تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال أيضا في كتاب " السر المصون " من علم أن الدنيا دار سباق، وتحصيل للفضائل، وأنه كلما علت مرتبته في علم وعمل زادت المرتبة في دار الجزء انتهب الزمان، ولم يضيع لحظة، ولم يترك فضيلة تمكنه إلا حصلها

ومن وفق لهذا؛ فليبتكر زمانه بالعلم، وليصابر كل محنة، وفقر إلى أن يحصل له ما يريد، وليكن مخلصا في طلب العلم عاملا به حافظا له فأما أن يفوته الإخلاص؛ فذاك تضييع زمان وخسران الجزاء، وأما أن يفوته العمل به؛ فذاك يقوي الحجة عليه، والعقاب له، وأما جمعه من غير حفظ فإن العلم ما كان في الصدور لا في القمطر، ومتى أخلص في طلبه دله على الله عز وجل ـ إلى أن قال ـ وليبعد عن مخالطة الخلق مهما أمكن خصوصا العوام، وليصن نفسه من المشي في الأسواق، فربما وقع البصر على فتنة، وليجتهد في مكان لا يسمع فيه أصوات الناس، وليزاحم القدماء من كبار العلماء، والعباد منتهبا الزمان في كل ما هو أفضل من غيره ومن علم أنه مار إلى الله عز وجل وإلى العيش معه، وعنده وأن أيام الدنيا أيام سفر صبر على تفث السفر، ووسخه.

وقد قال أيضا: لو صدقت في الطلب لوقعت على كنز الذهب، ولو وجدوك مستقيما ما تركوك سقيما.

لا يعجبنك لينها فجلد الحية كالحرير، ولقد رأيت كيف غرت غيرك، والعاقل بصير أترى ينفع هذا العتاب؟ أترى يسمع لهذا العذل جواب؟ إذا أقلقهم الخوف ناحوا وإذا أزعجهم الوجد صاحوا وإذا غلبهم الشوق باحوا. انتهى كلامه.

وقد روى مسلم بعد جمعه لطرق وأسانيد أظنه في حديث النهي عن يحيى بن أبي كثير وهو تابعي إمام عابد أنه قال لا يستطاع العلم براحة الجسم وقد قيل:

ليس اليتيم الذي قد مات والده ... بل اليتيم يتيم العلم والأدب

وإذا كان الأمر كما قاله أبو الفرج بن الجوزي في كتابه المذكور؛ فينبغي للمشايخ الإحسان إليهم والصبر على ما يكون منهم، واللطف بهم لئلا يتضاعف ألمهم، وهمهم فيضعف الصبر وتحصل النفرة عن العلم، واستحباب ذلك من الطلبة أولى بهم، والأدب والتلطف وما يعينهم على المقصود وقد قال تعالى (وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة). انتهى من الآداب باختصار.

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - 06 - 04, 03:10 م]ـ

عقب ولم يرتفع!

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - 03 - 05, 07:18 م]ـ

ومما يعين على ذلك مطالعة سير العلماء الأوائل المجتهدين في حفظ أوقاتهم، وفي كتاب قيمة الزمن للشيخ أبي غدة من هذا شيء نفيس ـ .. ولو جُمِعَ ذيلٌ عليه ينشر هنا بين الأخوة فهناك حكايات ليست بقليلة توازي بعض ما في الكتاب، بل بعضها قد تفوق .. ، وإن كان الرجل لم يقصد الاستيعاب .. لكن يذكر للفائدة ـ وكذا في سائر كتب التراجم، والسير.

مما يصلح أن يذيل به ما في كتاب العزلة للخطابي ص35:

قال أبو سليمان: حدثني الحسين بن إسماعيل الفقيه قال: بلغني أن محمد بن الحسن ـ رحمة الله عليه ـ لما أخذ في تصنيف "الجامع الكبير" خلا في سرداب وأمر أهله أن يراعوا وقت غدائه، ووضوئه فيقدموا إليه حاجته منهما، وأن يؤخذ من شعره إذا طال، وأن ينظف ثوبه إذا اتسخ وأن لا يوردوا عليه شيئا يشتغل به خاطره، وأَقام على ماله وكيلا، وفوّض إليه أمره، ثم اقبل على تصنيف الكتاب، ولم يشعر إلا برجل ينزل إليه بشيء حتى وقف بين يديه، فأنكره، فقال له: من أنت؟

قال: أنا صاحب الدار!

