[من أسباب الغلط في مسألة الإيمان]
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[26 - 05 - 04, 11:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
لعل من أسباب الغلط في هذه المسألة هو قصور في فهم عبارة السلف أن: الإيمان قول وعمل
حيث ظن طائفة من أهل زماننا أن معنى ذلك:
هو مجرد أن يسمى العمل إيمانا وأن الإيمان يزيد وينقص وكأن الخلاف الدائر بين السلف مع أصناف المرجئة هو مجرد اصطلاح فالسلف يسمون العمل إيمانا بخلاف المرجئة
ولذا إذا احتدم الصراع بيننا وبين هؤلاء في تكفير تارك العمل وأن الإيمان لا يكون إلا بقول وعمل واستدللنا على ذلك بإجماع السلف على أن الإيمان قول وعمل
قالوا – منسلين من هذا الإجماع السلفي الصريح _:
ونحن كذلك نقول إن الإيمان قول وعمل ثم يذهبون في تقرير ذلك بأنهم يسمون العمل إيماناوأنهم مقرين بأن الإيمان يزيد وينقص وأنهم يباينون بذلك منهج المرجئة
ونحن وإن كنا نقر لهم بهذه المباينة إلا إن هذا على كل تقدير تملص – إن صح التعبير – وانسلال عن خط المواجهة ونقل للخلاف عن محله
ولذا كان من الضروري في هذا المقام تحرير معنى عبارة السلف حتى يخلص الإ ستدلال لصاحبه.
وأن معناها الذي لا يتردد فيه من كانت له أدنى قراءة لمقولات السلف (مجرد قراءة)
أن الإيمان لا يكون إلا بقول وعمل ولا إيمان بدونهما
إذا هنا مقامين:
1 - تحرير هذا الإجماع وهذا لا ينازعون (فلا تتكلف في تقرير ذلك لأن المنازع لا يجادل فيه)
2 - تحرير معنى هذا الإجماع السلفي فإذا أحسنت تقريره فإني لا إخالك إلا منتصرا في الجولة الأولى.
وهذا الكلام يندرج تحت ظابط: فهم كلام السلف.
والله الموفق
وقد حاولت إدراج هذا الموضوع في موضوع الأخ (أبو حاتم) ولكن لم أستطع لأن الموضوع مقفل