فصل ٌ: في المحدث يعظ وتغلبه صنعة الاسناد في وعظه،،،
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[02 - 06 - 04, 04:08 م]ـ
روى الحميدي (تلميذ ابن حزم البار) في تذكرته باسناد جيد - فيما يظهر لى - عن ابي داود الطيالسي قال كنا عند شعبة نكتب (ما علا) فسأل سائل.
فقال شعبة تصدقوا فأن أبا إسحاق حدثني عن عبدالله ابن معقل عن عدى بن حاتم قال قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - اتقوا النار ولو بشق تمرة.
فلم يتصدق أحد!
فقال تصدقوا فإن عمرو بن مرة حدثني عن خيثمة عن عدى بن حاتم قال قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: أتقوا النار ولو بشق تمرة فأن لم تجدوا فبكلمة طيبة.
فلم يتصدق أحد!
فقال تصدقوا فإن محلا الضبي حدثني عن عدى بن حاتم قال قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - استتروا من النار ولو بشق تمرة فان لم تجدوا فبكلمة طيبة.
فلم يتصدق أحد!
فقال تصدقوا فإن محلا الضبي حدثني عن عدى بن حاتم قال قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - استتروا من النار ولو بشق تمرة فان لم تجدوا فبكلمة طيبة.
فلم يتصدق أحد!
فقال قوموا عنى فوالله لاحدثتكم ثلاثة أشهر ثم دخل منزلة فأخرج عجينا فقال خذ هذا فأنه طعاما اليوم.
قلت: رحم الله شعبة وجزاه بدل العجين جنانا وخرفا، و رحمه الله فما أقسى عقابه فثلاثة أيام على أهل الحديث في الحديث العالى فيها كفاية وزيادة. فكيف بثلاثة أشهر!
ورحم الله أهل الحديث الشعث الغبر، فلو فطنوا للزيادة التى أشار اليها أبو بسطام وكررها! وفيها (ولو بكلمة طيبة) لقالوا للسائل ما تقر به عين أبي بسطام ويفرح قلبه. ولسلموا من العقوبة.
ـ[حكيم السبيعي]ــــــــ[02 - 06 - 04, 06:25 م]ـ
جزاك الله خيراً ..
ورحم الله الإمام الهمام أبابسطام، شعبة الحجاج، أمير المؤمنين في الحديث بغير حجاج ..
قال أبو عبد الله الحاكم شعبة: إمام الأئمة بالبصرة في معرفة الحديث رأى أنس بن مالك وعمرو بن سلمة الجرمي وسمع من أربع مئة شيخ من التابعين
قال أحمد بن حنبل شعبة أثبت من الأعمش في الحكم وشعبة أحسن حديثا من الثوري قد روى عن ثلاثين كوفيا لم يلقهم سفيان قال وكان شعبة أمة وحده في هذا الشأن
وكان رحمه الله من الزهاد العباد، ومن المنفقين الأجواد، وكان يقول: إذا كان عندي دقيق وقصب ما أبالي ما فاتني من الدنيا!
وعن فراد أبو نوح قال رأى علي شعبة قميصا فقال بكم اشتريت هذا فقلت بثمانية دراهم فقال لي ويحك أما تتقي الله ألا اشتريت قميصا بأربعة دراهم وتصدقت بأربعة كان خيرا لك! قلت يا أبا بسطام إنا مع قوم نتجمل لهم قال أيش نتجمل لهم؟!!!
قال يحيى القطان كان شعبة من أرق الناس يعطي السائل ما أمكنه
قال أبو داود الطيالسي كنا عند شعبة فجاء سليمان بن المغيرة يبكي وقال مات حماري وذهبت مني الجمعة وذهبت حوائجي قال بكم أخذته قال بثلاثة دنانير قال شعبة فعندي ثلاثة دنانير والله ما أملك غيرها ثم دفعها إليه!!
قال النضر بن شميل ما رأيت أرحم بمسكين من شعبة
وكان شعبة يقول إن هذا الحديث يصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة وعن صلة الرحم فهل أنتم منتهون قال أبو قطن سمعت شعبة بن الحجاج يقول ما شيء أخوف عندي من أن يدخلني النار من الحديث وعنه قال وددت أني وقاد حمام وأني لم أعرف الحديث! قال الذهبي معلقاً: كل من حاقق نفسه في صحة نيته في طلب العلم يخاف من مثل هذا ويود أن ينجو كفافا
والله المستعان
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[02 - 06 - 04, 07:17 م]ـ
جزاك الله خيرا
رأيت في زماننا هذا من يفعل نحو هذا
ففي وعظه يذكر الإسناد، وبعض الطرق، والعوام قد شخصوا بأبصارهم ..
وهذه طبيعة، فكل من غلب عليه علما أكثر منه، وساقه، ولو في غير مساقه ..
وانظر مثلا في كتب التفسير ..
فالفقيه معظم تفسيره في الفقه وتفاصيل الفروع ..
والإخباري كذلك منهمك في سرد القصص والأخبار ..
وكذلك المحدث في سوقه الأسانيد، والطرق
والنحوي في صناعة الإعراب، والأوجه .. وهكذا ..
ونحو هذا ما كتب في السيرة فكل يعتني بفنه ..
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[02 - 06 - 04, 07:41 م]ـ
أخي الحبيب المتمسك بالحق زادك علما:
إن في نفسي من فهمك لكلام شعبة شيء فهلا ذكرت من فهم ذلك منه من العلماء؟؟
إن كان ذلك كذلك فلا أزيد كلمة واحدة وأعتذر على سوء أدبي.
وإن كان ذلك اجتهاد منكم في الفهم فأنت مصيب إما لأجر أو أجرين وكلاهما خير. أي إما أن تنضم إلى قائمة من عاقبهم شعبة بعدم التحديث، أو ممن فرح بهم _ رعاك الله وأيدك_
أما أخوك مصطفى _ غفر الله له_ فقد فهم من كلامه رحمه الله بعد ذكره الطريق الأولى أنه ينتظر منهم متصدقا ولو بشق ثمرة _ تطبيقا للحديث _ وهذا لما نعلمه من ورعة وزهده وحبه للصدقة كما ذكرنا الأخ حكيم السبيعي. وهو واضح من قول تلميذه أبي داود الطيالسي "فلم يتصدق أحد"
فلما لم يقم منهم أحد وجد لهم عذرا في عدم المقدور عليه _ربما ليس مع أحد شيئ يُتصدق به ـ فزاد: فلم لم يجد فبكلمة طيبة! وهذا مقدور عليه فلما لم يتحرك أحد ليتصدق ولم يقل أحد كلمة طيبة، قام عنهم وعاقبهم بما ذكرتم. والله أعلم.
ولا زلت أنتظر منكم التعقيب.
¥