مداخل السوء اتهم، يا بنى إياك أن تزرى بالرجال فيزرى بك، و إياك و الدخول
فيما لا يعنيك فتذل لذلك. يا بنى، قل الحق لك و عليك، تستشار من بين أقربائك
. يا بنى كن لكتاب الله تاليا، و للسلام فاشيا، و للمعروف آمرا، و عن المنكر
ناهيا، و لمن قطعك واصلا، و لمن سكت عنك مبتدئا، و لمن سألك معطيا، و إياك
و النميمة، فإنها تزرع الشحناء فى قلوب الرجال، و إياك و التعرض لعيوب الناس
فمنزلة المتعرض لعيوب الناس كمنزلة الهدف، يا بنى إذا طلبت الجود فعليك
بمعادنه، فإن للجود معادن، و للمعادن أصولا، و للأصول فروعا، و للفروع ثمرا
، و لا يطيب ثمر إلا بفرع، و لا فرع إلا بأصل، و لا أصل ثابت إلا بمعدن طيب،
يا بنى: إذا زرت فزر الأخيار، و لا تزر الفجار، فإنهم صخرة لا يتفجر ماؤها،
و شجرة لا يخضر ورقها، و أرض لا يظهر عشبها.
قال على بن موسى: فما تركت هذه الوصية إلى أن توفى.
و به، قال: حدثنا محمد بن عمر بن سلم، قال: حدثنى أحمد بن زياد، قال:
حدثنا الحسن بن بزيع، عن الحسن بن على الكلبى، عن عائذ بن حبيب، قال: قال:
جعفر بن محمد: لا زاد أفضل من التقوى، و لا شىء أحسن من الصمت، و لا عدو أضر
من الجهل، و لا داء أدرأ من الكذب.
و به، قال: حدثنا أبى: قال حدثنا أبو الحسن العبدى، قال: حدثنا أبو بكر
القرشى، قال: حدثنا المفضل بن غسان، عن أبيه، عن شيخ من أهل المدينة، قال
: كان من دعاء جعفر بن محمد: اللهم أعزنى بطاعتك، و لا تخزنى بمعصيتك، اللهم
ارزقنى مواساة من قترت عليه رزقك بما وسعت على من فضلك.
قال أبو معاوية ـ يعنى غسان ـ: فحدثت بذلك سعيد بن سلم فقال: هذا دعاء
الأشراف.
و به، قال: حدثنا أبى: قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عمر، قال: حدثنا أبو
بكر بن عبيد، قال: حدثنى الوليد بن شجاع، قال: حدثنا إبراهيم بن أعين، عن
يحيى بن الفرات، قال: قال جعفر بن محمد لسفيان الثورى: لا يتم المعروف إلا
بثلاثة: بتعجيله و تصغيره و ستره.
و به، قال: حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجانى، قال: حدثنا إسحاق بن
إبراهيم البحرى، قال: حدثنا جعفر الصائغ، قال: حدثنا عبيد بن إسحاق، قال:
حدثنا نصير بن كثير، قال: دخلت أنا و سفيان الثورى على جعفر بن محمد، فقلت:
إنى أريد البيت الحرام فعلمنى شيئا أدعو به، فقال: إذا بلغت البيت الحرام،
فضع يدك على الحائظ ثم قل: " يا سابق الفوت و يا سامع الصوت، و يا كاسى
العظام لحما بعد الموت " ثم ادع بما شئت، فقال له سفيان: شيئا لم أفهمه،
فقال له: يا سفيان، إذا جاءك ما تحب فأكثر من الحمد، و إذا جاءك ما تكره،
فأكثر من لا حول و لا قوة إلا بالله، و إذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار
.
و به قال: حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم، قال: حدثنا أحمد بن على الأبار، قال
: حدثنا منصور بن أبى مزاحم، قال: حدثنا عنبسة الخثعمى، و كان من الأخيار،
قال: سمعت جعفر بن محمد يقول: إياكم و الخصومة فى الدين فإنها تشغل القلب،
و تورث النفاق.
و به قال: حدثنا محمد بن عمر بن سلم، قال: حدثنا الحسين بن عصمة، قال:
حدثنا أحمد بن عمرو بن المقدام الرازى، قال: وقع الذباب على المنصور فذبه عنه
، فعاد، فذبه حتى أضجره، فدخل جعفر بن محمد، فقال له المنصور:
يا أبا عبد الله: لم خلق الله الذباب؟ قال: ليذل به الجبابرة.
و به، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن محمد، قال: حدثنا الحسن بن محمد، قال:
حدثنا أبو زرعة، قال: حدثنا عبد الرحيم بن مطرف، قال: حدثنا عمرو بن محمد،
عن شيخ لهم يكنى أبا عبد الله، عن جعفر بن محمد، قال: لما دخل معهما البيت ـ
يعنى يوسف ـ كان فى البيت صنم من ذهب، أو من غيره، فقالت: كما أنت حتى أغطى
الصنم، فإنى أستحيى منه، فقال يوسف: هذه تستحيى من الصنم، فأنا أحق أن
أستحيى من الله، قال: فكف عنها أو تركها.
و به، قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا على بن رستم، قال: سمعت
أبا مسعود يقول: قال جعفر بن محمد: إذا بلغك عن أخيك شىء يسوؤك فلا تغتم،
فإنه إن كان كما يقول، كانت عقوبة عجلت، و إن كان على غير ما يقول كانت حسنة
¥