[البخاري وابن حبان ومناهج الإثنين .... شاركوا معنا بارك الله فيكم]
ـ[يحيى القطان]ــــــــ[30 - 05 - 04, 10:45 م]ـ
الأخوة الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذه دعوة للمشاركة في بيان الصلة الوثيقة بين الإمامين الكبيرين البخاري وابن حبان رحمهما الله تعالى.
وهذه القضية قد تبدو لبعض الناس لا قيمة لها أو يستهين بها البعض، رغم أنها في غاية الأهمية.
وتكمن أهمية المسألة إذا علمنا أن البخاي رحمه الله لم يسطر كتابًا أو مقدمةً يضع فيها منهجه في كتبه، سواء في الصحيح أو التواريخ أو غيرها من الكتب.
غير أن ابن حبان رحمه الله قد تبع البخاري رحمه الله حذو القذة بالقذة، وسار خلفه في كثيرٍ من الاختيارات، بغض الطرف عن تدقيق ابن حبان وتطبيقه لهذه القواعد، وكذا بغض النظر عن تلك القواعد التي تفرد بها ابن حبان رحمه الله في مسألة الرواة.
والدليل على ذلك: المقارنة بين كلام الإثنين في كثير من رواة الحديث، ثم المقارنة بينهما في بعض المناهج.
مثل قضية السماع وعناية ابن حبان رحمه الله بها في صحيحه أو الثقات أو المجروحين، وعبارته الشهيرة: ((إن كان سمع منه)) ونحو هذه العبارة المتداولة في كلامه على الرواة والأحاديث، ثم قوله في ترجمة نافع بن يزيد المصري من الثقات (9/ 209): ((ولست أحفظ له سماعًا عن تابعي، فلذلك أدخلناه في هذه الطبقة، فأما رؤيته للتابعين فليس بمنكر، ولكن اعتمادنا في هذا الكتاب في تقسيم هذه الطبقات الأربع على ما صح عندنا من لقي بعضهم بعضًا مع السماع، فأما عند وجود الإمكان وعدم العلم به فهو لا نقول به)).
وتكاد عباراته هذه تكون صريحة ومطابقة لبعض عبارات الإمام مسلم رحمه الله على المسألة في المقدمة (1/ 29): ((وجائز ممكن له لقاؤه والسماع منه)).
فكأنه يرد على مسلم رحمه الله تعالى، ثم هو يتبنى المذهب المنسوب للبخاري والمشهور عنه رحمه الله.
ولعل فهم ابن حبان رحمه الله وإشارته هذه هي بداية التفريق بين المذهبين للبخاري ومسلم في القضية.
ومهما يكن من أمرٍ، فالناظر في كلام ابن حبان على الرواة مقارنًا بكلام البخاري رحمه الله، وكذا الناظر في اختيارات ابن حبان الحديثية سوى ما خالف فيه الناس من مذاهب: يكاد يشم رائحة البخاري في كل شيئ.
وعندي على ذلك أمثلة وأمثلة لا تحصى.
وهذه دعوة لجميع الأخوة للمشاركة في هذا.
وفائدته: فهم الصلة التي بين الإمامين، ومن ثم فهم بعض خبايا منهج كل منهما من خلال كلام وتفسيرات الآخر.
والله ولي التوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.