تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[قصة حصار عكا]

ـ[الدعاء .. الدعاء]ــــــــ[20 - 05 - 04, 09:17 م]ـ

الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان.

وبعد، فإن التاريخ الإسلامي لم يخل من وقائع بذل فيها أهل الجهاد نفوسهم نصرة لدين الله ونكاية في أعدائه ينطبق عليها ما اصطلح على تسميته في هذا العصر بالعمليات الاستشهادية أو الفدائية وما ذاك إلا لعلمهم أن تلف النفس هين لمصلحة إظهار الدين والنكاية في الكافرين و أن ذلك مرضاة لرب العالمين.

و إنما المراد هنا تتبع ما حصل من هذه العمليات في تاريخ المسلمين القديم

فأما أول عملية استشهادية فيما أعلم فقد ذكرها المؤرخون في قصة حصار عكا لستمائة مجاهد بطل رحمهم الله وكانت في عام سبع وثمانين وخمسمائة.

وأما أول محاولة لذلك فكانت على عهد الصحابة رضي الله عنهم و هي ما سأورده في هذا المقال وآمل من الإخوة بحثه ومناقشة ثبوته واختلاف الروايات فيه والمشاركة بما وقفوا عليه في هذا الباب.

وأترك ذكر أولى العمليات الفدائية حتى نرى ما عند الإخوة ممن وقف على قصة قبل التاريخ المذكور أو بعده.

أولى المحاولات الاستشهادية:

ساق ابن جرير الطبري رحمه الله في تاريخه "تاريخ الأمم والملوك" روايات هذه القصة في وقعة الجمل

والكتاب على هذا الرابط

http://www.almeshkat.net/books/archive/books/t-%20altabri.zip

وهو منه في 13/ 47 - 53 فليس عندي النسخة المطبوعة منه لكن أشار لها صاحب "المختار في حكم الانتحار خوف إفشاء الأسرار" أنها في 5/ 194 ومحقق سير أعلام النبلاء ج4 أنها في 4/ 520 فقد ذكر القصة الذهبي في ترجمة الأشتر 4/ 34 ط. الرسالة

حدثني عمر قال حدثنا أبو الحسن قال حدثنا أبو مخنف عن إسحاق بن راشد عن عباد بن عبدالله بن الزبير عن أبيه قال مشيت يوم الجمل وبي سبع وثلاثون جراحة من ضربة وطعنة وما رأيت مثل يوم الجمل قط ما ينهزم منا أحد وما نحن إلا كالجبل الأسود وما يأخذ بخطام الجمل أحد إلا قتل فأخذه عبدالرحمن بن عتاب فقتل فأخذه الأسود بن أبي البختري فصرع وجئت فأخذت بالخطام فقالت عائشة من أنت قلت عبدالله بن الزبير قالت واثكل أسماء ومر بي الأشتر فعرفته فعانقته فسقطنا جميعا وناديت اقتلوني ومالكا فجاء ناس منا ومنهم فقاتلوا عنا حتى تحاجزنا وضاع الخطام ونادى علي اعقروا الجمل فإنه إن عقر تفرقوا فضربه رجل فسقط فما سمعت صوتا قط أشد من عجيج الجمل وأمر علي محمد بن أبي بكر فضرب عليها قبة وقال انظر هل وصل إليها شيء فأدخل رأسه فقالت من أنت ويلك فقال أبغض أهلك إليك قالت ابن الخثعمية قال نعم قالت بأبي أنت وأمي الحمد لله الذي عافاك

حدثني إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد قال سمعت أبا بكر بن عياش يقول قال علقمة قلت للأشتر قد كنت كارها لقتل عثمان رضي الله عنه فما أخرجك بالبصرة قال إن هؤلاء بايعوه ثم نكثوا وكان ابن الزبير هو الذي أكره عائشة على الخروج فكنت أدعو الله عز وجل أن يلقينيه فلقيني كفة لكفة فما رضيت بشدة ساعدي أن قمت في الركاب فضربته على رأسه فصرعته قلنا فهو القائل اقتلوني ومالكا قال لا ما تركته وفي نفسي منه شيء ذاك عبدالرحمن بن عتاب بن أسيد لقيني فاختلفنا ضربتين فصرعني وصرعته فجعل يقول اقتلوني ومالكا ولا يعلمون من مالك فلو يعلمون لقتلوني ثم قال أبو بكر بن عياش هذا كتابك شاهده حدثني به المغيرة عن إبراهيم عن علقمة قال قلت للأشتر

حدثني عبدالله بن أحمد قال حدثني أبي قال حدثني سليمان قال حدثني عبدالله عن طلحة بن النضر عن عثمان بن سليمان عن عبدالله بن الزبير قال وقف علينا شاب فقال احذروا هذين الرجلين فذكره وعلامة الأشتر أن إحدى قدميه بادية من شيء يجد بها قال لما التقينا قال الأشتر لما قصد لي سوى رمحه لرجلي قلت هذا أحمق وما عسى أن يدرك مني لو قطعها ألست قاتله فلما دنا مني جمع يديه في الرمح ثم التمس به وجهي قلت أحد الأقران

حدثني عمر قال حدثنا أبو الحسن عن أبي ليلى عن دينار بن العيزار قال سمعت الأشتر يقول لقيت عبدالرحمن بن عتاب بن أسيد فلقيت أشد الناس وأروغه فعانقته فسقطنا إلى الأرض جميعا فنادى اقتلوني ومالكا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير