تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أخرج البيهقي في سننه (8/ 235) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ عبد الوهاب أنبأ سعيد عن قتادة أن أبا بكرة ونافع بن الحارث بن كلدة وشبل بن معبد شهدوا على المغيرة بن شعبة أنهم رأوه يولجه ويخرجه وكان زياد رابعهم وهو الذي أفسد عليهم فأما الثلاثة فشهدوا بذلك فقال أبو بكرة والله لكأني بأثر جدري في فخذها فقال عمر رضي الله عنه حين رأى زياد إني لأرى غلاما كيسا لا يقول الا حقا ولم يكن ليكتمني شيئا فقال زياد لم أر ما قال هؤلاء ولكني قد رأيت ريبة وسمعت نفسا عاليا قال فجلدهم عمر رضي الله عنه وخلى عن زياد وقد رويناه من وجه آخر موصولا وفي رواية علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة وزيادا ونافعا وشبل بن معبد كانوا في غرفة والمغيرة في أسفل الدار فهبت ريح ففتحت الباب ورفعت الستر فإذا المغيرة بين رجليها فقال بعضهم لبعض قد ابتلينا فذكر القصة قال فشهد أبو بكر ونافع وشبل وقال زياد لا أدري نكحها أم لا فجلدهم عمر رضي الله عنه إلا زيادا فقال أبو بكرة رضي الله عنه أليس قد جلدتموني قال بلى قال فأنا أشهد بالله لقد فعل فأراد عمر أن يجلده أيضا فقال علي إن كانت شهادة أبي بكرة شهادة رجلين فارجم صاحبك وإلا فقد جلدتموه يعني لا يجلد ثانيا بإعادته القذف.

أقول: وهذا أيضا لا يصح فقتادة يدلس وقد عنعنه، وروايته عن الصحابة مرسلة، وسعيد هو ابن أبي عروبة ثقة لكنه اختلط في آخر عمره، وعبد الوهاب بن عطاء هو الخفاف سمع من سعيد في الإختلاط، ويحيى بن أبي طالب قال موسى بن هارون اشهد انه يكذب يعنى في كلامه، وقال أبو عبيد الاجري خط أبو داود على حديث يحيى بن أبي طالب، أما الدارقطني فوثقه، والجرح مقدم.

الخامسة:

قال البيهقي أيضا: وأنبأني أبو عبد الله الحافظ إجازة أنبأ أبو الوليد ثنا ابن بنت أحمد بن منيع ثنا عبد الله بن مطيع عن هشيم عن عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي بكرة ... فذكر قصة المغيرة قال فقدمنا على عمر رضي الله عنه فشهد أبو بكرة ونافع وشبل بن معبد فلما دعا زيادا قال رأيت أمرا بنو قال فكبر عمر رضي الله عنه ودعا بأبي بكرة وصاحبيه فضربهم قال فقال أبو بكرة يعني بعدما حده والله أني لصادق وهو فعل ما شهد به فهم عمر بضربه فقال علي لئن ضربت هذا فارجم ذاك.

وهذا أيضا لا يصح فهشيم بن بشير مدلس شديد التدليس متلونه وقد عنعنه، وأبو عيينة بن عبد الرحمن هو عبد الرحمن بن جوشن، لم أر من أثبت له سماعا من عمر.

السادسة:

أخرج ابن أبي شيبة في المصنف (5/ 540) ومن طريقه البيهقي في سننه من حديث أبي أسامة عن عوف عن قسامة بن زهير قال لما كان من شأن أبي بكرة والمغيرة الذي كان وذكر الحديث قال فدعا شهود فشهد أبو بكرة وشبل بن معبد وأبو عبد الله نافع فقال عمر رضي الله عنه حين شهد هؤلاء الثلاثة شق على عمر شأنه فلما قام زياد قال إن تشهد إن شاء الله إلا بحق قال زياد أما الزنا فلا أشهد به ولكن قد رأيت أمرا قبيحا قال عمر الله أكبر حدوهم فجلدوهم قال فقال أبو بكرة بعدما ضربه أشهد أنه زان فهم عمر رضي الله عنه أن يعيد عليه الجلد فنهاه علي رضي الله عنه وقال إن جلدته فارجم صاحبك فتركه ولم يجلده.

وهذه أيضا حكاية مرسلة لا تثبت لأمور:

1 – أن حماد بن أسامة وإن كان ثقة إلا أنه ذكر بالتدليس وقد عنعن هنا ولم أر له متابعا في روايته عن عوف وهو ابن أبي جميلة الأعرابي.

2 – أن عوف الأعرابي ثقة إلا أنه زن بأنه كان يبغض الصحابة والحديث في الطعن في صحابيين جليلين وهما أبي بكرة والمغيرة رضي الله عنهما، ولا يقبل شهادة عدو على عدوه فمن طعن في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يقبل مه قول فيهم البتة.

3 - إن قسامة لم أر من ذكره بالسماع من عمر أو علي رضي الله عنهما، ولم أر من وثقه سوى العجلي وابن حبان وكذا ابن سعد والعجلي وابن حبان فيهما تساهل كما هو معلوم في التوثيق وابن سعد ليس ممن يعتمد قولهم في الجرح والتعديل فغالب مادته من الواقدي والواقدي متروك الحديث هالك كما هو معلوم، وحديث مثل هذا حقه أن يشتهر لا أن ينقل هكذا بإسناد فرد غريب كهذا، ثم ينقض به عدالة صحابي متيقنة الثبوت والدلالة.

السابعة:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير