[حول سنن الترمذي رحمه الله]
ـ[أبو المسور المصري]ــــــــ[17 - 06 - 04, 03:41 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذه نبذة مختصرة عن سنن الترمذي رحمه الله، كنت قد شاركت بها في هذا المنتدى المبارك، قبل إكمالها، تحت عنوان: مصطلحات جامع الترمذي رحمه الله، ثم يسر الله لي الإضافة إليها، فأردت أن أشارك بها بعد استكمالها، سائلا الله عز وجل أن ينفعني وإخواني بها
سنن الترمذي:
ومن أهم مميزات جامع الترمذي أنه مرجع مهم جدا في الحكم على الأحاديث، فهو ينص على درجة أحاديثه صراحة، فيقول مثلا: هذا حديث صحيح، أو حسن صحيح، أو غريب … الخ.
تميز الترمذي في جامعه بمصطلحات خاصة به في جامعه ومن أبرزها مصطلح "حسن صحيح" الذي اختلف فيه النقاد اختلافا كبيرا وقبل الشروع في ذكر أقوال العلماء في هذا الشأن لابد من إلقاء نظرة سريعة على جامع الترمذي الذي اشتهر باسم سنن الترمذي:
اقتصر الترمذي غالبا على الأحاديث المرفوعة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم (حجية السنة وتاريخها ص190). وهذا أمر أغلبي وإلا فجامع الترمذي كمثال لكتب السنن يحتوي على موقوفات ومقطوعات حيث كان الترمذي يعنى بذكر عمل الصحابة أو التابعين أو غيرهم بمقتضى الحديث الذي هو بصدد تصحيحه، بل إن تحسينه كان مبنياً على ثبوت العمل به من بعض الصحابة. وهذا ما يعبر عنه الترمذي في أكثر من موضع في جامعه بقوله (وعليه العمل عند العلماء أو بعضهم) ونحو ذلك. وتميز جامع الترمذي بعدة خصائص لخصها د/ حسين شواط في كتابه حجية السنة ص192 في النقاط التالية:
1. أنه عرض كتابه هذا على علماء الحجاز والعراق وخراسان فاستحسنوه، فحصل له القبول من أهل زمانه.
2. أنه اقتصر على إيراد الأحاديث التي عمل بها فقهاء الأمصار. حيث قال: وجميع ما في هذا الكتاب من الحديث فهو معمول به وقد أخذ به بعض العلماء ما خلا حديثين حديث ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين الظهر والعصر بالمدينة من غير خوف ولا سفر وحديث: "إذا شرب فاجلدوه فإن عاد في الرابعة فاقتلوه" اهـ. قلت (أي الشيخ ابن عثيمين في مذكرته في المصطلح ص41: بل أخذ الإمام أحمد بمقتضى حديث ابن عباس رضي الله عنه في الجمع فأجاز الجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء للمريض ونحوه وقد سئل ابن عباس رضي الله عنهما لم فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك؟ فقال: أراد أن لا يحرج أمته فدل على أنه كلما لحق الأمة حرج في ترك الجمع جاز الجمع. وأما حديث قتل شارب الخمر في الرابعة فقد أخذ به بعض العلماء فقال ابن حزم: يقتل في الرابعة بكل حال وقال شيخ الإسلام: يقتل عند الحاجة إلى قتله إذا لم ينته الناس بدونه، وعلى هذا فلا إجماع على ترك العمل بالحديثين.
3. أنه أول كتاب شهر الحديث الحسن، لكثرة ذكر الترمذي لذلك عند الكلام على الأحاديث (كما سيأتي تفصيلا إن شاء الله).
4. حكم الترمذي في0كتابه على أكثر الأحاديث وتكلم عليها بما يقتضي التصحيح أو التضعيف. قال ابن رجب: "اعلم أن الترمذي خرج في كتابه الصحيح والحسن والغريب، والغرائب التي خرجها فبها بعض المنكر ولا سيما في كتاب الفضائل ولكنه يبين ذلك غالبا ولا أعلم أنه خرج عن متهم بالكذب متفق على اتهامه بإسناد منفرد، نعم قد يخرج عن سيئ الحفظ ومن غلب على حديثه الوهن ويبين ذلك غالبا ولا يسكت عنه" اهـ. ويؤكد د/ حسين شواط على ضرورة عرض أحاديث جامع الترمذي على قواعد الجرح والتعديل، وقد جرد الشيخ الألباني أحاديثه المقبولة في صحيح جامع الترمذي.
5. يعنون للباب غالبا بالحكم الذي يدل عليه أصح أحاديث ذلك الباب.
6. أورد فيه كثيرا من فقه الصحابة والتابعين ومذاهب فقهاء الأمصار، فهو من أهم مصادر دراسة الفقه المذهبي وقد سبق أن الترمذي في تحسينه لبعض الأحاديث كان يعتمد على ثبوت العمل بها من بعض الصحابة.
7. يختصر الترمذي طرق الحديث فيذكر أحدها ويشير إلى غيرها، بقوله وفي الباب عن فلان، وأحيانا يشير إلى من دون الصحابي، مثل قوله: وقد روي هذا الحديث عن صفوان بن عسال رضي الله عنه من غير حديث عاصم، أي حديث المسح على الخفين. فقد أشار هنا إلى من دون الصحابي، وهو عاصم.
¥