تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هل الأفضل توزيع العقيقة مطبوخة أم نيّئة؟ (الشيخ المنجّد)

ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[06 - 08 - 02, 07:25 ص]ـ

من موقع الشيخ المنجّد (وفّقه الله).

أريد أن أعرف: العقيقة كيف يتم توزيعها؟ هل هي ثلاثة أقسام أم لكل الأسرة؟

الجواب:

الحمد لله.

قال بعض العلماء: العقيقة كالأضحية لها أحكامها.

وذهبوا إلى تقسيمها كتقسيم الأضحية واشترطوا في الشاة التي للعقيقة شروطها أيضاً فقالوا يجب أن ينتفي عنها العور والعرج والمرض البيِّن والضعف الشديد.

قال ابن قدامة: وسبيلها في الأكل والهدية والصدقة سبيلها ـ يعني سبيل العقيقة كسبيل الأضحية .. وبهذا قال الشافعي.

وقال ابن سيرين: اصنع بلحمها كيف شئت، وقال ابن جريج: تطبخ بماء وملح وتهدى الجيران والصديق ولا يتصّدق منها بشيء، وسئل أحمد عنها فحكى قول ابن سيرين، وهذا يدل على أنه ذهب إليه، وسئل هل يأكلها قال: لم أقل يأكلها كلها ولا يتصدق منها بشيء.

والأشبه قياسها على الأضحية لأنها نسيكة مشروعة غير واجبة فأشبهت الأضحية ولأنها أشبهتها في صفاتها وسنها وقدرها وشروطها فأشبهتها في مصرفها .. . " المغني " (9/ 366).

وقال الشوكاني:

هل يشترط فيها ما يشترط في الأضحية؟ فيه وجهان للشافعية، وقد استدل بإطلاق الشاتين على عدم الاشتراط وهو الحق. " نيل الأوطار " (5/ 231).

وذكر فروقا بينها وبين الأضحية تدلّ على أنها ليست مثلها في كلّ شيء.

فلم يرد في السنّة إذن للعقيقة طريقة معيّنة في التقسيم والمراد منها التقرب إلى الله بالدم المهراق شكراً على نعمة المولود وفكّا لأسر الشيطان له وإبعاداً له عنه كما دلّ عليه حديث: كلّ غلام مرتهن بعقيقته.

أما حكم لحمها فيحل لك أن تصنع فيه ما تشاء فإن شئت أكلته وأهل بيتك أو تصدقت به أو أكلت بعضاً وتصدقت ببعض، وهو قول ابن سيرين وذهب إليه الإمام أحمد (رحمه الله).

والله أعلم.

http://63.175.194.25/index.php?formtrans=dgn%3D3%7C&ln=ara&ds=qa&lv=browse&QR=8423

ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[07 - 08 - 02, 09:07 ص]ـ

فضيلة الشيخ سليمان العلوان حفظه الله تعالى، قد أشكل علىّ أمر العقيقة هل يشترط فيها ما يشترط في الأضحية أم أنه يجوز العق بما تيسَّر؟

وقد بحثت هذه المسألة في كتب الفقهاء فلم أهتد للصواب فعرضت هذا السؤال على فضيلتكم.

بسم الله الرحمن الرحيم

قد جاءت بعض الأحاديث في بيان ما يجزئ في الأضحية ومالا يجزئ.

وأمّا العقيقة فلم يرد فيها سوى ذكر شاتين مكافئتين في حق الغلام وشاة واحدة في حق الأنثى.

ولم يرد ذكر أوصافها وما يلزم في ذلك وما يمتنع فذهب جمهور العلماء إلى إلحاق العقيقة في الأضحية فيما يجوز وفيما يحرم.

فاشترطوا سلامة العقيقة من العيوب كاشتراطهم سلامة الأضحية على ماجاءَ في الأحاديث الصحيحة.

وذهب بعض أهل العلم إلى أنه لا يشترط في العقيقة ما يشترط في الأضحية فيجوز ذبح المعيبة وذبح ما دون ثنية المعز ونحو ذلك.

لأن الأضحية ذبيحة شرعت في وقت محدود لا يخرج عنه وجاءَت فيها نصوص تبين ما يجوز ومالا يجوز بخلاف العقيقة فإن الشارع ذكر ما يهراق عن الغلام وعن الجارية ولم يزد على ذلك فدل على أنه لا يشترط فيها ما يشترط في الأضحية.

ولأنها شرعت عند تجدد نعمة فأشبه ما تكون بسائر الولائم.

قال في الرعاية الكبرى كما في الإنصاف [4\ 114] والتفرقة أشهر وأظهر).

يدل لهذا القول أن الذين قاسوا العقيقة على الأضحية لم يأخذوا بجميع أوجه الاشتراك وجميع أوجه المنع.

فبعض من يرى أن حكم العقيقة حكم الأضحية قال ولا يجوز فيها شرك في بدنة ولا بقرة وبعضهم يجوَّز ذلك.

وقد قال ابن سيرين في العقيقة. اصنع بلحمها كيف شئت.

وسئل أحمد بن حنبل رحمه الله عن ذلك فذكر قول ابن سيرين قال في الشرح الكبير وهذا يدل على أنه ذهب إليه وسئل هل يأكلها كلها؟

قال ألم أقل يأكلها كلها ولا يتصدق منها بشيئ)).

وهذا كله يدل على أن العقيقة لا تشبه الأضحية في مصرفها فكذلك لا تشبه الأضحية في سنَّها وصفتها وشروطها. والله أعلم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير