تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن أبرز الأحاديث الموضوعة في سنن ابن ماجة حديث في فضل قزوين، وممن نبه على هذا الحديث ابن الوزير اليماني، حيث قال في تنقيح الأنظار: وأما سنن ابن ماجة فإنها دون هذين الجامعين والبحث عن أحاديثها لازم وفيها حديث موضوع في الفضائل. اهـ، وعدد الصحيح وإن كان أقل من الضعيف إلا أنه عدد كبير يؤيد أن انفراد ابن ماجة، وإن كان مظنة الضعف، إلا أنه ليس على إطلاقه. وممن علق على أحاديث ابن ماجة الحافظان الذهبي والسيوطي، حيث قال الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة ابن ماجة: قد كان ابن ماجة حافظا ناقدا صادقا واسع العلم، وقد حط من منزلة كتابه ما فيه من المناكير وقليل من الموضوعات، وقال السيوطي: إنه تفرد بإخراج الحديث عن رجال متهمين بالكذب وسرقة الأحاديث، وبعض تلك الأحاديث لا تعرف إلا من جهتهم، فلم يتابعوا عليها.

ومما سبق يخلص لنا أن السبب الرئيسي لإدخال سنن ابن ماجة في الأصول هو دقة ترتيبه وكثرة أبوابه وعدم تكرار الأحاديث فيه، فهو يشبه صحيح مسلم في عدم تكرار أحاديثه. (مصطلح الحديث، طبعة مكتبة العلم ص42 بتصرف، حجية السنة ص195 بتصرف).

مسألة: روايات سنن ابن ماجة:

لسنن ابن ماجة 4 روايات، كما ذكر ذلك الشيخ الحميد حفظه الله، وهي رواية أبي الحسن علي بن إبراهيم بن القطان، وهي أشهر الروايات، ولم يصلنا من روايات سنن ابن ماجة إلا هذه الرواية، ورواية سليمان بن يزيد، ورواية أبي جعفر محمد بن عيسى المطوعي، ورواية أبي بكر حامد الأبهري.

مسألة: ثلاثيات ابن ماجة:

وعددها 5، وكلها من طريق شيخه جبارة بن مغلس، ولولا ضعف شيخه جبارة لارتفعت منزلة سننه بهذه الثلاثيات، ولكنها كلها لا تصح لأنها جاءت من هذه الطريق الضعيفة، وكلها جاءت بإسناد واحد من طريق جبارة بن مغلس عن كثير بن سليم عن أنس رضي الله عنه، ويتفق الدكتور عبد العزيز عزت عبد الجليل في رسالته (الإمام ابن ماجة صاحب السنن) مع الشيخ الحميد حفظه الله عدد هذه الثلاثيات، وفي الحكم عليها بالضعف، ولكنه نسب الضعف فيها إلى شيخ جبارة بن مغلس، كثير بن سليم، ونقل توثيق كثير من أهل العلم لجبارة بن مغلس، من أبرزهم عثمان بن أبي شيبة، وقد استدل الدكتور عبد العزيز لتوثيق جبارة برواية بقي بن مخلد، صاحب المسند، عن جبارة، وهو من شأنه ألا يروي إلا عن ثقة، كما ذكر ذلك الحافظ في ترجمة جبارة في تهذيب التهذيب، ومما يجدر التنبيه عليه في هذا الموضع، علو اسناد ابن ماجة، وهذا ما أكد عليه الدكتور عبد العزيز عزت بقوله: في سنن ابن ماجة رباعيات كثيرة، أي أحاديث سلسلة رواتها أربع طبقات، وهو بذلك يعتبر ذا أفضلية بين الصحاح الستة من هذه الزاوية، فإن روايات الإمام البخاري الثلاثية كثيرة وهذه ميزة انفرد بها، كما سبق بيانه، ورباعيات ابن ماجة كثيرة وهذه ميزة تشبهها.

مسألة: زيادات أبي الحسن بن القطان على سنن ابن ماجة:

وإيراد أبي الحسن لهذه الزيادات يماثل إيراد عبد الله بن أحمد، وأبي بكر القطيعي لزوائدهما على مسند أحمد، وعدد زيادات أبي الحسن 44 زيادة، منها زيادة موقوفة على الشافعي من قوله، في بيان العلة من رش بول الغلام الذي لم يأكل الطعام وغسل بول الجارية، حيث قال بأن الذكر خلق من طين، بينما خلقت الأنثى من لحم ودم، وزيادة لأبي الحسن في تفسير لفظ غريب، وباقي الزيادات وعددها 42، زادها أبو الحسن لأنه تحصل عليها بسند عال.

مسألة: نقل الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ عن ابن ماجة قوله: عرضت هذه السنن على أبي زرعة فنظر فيه وقال: أظن إن وقع هذا في أيدي الناس تعطلت هذه الجوامع أو أكثرها، ثم قال: لعل لا يكون فيه تمام ثلاثين حديثا مما في إسناده ضعف، وهذا الكلام بلا شك يخالف الواقع، كما تقدم من أقوال العلماء عن الأحاديث الضعيفة والمنكرة والموضوعة في سنن ابن ماجة، وقد رد الحافظ السيوطي في مقدمة زهر الربى على هذا القول بقوله: وأما ما حكاه ابن ماجة عن أبي زرعة _ أنه نظر فيه فقال: لعله لا يكون فيه تمام ثلاثين حديثا مما فيه ضعف _ فهي حكاية لا تصح لإنقطاع سندها، وإن كانت محفوظة فلعله أراد ما فيه من الأحاديث الساقطة إلى الغاية، أو كان ما رأى من الكتاب إلا جزءا منه فيه هذا القدر، وقد حكم أبوزرعة على

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير