تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حول سنن ابن ماجة]

ـ[أبو المسور المصري]ــــــــ[19 - 06 - 04, 03:20 ص]ـ

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما بعد، فهذه نبذة مختصرة عن سنن ابن ماجة رحمه الله، أسأل الله ا، ينفع إخواني وينفعني بها،

سنن ابن ماجة:

وسنن ابن ماجة هي رابع كتب السنن، وأدناها من حيث المرتبة، وقد نبه د/ حسين شواط في حجية السنة، إلى أن المعتمد عند المتقدمين هو أن كتب الأصول خمسة: الصحيحان وسنن أبي داود وسنن النسائي وسنن الترمذي، ثم ألحق بها سنن ابن ماجة لما فيه من الفقه وحسن الترتيب، ولما فيه من الزوائد على الكتب الخمسة الأصول، واستقر الأمر على ذلك في كتب الأطراف والرجال، ومن أبرز من أيد هذا الرأي، أبو الفضل محمد بن طاهر القيسراني في أطراف الكتب الستة وشروط الأئمة الستة، وتبعه ابن عساكر في زوائد السنن الأربعة وشيوخ أصحاب الكتب الستة، والحافظ عبد الغني المقدسي في الكمال في أسماء الرجال، والحافظ المزي، ولكن كثيرا من العلماء، ومنهم رزين بن معاوية وابن الأثير قدموا موطأ مالك على سنن ابن ماجة واعتبروه سادس الأصول لأن أحاديثه المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم في أعلى درجات الصحة كما سيأتي إن شاء الله، بينما رجح الحافظ ابن حجر والحافظ العلائي ومغلطاي سنن الدارمي على سنن ابن ماجة وذلك لقلة الرجال الضعفاء فيه ولندرة الأحاديث الشاذة والمنكرة فيه، ويقول الشيخ الحميد حفظه الله في محاضراته عن مناهج الأئمة بأن صحيح ابن خزيمة أولى بأن يقدم على سنن ابن ماجة، ولكن العلماء اصطلحوا على جعله سادس كتب الأصول، كما تقدم، واستقر الإصطلاح بعد ذلك، ولا مشاحاة في الإصطلاح. (حجية السنة ص195 بتصرف).

اشتهر القول بأن ما انفرد به ابن ماجة ضعيف، وممن نبه على هذا الأمر الحافظ المزي وابن القيم نقلا عن أبي البركات بن تيمية، ولكن الحافظ قال بأن الأمر ليس على إطلاقه، وذلك من خلال استقرائه للكتاب، وقال: وفي الجملة ففيه أحاديث كثيرة منكرة والله المستعان، ثم يقول الحافظ: لكن حمله على الرجال أولى، وأما حمله على أحاديث فلا يصح كما قدمت ذكره من وجوه الأحاديث الصحيحة والحسان مما انفرد به عن الخمسة اهـ، وقال في تهذيب التهذيب: كتابه، (أي ابن ماجة)، في السنن جامع جيد كثير الأبواب والغرائب وفيه أحاديث ضعيفة جدا، ومما يؤيد كلام الحافظ، أن زياداته على الكتب الخمسة تبلغ 1339 حديثا منها 428 حديثا صحيحا و 613 حديثا ضعيفا و 99 حديثا ما بين واهية الإسناد أو منكرة أو موضوعة، وقد ذكر الدكتور عبد العزيز عزت في رسالته (الإمام ابن ماجة صاحب السنن)، عدة أمثلة لأحاديث تفرد بها ابن ماجة، وهي مع ذلك صحيحة، وذلك في معرض الرد على الحافظ المزي، الذي أطلق الضعف على كل ما تفرد به ابن ماجة، كما تقدم، ومن هذه الأمثلة:

¨ ما رواه ابن ماجة، في باب المنديل بعد الوضوء وبعد الغسل، من طريق العباس بن الوليد وأحمد بن الأزهر قلا حدثنا مروان بن محمد، حدثنا يزيد بن السمط، حدثنا الوضين بن عطاء عن محفوظ بن علقمة عن سلمان الفارسي رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ فقلب جبة صوف فمسح بها وجهه، وقد علق الحافظ البوصيري على هذا الحديث في زوائد ابن ماجة بقوله: إسناده صحيح ورواته ثقات، وفي نفس الوقت، لم تنقل لنا كتب الصحاح عدا ابن ماجة أي رواية عن يزيد بن السمط، وإنما تفرد بالرواية عنه ابن ماجة.

¨ ما رواه ابن ماجة، في باب وقت صلاة الفجر، من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن نهيك بن بريم الأوزاعي عن مغيث بن سمى قال: صليت مع عبد الله بن الزبير رضي الله عنه الصبح بغلس فلما سلم أقبلت على ابن عمر رضي الله عنهما، فقلت: ما هذه الصلاة؟ قال: هذه صلاتنا كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله عنه، فلما طعن عمر رضي الله عنه أسفر بها عثمان رضي الله عنه، ففي سلسلة اسناد هذا الحديث نهيك بن بريم الأوزاعي ولم يرو له أحد من رجال الصحاح إلا الإمام ابن ماجة وقد علق البوصيري على هذا الحديث بقوله: وإسناده صحيح، فهذان حديثان تفرد بهما ابن ماجة، ومع ذلك حكم عليهما البوصيري بالصحة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير