تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[التواضع وترك العجب]

ـ[مبارك]ــــــــ[13 - 06 - 04, 06:29 م]ـ

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى جميع النبيين والمرسلين وآلهم وصحبهم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراٍ.

أما بعد:

فإن نعمة التواضع من أجلِّ وأعظم النعم التي يمتن الله بها على عباده ... ولقد كان نصيب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من هذا الخُلق هو النصيب الأعظم فلقد كان الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ سيد المتواضعين وإمامهم حتى إنه لما أراد أن يخبر الأمة عن قدره ومكانته عند الله عَزَّ وَجَلَّ قال بعدها: " ولا فخر " وهذا من فلرط تواضعه ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى لا يظن أحدٌ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول ذلك تفاخراً. قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر وبيدي لواء الحمد ولا فخر وما من نبي يومئذٍ: آدم فمن سواه إلا تحت لوائي وأنا شافع وأول مشفَّع ولا فخر ".

وقد قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " ما تواضع أحد لله إلاّ رفعه الله ".

فالتواضع من أخلاق الأنبياء، وهو من أسباب الرفعة والعزة، وفي ترك التواضع وقوع التشاحن والبغي والاعراض عن الحق؛ قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " إنّ الله أوحى إليّ أنْ تواضعوا، حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد ".

قال الإمام ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ:

" التواضع: انكسار القلب لله، وخفض جناح الذل والرحمة للخلق، حتى لا يرى له على أحدٍ فضلاً، ولا يرى له عند أحدً حقاً والحق له ".

قال الإمام ابن حزم ـ رحمه الله تعالى ـ:

" مَن امتُحن بالعجب، فليفكر في عيوبه، فإن أُعجب بفضائله، فليفتش ما فيه من الأَخلاق الدنيئة، فإن خفيت عليه عيوبه جملة حتى يظن أنَّه لا عيب فيه، فليعلم أنَّ مصيبته إلى الأَبد، وأنَّه أتم الناس نقصاً وأعظمهم عيوباً وأضعفهم تميزاً، وأول ذلك: أنّه ضعيف العقل جاهل، ولا عيب أشد من هذين؛ لأن العاقل هو من ميّز عيوب نفسه فغالبها وسعى في قمعها، والأحمق هو الذي يجهل عيوب نفسه: إما لقلّة علمه وتمييزه وضعف فكرته، وإما لأَنّه يقدّر أنّ عيوبه خصال " (1).

وقال ـ أيضاً ـ وما أجمل ماقال:

" واعلم أنّ من قدّر في نفسه عجباً أو ظنّ لها على سائر الناس فضلاً، فلينظر إلى صبره عندما يدهمه من همٍّأو نكبة أو وجع أو دمّل أو مصيبة، فإن رأى نفسه قليلة الصبر، فليعلم أن جميع أهل البلاء من المجذومين وغيرهم الصابرين أفضل منه، على تأخر طبقتهم في التمييز، وإن رأى نفسه صابرة، فليعلم أنّه لم يأت بشيء يسبق فيه على ماذكرنا، بل هو إمّا متأخر عنهم في ذلك، أو مساوٍ لهم ولا مزيد " (2).

عن محمد بن القاسم قال: " زعم عبدالله بن حنظلة أن عبدالله بن سلام مَرّ في السوق وعليه حزمة من حطب، فقيل له: أليس الله أغناك؟ قال: بلى، ولكن أردت أن أقمع الكبر، سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة خردل من كبر " (3).

* حول التواضع والحديث عنه: انظر كتيب بعنوان " التواضع " للشيخ محمود المصري (أبو عمار).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ

(1) الأخلاق والسير في مداوة النفوس (ص66).

(2) الأخلاق والسير في مداوة النفوس (ص73ـ 74).

(3) سير أعلام النبلاء (2/ 419). والحديث في صحيح مسلم (1/ 93) من طريق ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ.

ـ[أبو نايف]ــــــــ[13 - 06 - 04, 06:59 م]ـ

جزاك الله خير الجزاء

وبارك الله فيك يا أخي وفي علمك

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير