تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- (أزهد الناس) بفتح الهمزة وسكون الزاي وفتح الهاء: أي أكثر الناس زهدا (في العالم) بعلم طريق الآخرة أو بالعلوم الشرعية أو العقلية (أهله وجيرانه) زاد في رواية حق يفارقهم وذلك سنة الله في الماضين وعادته في النبيين، والعلماء ورثتهم، ومن ثم قال بعض العارفين: كل مقدور عليه مزهود فيه، وكل ممنوع منه مرغوب فيه. قال الماوردي: فإذا قرب منك العالم فلا تطلب ما بعد وربما انبعثت نفس الإنسان إلى من بعد عنه استهانة بمن قرب منه وطلب ما صعب احتقارا لما سهل عليه وانتقل إلى من لم يخبره مللا من خبره فلا يدرك مطلوبا ولا يظفر بطائل.

وأنشد بعضهم يقول:

لا ترى عالما يحل بقوم * فيحلوه غير دار هوان

هذه مكة المنيفة بيت الل‍ * - ه يسعى لحجها الثقلان

وترى ازهد البرية في الح‍ * - ج لها أهلها لقرب مكان

وروى البيهقي في المدخل أن كعبا قال لأبي مسلم الخولاني: كيف تجد قومك لك؟ قال مكرمين مطيعين، قال ما صدقتني التوراة. إذ فيها ما كان رجل حكيم في قوم قط إلا بغوا عليه وحسدوه وقال المصنف رأيت في كراسة لأبي حيان: أوحى الله في الإنجيل إلى عيسى: لا يفقد النبي حرمته إلا في بلده

(حل) عن محمد بن المظفر عن أحمد بن عمير عن حبشي عن عمرو بن الربيع عن أبيه عن إسماعيل بن اليسع عن محمد بن سوقة عن عبد الواحد الدمشقي (عن أبي الدرداء) قال عبد الواحد: رأيت أبا الدرداء قيل له ما بال الناس يرغبون فيما عندك من العلم وأهل بيتك جلوس؟ فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول - فذكره - ومحمد بن المظفر أورده في الميزان وقال ثقة حجة، إلا أن الباجي قال كان يتشيع، قال في اللسان كان يشير إلى الجزء الذي جمعه ابن المظفر في فضائل العباس فكان ما به ذا وعبد الواحد ضعفه الأزدي

(عد) عن موسى بن عيسى الخوارزمي عن عباد بن محمد بن صهيب عن يزيد بن النضر المجاشعي عن المنذر بن زياد عن محمد بن المنذر (عن جابر) بن عبد الله قال ابن الجوزي موضوع والمنذر كذاب ومن كلامهم زامر الحي لا يطرب، وذكر كعب أن هذا في التوراة وقال سليمان الأحول لقيت عكرمة ومعه ابنه. فقلت أيحفظ هذا من حديثك شيئا؟ قال أزهد الناس في العالم أهله. وقال العارف المرسي: ابتلى الله هذه الطائفة بالخلق ليرفع مقدارهم ويكمل أنوارهم ويحقق لهم الميراث ليؤذوا كما أوذي من قبلهم فصبروا كما صبر من قبلهم، ولو كان إطباق الخلق على تصديق العالم هو الكمال لكان الأحق بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل صدقه قوم هداهم الله بفضله وكذبه آخرون فحجبهم الله بعدله، فانقسم العباد في هذه الطائفة إلى معتقد ومنتقد ومصدق ومكذب، وإنما يصدق بعلومهم من أراد الحق إلحاقه بهم، وقليل ما هم، لغلبة الجهل واستيلاء الغفلة وكراهة الخلق أن يكون لأحد عليهم شفوف منزلة واختصار عنه، والعامة إذا رأوا إنسانا ينسب إلى علم أو عرفان جاؤوا من القفار وأقبلوا عليه بالتعظيم والتكريم وكلوا من واحد بين أظهرهم لا يلقون إليه بالا وهو الذي يحمل أثقالهم ويدافع الأغيار عنهم، فما هو إلا كحمار الوحش يدجل به البلد فيطيف الناس به معجبين لتخطيط جلده وحمرهم بين أظهرهم تحمل أثقالهم لا يلتفتون إليها أولئك قوم لاخلاق لهم.

وفي كشف الخفاء للعجلوني ج 1 ص 118:

- (أزهد الناس في العالم أهله وجيرانه) رواه أبو نعيم عن أبي الدرداء وابن عدي عن جابر، ورواه الشعراني في كتابه العقود بلفظ وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال أزهد الناس في العالم بنوه ثم قرابته ثم جيرانه يقولون: هو عندنا متى شئنا يناولنا علمه. وإنما مثل العالم كمثل عين يأتيها الناس فيأخذون من مائها فبينماهم كذلك إذ غارت فذهبت فندموا.

وفي أطراف الغرائب والأفراد لابن طاهر (2/ 393)

1720 - وحديث أزهد الناس في عالم أهله تفرد بهما المنذر بن زياد عنه

ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[01 - 06 - 04, 03:25 ص]ـ

يمكن توجيه تمني الشيخ الألباني أن لو كانت هذه العبارة حديثا بأنه كتمني النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في قصة موسى والخضر عليهما السلام أن لو صبر موسى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حتى يقص الله علينا من خبرهما، جاء ذلك في حديث ابن عباس عند البخاري، وفي آخره قال: {هذا فراق بيني وبينك - إلى قوله - ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا}. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وددنا أن موسى كان صبر حتى يقص الله علينا من خبرهما).

فالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تمنى أن لو زاد الله تعالى في القرآن آيات، مع تسليمه بحكمة الله تعالى، وأن الله تعالى أنزل علينا ما علم بحكمته أن فيه هدايتنا وكفايتنا.

وعليه فلا مانع من تمني أن لو زاد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في سنته أحاديث مع تسليمنا بحكمة الله تعالى وحسن توفيقه لرسوله، وأن الله تعالى قدّر أن يتكلم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بما علم بحكمته أن فيه هدايتنا وكفايتنا.

وأيضًا، فكما أنه في آيات الله الكونية لا مانع من تمني أن الذي حصل لم يحصل، كقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (لو استقبلت من أمري ما استدبرت لما سقت الهدي .. الحديث) وأحكام التمني وباب ما جاء في الـ (لو) معلوم، فكذا لا مانع من تمني أن لو زاد الله تعالى في الآيات الشرعية، بشرط التسليم التام بأن ما فعله الله وقضاه هو الحكمة، وأن الإنسان إنما يتمنى ما يتمنى لقصور عقله عن إدراك وجه الحكمة فيما قضاه الله، والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير