وكثيرا ما اذا راى في المسالة قولين لاهل العلم استروح فصحح الاختيار بينهما
ورد على من زعم ان العورة مجرد القبل والدبر فقط وحكي عنه انها مجرد القبل والدبر وان الفخذ ليس بعورة ولعله كان يفتي بالقولين وحدث عن ابي زرعة عن ثابت بن محمد عن الثوري عن حبيب بن ابي ثابت عن طاوس عن ابن عباس غط فخذك فان الفخذ عورة والظاهر انه اخطا فيه على ابي زرعة
ومع انه شافعي المذهب فقد شنع على الشافعي في مسائل منها ان الشافعي اول من رد المرسل
وفي ايجابه الصلاة عليه صلى الله عليه في التشهد وقال ليس للشافعي سلف في هذا
وانه اي الشافعي خالف الاجماع في اربعمائة مسالة
في أمو ر أخرى
أما قول عبد الله امير المؤمنين رضي الله عنه ان صحت الرواية هو للتنبيه على ان من يعتنقه من رؤساء القوم ولو علموا انه الاشتر ما كانوا ليفلتوه ولو تنزلنا لقلنا خالف الناس ابن الزبير ولم يلتفتوا لقوله وتكون حجة لنا وقول الرجل لاخر اقتلني هل يسقط القصاص والدية خلاف بين العلماء أما انه منكر فهو اجماع عقلاء الثقلين وهو اجماع شرائع الله
قال العلامة الطاهر بن عاشور رحمه الله فقول موسى لقومه انكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا الى بارئكم فاقتلوا انفسكم " تشريع حكم لا يكون مثله الا عن وحي لا عن اجتهاد وان جاز الاجتهاد للانبياء فان هذا حكم مخالف لقاعدة حفظ النفوس التي قيل قد اتفق عليها شرائع الله
وعلى كل حال ففي كتب التاريخ قصص كثيرة لمن قتلوا انفسهم او ارشدوا لقتلهم
وعلى على سبيل المثال والتندر
ما حكاه البكري رحمه الله قال "حدثوا ان حمادا قال ما تداهى احد علي قط ولا خدعني الا امراة وكعاء
من البربر"الامازيغ"
ذلك ان صاحبا كان لي بالقيروان نشانا نشاة واحدة ولم يفرق بيننا مكتب ولا مشهد ولم نزل على ذلك حتى صرت على ما انا فيه ففقدته وجعلت افتقده فلا اجد له سبب للوصول اليه
" فلما نزلت باغاية وشننت عليها الغارات لم انشب صبيحة ذات يوم ان سمعت النداء ياالله ياللامير
فقلت ما بالك ومن انت فاذا هو صاحبي
قد حبسه عني نسكه وغلب على هواه ورع يملكه فاظهرت البشر بمكانه والجذل بشانه وقلت له والله لو خرجت
الي بالامس لحقنت دماء اهل بلدك لحرمتك عندي فقال القدر غالب
ثم ذكر حاجته
وهي ان ابنته فقدت فامرت القواد فاحضروا جميع ماكان في جيوشهم من النساء فعرف ابنته فامرت بسترها
وحملها مع ابيها فرفعت صوتها قائلة
لا ارجع مع احد اني لا اصلح الا للملوك لان عندي علما لا اشارك فيه
فقلت الا ترينا شيئا قالت تامر بقتل انسان وتحضر امضى سيف اقرا عليه فيعود اكل من قائمه فقلت
الذي يجرب هذا فيهه لمغرور قالت او يتهم احد بقتل نفسه فقلت لا قالت فليجرب في فاحضرت سيفا فلما
ضربهاالسياف بان راسها فاستيقظت من غفلتي وعلمت انها تداهت علي وكرهت العيش بعد الذي جرى لها واستبان ذلك لابيها ايضا
فهذه امراة عزيزة النفس وابية جاءت بكبيرة من الكبائر بعد مما فعل الجند بها ما فعلوا
مع ما هي عليه من الياس
فهذه هي الحروب والفتن يكون الناس في حالة جنون وغضب مطلق
وما دام هذا الموضوع موضوع حكايات لا باس ان نذكر ما حكاه البكري عنه ايضا مما يدل على حصافة حماد
بن بلقين "ذكرواانه كان لشيخ امراة شابة فخرج بها الى قلعة حماد فصحبه في طريقه شاب علقته المراة
فتواطا على دعوى الزوجية
فلما وصلوا الى القلعة رفع الشيخ القضية الى حماد فاوقف الشاب المراة فانكررا ما يدعيه
الشيخ من الزوجية ولم يجد حماد
بينة غير كلب للشيخ فامر بربط الكلب ثم امر المراة بحله وربط ثانيا ففعلت ولم ينكرها الكلب
ثم امر الشاب بمثل ذلك فنبحه فحكم
حماد للشيخ بزوجته وضرب عنق الشاب واظنه لم يضرب عنق المراة وقاسها بدابة الشيخ واظن ذلك لم
يكن بقياس مع الفارق عند حماد
ولا الشيخ
لانه ليس من مصلحة الشيخ قتلها
او لعله اقام حكم الله فيهما ولكن راوي القصة ساقها وكان الغرض له الاستدلال بها على ذكاء
حماد وعلى هذا فقس
فهذه الحكايات لا يؤخذ منها شرع ولا هم يحزنزن مثلها مثل الشعر والمنامات ويخطا من يستدل بها
ومثل الذين يستدلون بالشعرما جاء نفح الطيب عن القاضي ابي عبد الله المقري قال انشدت يوما
الابلي قول ابن الرومي
افنى واعمى ذا الطبيب بطبه **** وبكحله الاحياء والبصراء
فاذا مررت رايت من عميانه **** امما على امواته قراء
¥