ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[17 - 05 - 04, 05:59 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
إخواني الكرام المتأمل فيما وصل إليه حال الأمة الآن وما فيها من جراح وآلام وتردٍ في معظم مجالات حياتها لا يشك في عدم جواز هذا اللهو والغثاء الذي ما جلبه لنا أعداؤنا إلا ليصدونا عن ديننا ولنبقى أمة متخلفة شبابها مائع يجري وراء الكرة والمرأة واللهو واللعب ولا رسالة لديه يؤديها وحتى لا أطيل فأقول:
من من المسلمين اليوم يقوم بواجبات الدين وليس مفرطا في واجب وأخص بالذكر الذين يشاهدون هذه الألعاب هل قاموا حقا بما عليهم من واجبات؟ الجواب بلا تردد .. لا لم يقوموا فالجهل بالعقيدة والجهل بالفرائض والتفريط في واجب الدعوة إلى الله وحمل هم الإسلام والتفريط في نصرة المظلومين ... إلخ إلا من رحم الله.
فضلا عن تضييع أموال الأمة فيما لا فائدة لها فيه في دنيا ولا دين بل فيه الضرر العظيم في الدارين وما المليارات التي تنفق على هذه اللعبة التي تصد عن ذكر الله عنا ببعيد وا الأموال التي يأخذها اللاهون عنا ببعيد فأصبحوا نجوما وأثرياء وخيار الأمة يتضورون جوعا ويتهمون بشتى التهم حتى يحال بينهم وبين تقديم الخير لأمتهم.
أبعد هذا يصح أن يقال أن هذه اللعبة جائزة ثم نضع شروطا لا يلتفت إليها من يشاهدها؟
لابد أن نتكلم عن واقع هذه اللعبة كما هي موجودة الآن والاهتمام بها أكثر من أركان الدين في معظم دول العالم الإسلامي وإلا فانظروا إلى معسكرات تدريب هؤلأ اللاهين اللاعبين المتلاعبين بوقت وعقول الأمة انظروا كم ينفقون وكم يعطون للمدربين الذين يستقدمون معظمهم من دول الكفر وقارنوا بين هذا وبين الاهتمام بتخريج دعاة للإسلام أو حتى أئمة للمساجد ثم قولوا لنا ما النسبة بين هذا وذاك؟
والله لا أدري ما أقول عن المآسي التي تحيط بنا وبأمتنا في شتى جوانب حياتنا ومع ذلك فنحن نلعب وننافس على البطولات ونعقد لقاءات القمة ويخرج المنتصرون الذين أقصى أمانيهم وضع الكرة بين الثلاث خشبات يخرجون على أمهم أبطال وقدوات وصفحات الجرائد والمجلات مليئة بصورهم ومناقبهم وحياتهم في الوقت الذي يتجهل معظم الأمة أسماء علمائها الصادقين ومجاهديها الذين يرفعون عنا العذاب ويدافعون عن حرماتنا ... ثم بعد ذلك نقول يجوز أو لا يجوز مع هذه المفاسد.
شعوب مسلمة تحتل وتذبح وتنتهك حرماتها في شتى بقاع الأرض وتحاصر وتجوّع ويمنع عنها الدواء والغذاء وضرورات الحياة والجماهير تصفق في الملاعب وأمام شاشات المفسديون وتعطي ثمرة قلبها وخالص حبها لأناس عابثين لاهين فماذا نقول لربنا غدا؟
هل حقا عندنا أوقات وأدينا ما علينا من واجبات حتى نتفرغ للعب واللهو وتضييع أموال الأمة وإهدار أوقاتها في هذا الغثاء.
هل حقا عندنا قلوب سليمة تئن وتتوجع لما يصيب إخوانا وأخوات لنا تنتهك أعراضهم ليل نهار ونحن نصفق ونلهو ونلعب ونشجع ونأمل في الفوز بالدوري أو الكأس؟
هل حقا أننا نستشعر قوله عزوجل: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) فنشعر بإخواننا ومصابهم .. حتى الحزن يا عباد الله نبخل به على إخوان وأخوات لنا مكلومين ممزقين أصابهم ما تعجز الجبال عن حمله ثم يروننا بدلا من أن نسعى في تخفيف ذلك عنهم أو حتى الشعور بمصابهم- يروننا نلهو ونلعب ونشجع ونصفق.
هل أنستنا الكرة التي بها يعبثون رءوس الأطفال والرجال والنساء التي يلعب بها أعداء الله الكرة وتنقل في مشاهد ونشاهدها ونقرأ عنها .. هل ماتت قلوبنا؟
لو كان هؤلأ إخوانك في النسب يا أخي الكريم أو أختك أو ابنك وبنتك أو أمك كيف سيكون حالك هل كنت تلعب أيضا وتشاهد هذا العبث أم تحاول أن تثأر لدينك وأهلك ولو بمقاطعة من يؤخرون النصر عن أمتنا ويزيدون من وجيعتها ويلهوننا عن أعدائنا.
والله الحديث ذو شجون والقلب مكلوم وفي أسى لما أصاب أمتنا وأصاب اهتماماتها واهتمامات شبابها وطريقة تناول خيرة شبابها لما يناقش من موضوعات؟
إخواني الكرام أرجو أن تنظروا في حال أمتكم وتتفقهوا في دينكم وتنظروا في سيرة سلفكم وكيف كانوا عليه من جد وعمل وتمسك بحبل الله واعتصام به وأن نطرح قضايانا في ضوء ذلك وفي ضوء أننا أمة جريحة محتلة في معظم بلادها ومحتلة في أفكارها ومغزوة في عقيدتها وشريعتها وتحاول النهوض ولكن الأعداء متربصون والمنافقين مخذلون ومعوقون فماذا يكون دور شبابها الآن؟ هل يلعبون ويصفقون ويشجعون - حتى ولو كان هذا مباحا كما ذكر البعض بضوابطه- أم أنهم يجدون وينهضون وبكتاب ربهم يعتصمون وبسنة نبيهم يقتدون وبسلفهم يتأسون ويحاولون نجدة أمتهم كل بحسب استطاعته وعلى ما يليق بعلمه وحاله.
فلننهض يا إخوة الإسلام لنصرة ديننا والتفقه فيه وتبليغه وتعليم الأمة عقيدتها وشريعتها وتبصيرها بواقعها وبأعدائها وحقيقة مكرهم وخداعهم
ومن يستحق أن نحبه ونواليه ومن يستحق أن نبغضه ونعاديه.
إخواني .. لقد أهلكت هذه الأمور من كرة وغناء وعبث لقد أهلكت الأمة ومسختها وحولت الشباب-إلا من رحم الله- إلى شباب لاه عابث مخنث لا غاية عنده إلا شهوته وهواه .. والصالح منا -إلا من رحم الله- حسبه أن يتأثر ويحوقل ويسترجع ثم ينسى بعد ذلك والله المستعان.
وهذه بعض الرسائل التي تكلمت عن موضوع كرة القدم أرجو أن تنتفعوا بها وتنفعوا أمتكم الجريحة التي تناديكم وتشكو غربتها وتشكو قلة الناصر والمعين:
حَقِيقَةُ. كُرَةِ القَدَمِ. (دِرَاسَةٌ شَرعِيَّةٌ
مِنْ خِلالِ فِقْهِ الوَاقِعِ).
وهذا رابط الكتاب:
http://www.thiab.com/Fb.htm
.
رسالة: الكرة تحت أقدام الصالحين .. حقائق وأسرار
وهذا هو الملف:
¥