[يا أهل الحديث هل أسنيد الطبري صحيحة؟]
ـ[ abu_thar1] ــــــــ[15 - 06 - 04, 12:18 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أما بعد,
لقد قرأت شيئاً من كتاب (تاريخ الطبري للأمم والملوك). في بداية الكتاب يشرح لنا كيف بدأ الخلق. فأولا يبدأ في (القول في الزمان ما هو). ثانيا (القول في كم قدر جميع الزمان من ابتدائه إلى انتهائه وأوله وآخره). ففي الثاني قرأت بعض الأسانيد والأدلة فعلا أثارت الشك في نفسي على مدى صحتها. فمن منطلق قوله تعالى (فأسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) , أحببت أن أعلم من فضيلتكم مدى صحة الأسانيد التالية:
الأول: حدثنا ابن حميد, قال حدثنا يحي بن واضح, قال حدثنا يحي بن يعقوب, عن حماد, عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس, قال: الدنيا سبعة آلاف سنة, فقد مضى ستة آلاف سنة ومائتا سنة, وليأتين عليها مئون من السنين, ليس عليها موحد.
الثاني: حدثنا أبو هشام, قال: حدثنا معاوية بن هشام, عن سفيان, عن الأعمش, عن أبي صالح, قال: قال كعب: الدنيا ستة آلاف سنة.
الثالث: حدثنا محمد بن سهل بن عسكر, قال: حدثنا إسماعيل بن عبدالكريم, قال: حدثني عبدالصمد بن معقل, أنه سمع وهباً يقول: قد خلا من الدنيا خمسة آلاف سنة وستمائة سنة, وإني لأعرف كل زمان منها, ما كان فيها من ملوك و الأنبياء, قلت لوهب بن منبه: كم الدنيا؟ قال: ستة آلاف سنة.
هل يؤخذ بهذه الأدلة؟ وإذا كانت صحيحة فكيف نصدقها وتعقلها عقولنا في القرن الواحد والعشرين؟
وفي فصل (القول فيما خلق الله في كل يوم من الأيام الستة التي ذكر الله في كتابه أنه خلق فيهن السماوات والأرض وما بينهما) يستند الإمام الطبري إلى دليل أريد من سعادتكم أن تبينوا لنا مدى صحته
حدثنا ابن بشار, قال: حدثنا يحي, قال: حدثنا سفيان, قال: حدثني سليمان, عن أبي ظبيان, عن ابن عباس قال: أول ما خلق الله تعالى القلم فقال: اكتب, فقال: ما اكتب؟ قال: اكتب القدر, قال: فجرى بما هو كائن من ذلك اليوم إلى قيام الساعة. ثم خلق النون, ورفع بخار الماء ففتقت منه السماء, وبسطت الأرض على ظهر النون, فاضطرب النون, فمادت الأرض فأثبتت بالجبال, قال: فإنها لتفخر على الأرض.
حدثنا ابن حميد, قال, حدثنا جرير, عن عطاء بن السائب, عن أبي الضحى مسلم بن صبيح, عن ابن عباس قال: أول شيء خلق الله تعالى القلم, فقال له اكتب, فكتب ما هو كائن إلى أن تقوم الساعة, ثم خلق النون فوق الماء, ثم كبس الأرض عليه.
كيف خلق الله الأرض على حوت (النون) كما هو في المسند؟
ويقول أيضا في فصل (ذكر الأخبار الواردة بان إبليس كان له ملك السماء الدنيا و الأرض وما بين ذلك):
حدثنا القاسم, قال: حدثنا الحسين, قال: حدثني الحجاج, عن ابن جريج, عن صالح مولى التوءمة, وشريك بن أبي نمر-أحدهما أو كلاهما- عن ابن عباس, قال: إن من الملائكة قبيلة من الجن وكان إبليس منها, وكان يسوس ما بين السماء والأرض.
حدثني عبدان المروزي, حدثني الحسين بن فرج, قال: سمعت أبا معاذ الفضل بن خالد قال: أخبرنا عبيد الله بن سليمان , قال: سمعت الضحاك بن مزاحم يقول في قوله (فسجدوا إلا إبليس كان من الجن) قال: كان ابن العباس يقول: إن إبليس كان من أشرف الملائكة وأكرمهم قبيلة, وكان خازنا على الجنان, وكان له سلطان سماء الدنيا, وكان له سلطان الأرض.
فهل صحيح أن إبليس كان ملكاً أصلاً؟ وإن كان ملك فكيف يعصي ربه؟ أنا أعرف أن الملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
وسؤال أخير: (كيف أتأكد من صحة الأسانيد بنفسي؟ هل يوجد برنامج بالكمبيوتر يبين لك صحة السند؟)
ونترك لسماحتكم الإجابة على هذه الأسئلة,
ولكم جزيل الشكر,
أخوكم في الله
أبو ذر
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 06 - 04, 08:13 ص]ـ
الأخ الفاضل تاريخ الإمام الطبري جمع روايات متعددة فيها الصحيح والضعيف والموضوع فينبغي الانتباه لذلك وأما دراسة أسانيده فيرجع فيها إلى كتب الرجال مثل تهذيب التهذيب وميزان الاعتدال ولسان الميزان وغيرها.
والحكم على الرواية لايكفي فيه معرفة الرجال فقط بل يحتاج إلى التتبع للشواهد والمتابعات والعلل ونحو ذلك.
كذلك الأخبار بعضها أحاديث مرفوعة وبعضها موقوفة وبعضها مقطوعة وبعض الأخبار مأخوذة من كتب بني إسرائيل وغير ذلك.
فينبغي لمن يقرأ تاريخ الطبري أن يدرس أولا علم الحديث وكيفية دراسة الأسانيد والحكم على الروايات حتى يحذر من الروايات الواهية والمنكرة.
وكتاب البداية والنهاية للحافظ ابن كثير قد يغني عن قراءة كتاب الطبري وهو يذكر أحيانا علل بعض الأخبار ويعتني بذكر الأسلم والأقرب، وهذا لايعني خلوه من بعض الروايات الضعيفة ولكنه في الجملة أحسن كتب التاريخ التي ينصح بها لمن يريد قراءة التاريخ.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[16 - 06 - 04, 09:35 ص]ـ
هذه الأخبار المذكورة هي من الإسرائيليات، وليس منها شيء مرفوع