العربية، والنحو، والصرف، والعروض، والمعاني، والبيان، والتفسير، والحديث، والأصول، والفقه، والمنطق، والميقات، والحساب، والجبر، والمقابلة، والهيئة، والمرايا، والمناظر، والأوفاق، والطب والإسطرلاب!، والصفائح، والجيوب، و الإرتماطيقى!، و الموسيقى!، والطلمسات!.
فهذه سبعة وعشرون فنا، ومع القراءات تكون ثمانية وعشرون فنا.
ومما يستحسن ذكره أيضا قوله:
ودرس الناس في عدة فنون فبهر العقول، وأدهش الألباب على أسلوب غريب بعبارة جزلة، وطلاقة كأنها السيل بحيث يكون جهد الفاضل البحاث أن يفهم ما يلقيه! حتى قال له الطلبة: تنزل لنا في العبارة فإنا لا نفهم جميع ما تقول. فقال: لا تنزلوني إليكم ودعوني أرقيكم إليّ فبعد كذا وكذا ـ مدة حدها ـ تصيرون إلى فهم كلامي، فكان الأمر كما قال.
ومما يستحسن أيضا قوله:
وكان جماعة من أعيان تلامذته يطالعون الدرس، ويجتهدون في ذلك غاية الاجتهاد، حتى يظن بعضهم أنه يفوق عليه، فإذا وقع الدرس أظهر لهم من المباحث ما لم يخطر لهم ببال! مع امتحانهم له مرارا فيجدونه في خلوته نائما غير مكترث بمطالعة، ولا غيرها. اهـ
أقول: أين من يقدر على مثل ذلك، ولو مع طول التحضير، والمطالعة؟
ولعلي أختم بما:
قال البقاعي حضرت درسه بالجامع الأزهر في فقه المالكية، فظهر لي أنني ما رأيت مثله، ولا رأى هو مثل نفسه، وأن من لم يحضر درسه لم يحضر العلم، ولا سمع كلام العرب، ولا رأى الناس، بل ولا خرج إلى الوجود.
وقال ابن الهمام: هذا الرجل لا ينتفع بكلامه، ولا ينبغي أن يحضر درسه إلا حذاق العلماء.
من يستحق لفظ العلامة
في ترجمة محمود بن مسعود قطب الدين الشيرازي الشافعي 2/ 299
ولقبه عند الفضلاء "الشارح العلامة " .. وقد استمر على تعظيمه من بعدهم حتى صار العلامة إذا أطلق لا يفهم غيره، بل جاوز ذلك كثير من المصنفين المتأخرين الذين غالب نظرهم مقصور على مثل علمه، فقالوا: لا يطلق ذلك في الاصطلاح إلا عليه. ولا عتب عليهم فهم لا يعلمون بالعلوم الشرعية، حتى يعرفوا مقدار أهلها، وقد عاصر صاحب الترجمة من أئمة العلم من لا يرتقى هو إلى شيء بالنسبة إليهم، وكذلك جاء بعد عصره أكابر كما مر بك في هذا الكتاب، وكما سيأتي، وأكثرهم أحق بوصفه بالعلامة فضلا عن كونه مستحقا، وأين يقع من مثل من جمع منهم بين علمي المعقول والمنقول، وبهر بعلومه الأفهام والعقول؟!
كلمة عن المجدد المجاهد محمد بن عبد الوهاب
في ترجمة الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد 1/ 262:
وصل إليه [محمد بن سعود] الشيخُ العلامة محمد بن عبد الوهاب الداعي إلى التوحيد المنكر على المعتقدين في الأموات، فأجابه وقام بنصره، وما زال يجاهد من يخالفه، وكانت تلك البلاد قد غلبت عليها أمور الجاهلية وصار الإسلام فيها غريبا ـ إلى أن قال ـ ومازال الوافدون من سعود يفدون إلينا إلى صنعاء إلى حضرة الإمام المنصور، وإلى حضرة ولده الإمام المتوكل بمكاتيب إليهما بالدعوة إلى التوحيد، وهدم القبور المشيدة، والقباب المرتفعة، ويكتب إليّ أيضا مع ما يصل من الكتب إلى الإماميين، ثم وقع الهدم للقباب، والقبور المشيدة في صنعاء، وفي كثير من الأمكنة المجاورة.
وفي 2/ 7: وصل من صاحب نجد المذكور [سعود] مجلدان لطيفان أرسل بهما إلى حضرة مولانا الإمام حفظه الله أحدهما يشتمل على رسائل لمحمد بن عبد الوهاب كلها في الإرشاد إلى إخلاص التوحيد، والتنفير من الشرك الذي يفعله المعتقدون في القبور، وهي رسائل جيدة مشحونة بأدلة الكتاب والسنة، والمجلد الآخر يتضمن الرد على جماعة من المقصرين من فقهاء صنعاء، وصعدة ذاكروه في مسائل متعلقة بأصول الدين، وبجماعة من الصحابة، فأجاب عليهم جوابات محررة مقررة محققة تدل على أن المجيب من العلماء المحققين العارفين بالكتاب والسنة، وقد هدم عليهم جميع ما بنوه، وأبطل جميع ما دونوه؛ لأنهم مقصرون متعصبون، فصار ما فعلوه خزيا عليهم، وعلى أهل صنعاء وصعدة، وهكذا من تصدر ولم يعرف مقدار نفسه.
كلامه على بعض قضاة المالكية:
¥