قال: وكيف ذاك؟

قال: لأني قد ابتعت هذه الدار من فلان ـ يعني وكيله ـ!!، وكان وكله إياه عن تفويض، فاحتاج إلى الانتقال.

ـ[ابو السعادات]ــــــــ[21 - 03 - 05, 09:34 م]ـ

جزاك الله خيرا ياسديس وليتك اتحفتنا بالحكايات الزائدة على كتاب غدة

ـ[محمد محمود الشنقيطى]ــــــــ[21 - 03 - 05, 11:31 م]ـ

نعم شيخنا السديسى نفع الله بعلمكم ..

تعامل أهل السنة مع أصحاب الأخطاء هو أخذ

النافع مما لديهم والإبتعاد عن كل مافيه تخليط

من إنتاجهم

فالرجل له أخطاء والعلماء قاموا بما يجب عليهم

تجاهه من الرد والنصيحة.

والكتب التى ذكرت [قيمة الزمن عند العلماء

وصفحات من صبر العلماء] فى الواقع خالية

من كثير مما انتقد به الشيخ. بل هى- والحق

يقال - نافعة جدا لطلاب العلم

وقد انتفع بعلم الرجل جماعة من كبار العلماء

والمشايخ - بدون همز [ابتسامة]- من أمثال

الشيخ محمد الحسن بن الددو والشيخ سلمان

بن فهد العودة وغيرهم

فكما فال شيخ الإسلام فى فتاواه ننتفع بحق الرجل

ونحذرونحذر من أخطائه

ـ[المحب الكبير]ــــــــ[21 - 03 - 05, 11:36 م]ـ

الله يرحم الحال ... !

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - 08 - 06, 11:34 م]ـ

وفقكم الله وجزاكم خيرا

في الذيل على طبقات الحنابلة للحافظ ابن رجب 1/ 441

محمد بن عبد الباقي الأنصاري البغدادي القاضي أبو بكر بن أبي طاهر، والمعروف بقاضي المارستان.

حفظ القرآن وهو ابن سبع سنين.

وتفقه في صباه على القاضي أبي يعلى، وقرأ الفرائض، والحساب، والجبر، والمقابلة، والهندسة، وبرع في ذلك، وله فيه تصانيف. . وتفنن في علوم كثيرة.

قال ابن السمعاني: عارف بالعلوم متفنن، حسن الكلام، حُلو المنطق، مليح المحاورة ما رأيت أجمع للفنون منه نظر في كل علمٍ، وسمعته يقول:

تبت من كل علم تعلمته إلا الحديث، وعلمه.

قال: وكان سريع النسخ حسن القراءة للحديث سمعته يقول: ما ضيعت ساعة من عمري في لهو أو لعب.

قال: وسمعته يقول: أسرتني الروم، وبقيت في الأسر سنة ونصفًا، وكان خمسة أشهر الغلّ في عنقي، والسلاسل على يدي، ورجلي. وكانوا يقولون لي: قل: المسيح ابن اللّه، حتى نفعل ونصنع في حقك، فامتنعتُ وما قلت.

قال: وَوَقْتُ أن حبست كان ثَمَّ معلم يعلم الصبيان الخط بالرومية، فتعلمت في الحبس الخط الرومي.

وسمعته يقول: حفظتُ القرآن ولي سبع سنين، وما من علم في عالم الله إلا وقد نظرتُ فيه، وحصّلت منه كله، أو بعضه.

وقال ابن شافع: سمعتُ ابن الخشاب يقول: سمعتُ قاضي المارستان يقول: قد نظرتُ في كل علم حصلت منه بعضه، أو كله، إلا هذا النحو فإني قليل البضاعة فيه. اهـ بتصرف واختصار.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير