ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 05 - 07, 04:59 م]ـ
موسوعة الخطب والدروس
وأما أصحاب الهمم العالية فيأنفون حتى من المهمات الحسنة إن كانت صغيرة حتى إن كان هناك عملٌ صالحٌ لكنه صغير فإنهم يرون أن عزتهم وأنفتهم وطموحهم وهمتهم تطلب ما هو أعلى.
وكما نعلم قيل لبعض ذوي الهمم العالية جاءه رجل وقال لي: عندك حويجة! فقال له: " اطلب لها رجيلاً "، إن كانت حاجتك صغيرة فاذهب صغير يقضيها لك وأما أنا فلا أنظر إلا إلى معالي الأمور وكبارها.
وقيل لبعض العلماء لي سؤال صغير قال اطلب له رجلا صغير.
ولا يعني ذلك أن لا يُجاب عن السؤال ولكن نحن نلفت النظر إلى ما يُنظر إليه بل إن الإنسان ليعجب من المواقف التي ينتبه إليها بعض الناس.
جاءهم في رجل من الكرام قومٌ قالوا: جئناك في حاجة لا ترزأك - يعني لا تُنقص منك شيء - فقال: " هلاّ طلبتم لها سفاسف الناس ".
وعن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب أنه جاءته امرأة فسألته مالاً فأعطاها شيئاً عظيماً فقيل له: إنها لا تعرفك وكان يرضيها اليسير! قال: " إن كان يرضيها اليسير فأنا لا أرضى إلا بالكثير وإن كانت لا تعرفني فأنا أعرف نفسي ".
وتُروى هذه المنقبة أيضاً عن يزيد المهلبي الذي كان من الأمراء المشهورين بالكرم إذ مرّ ببادية من الأعراب فسألوه فأعطاهم شيئاً كثيراً فقيل له: إنهم لا يعرفونك! قال: ولكني أعرف نفسي.
ومن لطائف ما يُذكر في ذلك أن رجل رأى ابن المبارك يعضُّ يد خادمه فقال له: أتعض يد خادمك؟! قال: كم آمره ألا يعد الدراهم على السّؤال وأقول له أحث حثواً ولا سمعني.
يعد وأقول له لا تعد خذ وأعطي فكان يعض يده حتى يستجيب لأمره بألا يعد.
وهذا يدلنا على أن صاحب الهمة العالية كما قلنا عنده من أنفته ما لا يجعله يرضى بالقليل والدون حتى من صالح الأعمال.
والشافعي رحمه الله يقول:
عليّ ثياب لو يُباع جميعها **** بفلس لكان الفلس منهن أكثرا
وفيهن نفسٌ لو تُقاس بها **** نفوس الورى كانت أعز وأكثرا
وما ضر نصل السيف إخلاق غمده **** إذا كان غضباً حيث وجهته فرى
وهكذا ينبغي أن يكون أصحاب الهمم العالية وهذا أمرٌ كثيف ويجعل المرء لا يقبل الذل.
جاء في ترجمة الخطيب البغدادي - رحمه الله - أنه دخل عليه بعض العلوية ومعه دنانير فقال للخطيب: فلان يُسلم عليك ويقول اصرف هذا في بعض مهماتك "يعطيه شيئاً من المال" فقال لا حاجة لي فيه وقطّب وجهه، فقال له الرجل: كأنك تستقله ونفض ما معه على سجادة الخطيب؛ ليُريه أنه مالٌ كثير فقال هذه ثلاثمائة دينار فقام الخطيب - رحمه الله - محمّر الوجه وأخذ طريقه وخرج وسحب سجادته، وظلّ الرجل يلتقط الدنانير ويجمعها من وراءه.
قال أحد تلاميذ الخطيب وهذا يبيّن لنا أثر الهمة العالية قال:
ما أنسى عز خروج الخطيب وذل ذاك العلوي الذي يجلس في الأرض يلتقط الدنانير وذاك قد مضى لحاله.
كما قال القائل والأبيات منسوبة للشافعي أيضاً:
يقولون لي فيك انقباض وإنما رأوا **** رجلا عن موضع الذل أحجما
أرى الناس من داناهم هان عندهم ***** ومن أكرمته عزة النفس أُكرما
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[09 - 05 - 07, 05:59 م]ـ
لاتكثر الغياب يااباعمر .. حتى لانُحرم من مثل هذه الفوائد الماتعة
ـ[توبة]ــــــــ[09 - 07 - 10, 08:15 م]ـ
بارك الله في الجميع.
قال الإمام النووي في تهذيب الاسماء ج1/ص137
روينا في صحيح البخاري ومسلم عن انس رضي الله عنه قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم على ام سليم يعني أمه فاتته بتمر وسمن فقال أعيدوا سمنكم في سقائه وتمركم في وعائه ثم قام الى ناحية البيت فصلى غير المكتوبة فدعا لأم سليم وأهل بيتها فقالت يا رسول الله إن لي حويجة قال ما هي قالت خادمك أنس فما ترك خير آخرة ولا دنيا الا دعا به اللهم ارزقه مالا وولدا وبارك له قال فإني لمن اكثر الأنصار مالا.
لكن هذه اللفظة ليست في الصحيحين فلعله ذكرها بالمعنى.
رواه البخاري بلفظ "خويصة" تصغير خاصة.
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[14 - 07 - 10, 03:03 ص]ـ
قال الإمام النووي في تهذيب الاسماء ج1/ص137
روينا في صحيح البخاري ومسلم عن انس رضي الله عنه قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم على ام سليم يعني أمه فاتته بتمر وسمن فقال أعيدوا سمنكم في سقائه وتمركم في وعائه ثم قام الى ناحية البيت فصلى غير المكتوبة فدعا لأم سليم وأهل بيتها فقالت يا رسول الله إن لي حويجة قال ما هي قالت خادمك أنس فما ترك خير آخرة ولا دنيا الا دعا به اللهم ارزقه مالا وولدا وبارك له قال فإني لمن اكثر الأنصار مالا.
لكن هذه اللفظة ليست في الصحيحين فلعله ذكرها بالمعنى.
عزاه الحافظ في اتحاف الخيرة بهذا اللفظ (حويجة) الى مسند ابي يعلى وصحح اسناده،وقد بحثت في المسند االمذكور فوجدته رواه بلفظ "خويصة"فليحرر.