[(لوطي) نسبة الفعل الى قوم لوط لا الى لوط عليه السلام.]
ـ[المسيطير]ــــــــ[12 - 05 - 04, 06:06 ص]ـ
(لوطي) كلمة تشمأز منها الأنفس المؤمنة وترفض ذلك الفعل المشين الأنفس الشريفة.
يقال هذا اللقب لكل من يفعل تلك الفعلة القبيحة، والتي كان يفعلها قوم لوط عليه السلام، قال تعالى (ولوطا اذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ماسبقكم بها من أحد من العالمين، أئنكم لتأتون الرجال .. ) الآية. وقال تعالى (ائنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء .. ) الآية.
فلوط عليه السلام كان يدفع ذلك الفعل الكبّار، وينصح عنه، ويحذر قومه من فعله.
اذا تبين هذا، تبين لك خطأ نسبة الفعل الى لوط عليه السلام حيث يقال للفاعل او المفعول به (لوطي) والصحيح والله اعلم ان يقال (الذي يفعل فعلة قوم لوط) او غيرها من المسميات.
فننزه نبينا لوط عليه السلام من النسبة، ونصححها فننسبها الى فاعلها.
والله اعلم.
ـ[نواف البكري]ــــــــ[12 - 05 - 04, 07:15 ص]ـ
بسم الله:
لا مانع أن يكون نسبة (اللوطي) إما لحقيقة العمل وماهيته من لاط يلوط: أي خاض وألزق ونحو ذلك من المعاني الواردة في المعاجم فتكون نسبة العمل إلى عامله.
وقد تكون نسبة إلى لوط عليه السلام من الاستعارة المجازية لأنهم خرجوا في وقته:
ففي اللسان:
. و لُوط اسم النبي , صلّى اللّه على سيدنا محمد نبينا وعليه وسلّم. و لاطَ الرجلُ لِواطاً و لاوطَ أَي عَمِل عَمَل قومِ لُوطٍ. قال الليث: لُوط كان نبيّاً بعثه اللّه إِلى قومه فكذبوه وأَحدثوا ما أَحدثوا فاشتق الناس من اسمه فعلاً لمن فَعَل فِعْلَ قومِه ... ).
قلت: ومثله (التمعدد) الوارد في الأثر (اخشوشنوا وتمعددوا) من البذاذة التي في قوم عاد!.
والله أعلم.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[12 - 05 - 04, 07:35 ص]ـ
وسمعت أن الأصل أن تكون النسبة في الجملة المركبة للمضاف دون المضاف إليه، والجملة هنا " قوم لوط " والنسبة " قومي "! لا تدل على المراد فنسبت للمضاف إليه.
وهذا كما أن الأصل في النسبة أن تكون للمفرد لكن إن حصل توهم أو إشكال نسب للجمع كما في " كتبي " والأصل في النسبة أن تكون للمفرد! فإن نسب للمفرد صارت النسبة لمن يبيع الكتب " كتابي "! وفيها إشكال وتوهم.
والله أعلم
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[12 - 05 - 04, 07:43 ص]ـ
أحسنتم بارك الله فيكم
وللشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد حفظه الله كلاما مطولا حول هذا الأمر في معجم المناهي اللفظية.
ـ[المسيطير]ــــــــ[13 - 05 - 04, 02:29 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
ما أعظم نفع هذا الملتقى المبارك.
ذكر الشيخ العلامة بكر بن عبدالله ابوزيد في كتاب المناهي اللفظية ص476 ومابعدها مايلي (بتصرف يسير):
- يحمل لفظ " لَوَطَ " في لسان العرب معنى الحب والإلصاق والإلزاق.
- وقد أجمع العلماء على إطلاقها من غير خلاف يُعرف، فالفقهاء يعقدون أحكام اللواط واللوطية في مصنفاتهم الفقهية، والمفسرون في كتب التفسير، والمحدثون في شروح السنة، واللغويون في كتب اللغة.
-وقد اختلفت تراجم المحدثين فالترمذي - مثلا - قال:" باب ماجاء في حد اللوطي ".
وابوداود وابن ماجه، قالا:" باب فيمن عمل عمل قوم لوط ".
- ومنه هنا: عمل قوم لوط: لوطي. ويراد به النسبة الى نهيه، لا الى لوط عليه السلام.
- ومحال ان يخطر ببال أحد سوء في حق نبي الله لوط عليه السلام.
- ولهذا فلا تلتفت الى ما قاله بعض من كتب في قصص الأنبياء عليهم السلام، من اهل عصرنا، فأنكر هذه اللفظة:" اللواط " وبنى إنكاره على غلط وقع فيه في بيان الحقيقة اللغوية لمعنى " لاط " وأن مبناها على الإصلاح، فإن الحال كما تقدم من أن مبناها على الحب والإلزاق والإلصاق، وقد يكون هذا اصلاحا وقد يكون إفسادا، حسب كل فعل وباعثه والله اعلم.
- وبعد تقييد ماتقدم تبين لي بعد استشارة واستخارة، أن جميع ماقيدته من استدلال استظهرته لا يخلو من حمية للعلماء الذين تتابعوا على ذلك، والحمية لنبي الله لوط - عليه السلام - اولى وأحرى، والله سبحانه وتعالى يقول " هل جزاء الإحسان الا الإحسان "، فكيف ننسب هذه الفعلة الشنعاء " الفاحشة " الى نبي الله لوط عليه السلام، ولو باعتباره ناهيا، ولو كان لا يخطر ببال مسلم ادنى اساءة الى لوط عليه السلام؟
ولعل من آثار هذه النسبة أنك لا تجد في الاعلام من اسمه لوط الا على ندرة، فهذا مثلا (سير اعلام النبلاء) ليس فيه من اسمه لوط سوى واحد: ابو مخنف لوط بن يحي.
هذا جميعه اقوله بحثا، لا قطعا، فليحرره من كان لديه فضل علم زائد على ما ذكر ليتضح الحق بدليله. والله المستعان.
انتهى.
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[13 - 05 - 04, 02:59 ص]ـ
ولكن استعمال العلماء لهذه الكلمة بلا نكير دليل على أنها سائغة وقد أكثر ابن القيم رحمه الله تعالى من إطلاقها وهم أبصر منا وأشدتعظيما للأنبياء.
¥