تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[فوائد من القول المفيد الفائدة رقم (3)]

ـ[ابو محمد 99]ــــــــ[09 - 08 - 02, 01:15 ص]ـ

الفائدة رقم (3)

قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله:

قال تعالى:) ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك أي: لأنه لا ينفعك ولا يضرك، وهذا القيد ليس شرطاً بحيث يكون له مفهوم، فيكون لك أن تدعو من ينفعك ويضرك، بل هو لبيان الواقع، لأن المدعو من دون الله لا يحصل منه نفع ولا ضرر، قال الله تعالى:) ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون * وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين ([الأحقاف: 5، 6].

ومن القيد الذي ليس بشرط، بل هو لبيان الواقع قوله تعالى:) يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم ([البقرة: 21].

فإن قوله:) الذي خلقكم والذين من قبلكم (لبيان الواقع، إذ ليس هناك رب ثان لم يخلقنا والذين من قبلنا.

ومنه قوله تعالى:) وربائبكم اللاتي في حجوركم ([النساء: 23]، فهذا بيان للواقع الأغلب.

ومنه قوله تعالى:) يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ([الأنفال: 24]، فهذا بيان للواقع، إذ دعاء الرسول r إيانا كله لما يحيينا.

وكل قيد يراد به بيان الواقع، فإنه كالتعليل للحكم، فمثلاً قوله تعالى:) يا أيها الناس أعبدوا ربكم الذي خلقكم ([البقرة: 21]، أي اعبدوه لأنه خلقكم.

وقوله تعالى:) يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم أي: لأنه لا يدعوكم إلا لما يحيكم.

وكذلك قوله تعالى:) ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك (، أي: لأنه لا ينفعك ولا يضرك، فعلى هذا لا يكون هذا القيد شرطاً، وهذه يسميها بعض الناس صفة كاشفة.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير