تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ما حكم الجزم بأن القيامة لن تقوم غدا؟ هل هو كالجزم بأنها سوف تقوم في سنة معينة كما يزعم بعض الضلال و العرافين؟

و الذي جرَّ هذا السؤال أن أحد الناس ذكر في كلام له أننا ... "نجزم بأن القيامة لن تقوم غدا, و نعلم ذلك من النصوص الكثيرة التي أخبرت عن أشراط الساعة , و نحن نعلم أن هذه الأشراط لم تكن بعد, و لا تكون إلا بعد وقت, فإن كثيرا من النصوص تخبر بمدد لا يحصل قبل غد" .. هذا معنى كلامه لا لفظه , فهل هذا اعتقاد أهل السنة في المسألة؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا.

الجواب:

الحمد لله، إن موعد قيام الساعة وهي القيامة، هو مما استأثر الله بعلمه قال تعالى {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}، ولما قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم: أخبرني عن الساعة؟ قال: ما المسؤل عنها بأعلم من السائل. فالله تعالى قد أخفى وقتها عن العباد فلا يعلم متى الساعة لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل. فمن زعم أن الساعة تقوم في سنة كذا، أو بعد كذا وكذا من السنين؛ فهو مفتر كذاب، ومدع لعلم الغيب، ومكذب بما أخبر الله به في كتابه؛ فيكون بهذا كافرا يستتاب فإن تاب، و إلا قتل، أما من قال أن الساعة لن تقوم حتى تظهر أشراطها التي أخبر الله بها ورسوله فهو محق، لأن قيامها قبل ظهور أشراطها خلاف ما أخبر الله به ورسوله، فيلزم منه أن تكون هذه الأخبار كذبا، وهذا اللازم باطل، فكذلك ما يستلزمه، فأخبار الله ورسوله أصدق الأخبار، ولا بد من وقوع مُخْبرِها فمن قال: نجزم بأن الساعة لا تقوم غدا بناء على ذلك فقد صدق، وهذا لا ينافي قدرة الله على أن يقيم الساعة غدا، وامتناع قيامها قبل موعدها راجع إلى أن الله قدّر ذلك،وقضاه، فلا يكون خلاف ما سبق به علمه، وقضاؤه، بل يجري كل شيء على وفق علمه، وتقديره، ومشيئته، وهو سبحانه الفعال لما يريد، وهو كل شيء قدير، وصلى الله على نبينا محمد، والله أعلم.

(6) السؤال: كيف نجمع بين حديث الجساسة التي رآها أحد الصحابة وأخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم وأن معها المسيح الدجال، وحديث إن المسيح الدجال يخرج ويولد في آخر الزمان؟ وجزاك الله خيرا عن أمة الإسلام ونفع بكم وأعز بكم الأمة.

الجواب:

الحمد لله لقد استفاضت السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم بالإخبار عن المسيح الدجال، فتظمنت الإخبار عن خروجه في آخر الزمان، وأنه يأتي بخوارق باهرة، يكون بها فتنة لأكثر الناس ممن لا بصيرة له، وأنه يقتله المسيح ابن مريم كما تظمنت صفة عينيه، وأنه أعور عين اليمنى كأن عينه عنبة طافية، وأن فتنته أعظم فتنة منذ آدم إلى قيام الساعة، ولهذا جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم:" أنه ما من نبي إلا أنذر أمته المسيح الدجال ". وقد أنذر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أمته فتنة المسيح الدجال أعظم إنذار، وذكر علاماته تبصيراً للأمة، وأمر صلى الله عليه وسلم بالاستعاذة بالله من شر فتنة بعد التشهد في كل صلاة، وليس فيما أخبر به صلى الله عليه وسلم من صفته، وأحواله، وعلاماته ما يشكل؛ إلا ما جاء في حديث الجساسة مما يدل على أنه موجود، وموثق، وأنه ينتظر الإطلاق لخروجه، وحديث الجساسة لم يكن خبراً مبتدأ من النبي صلى الله عليه وسلم،وإنما اخبر بقصتها تميم الداري، وقصها على النبي صلى الله عليه وسلم فأقره عليها، بل وقصها النبي صلى الله عليه وسلم حتى عرفت هذه القصة بحديث الجساسة، وما دل عليه حديث الجساسة من وجود الدجال لا يتعارض مع الأخبار التي فيها أنه يخرج في آخر الزمان، وخروجه في آخر الزمان لا يمنع من وجوده قبل ذلك بمدة طويلة، أو قصيرة قبل ذلك، ولا أعلم أن في أحاديث خروج الدجال تعرض لولادته،، وعلى هذا فلا تعارض بين حديث الجساسة المتظمن لوجوده في عصر النبي صلى الله عليه وسلم، وأحاديث خروجه لكن حديث الجساسة مع حديث خروج الدجال يدل على بقائه، فيشكل ذلك مع ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حدث

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير