح من حديث بريدة بن الحصين قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر))، وروى مسلم في صحيحه عن جابر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال ((بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) وروى عبدالله بن شقيق قال: كان أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يرون شيئًا من الأعمال تركه كفر إلا الصلاة. رواه الترمذي .. وبالله التوفيق وصلي الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم [39].

س: رجل يسأل عن جاوز الاستغفار لأخيه الذي مات وهو لا يصلي؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير