تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أحاديث كثيرة منه بكونها باطلة أو ساقطة أو منكرة وذلك محكي في كتاب العلل لإبن أبي حاتم.

مسألة: إعتناء ابن ماجة بتبيين الغرائب في كتابه:

وصنيع ابن ماجة في هذا الموضع يشبه صنيع الترمذي، الذي حكم على أحاديث خرجها في جامعه، بالغرابة والضعف، ومن أبرز الأمثلة على ذلك:

¨ ما رواه ابن ماجة، في باب العفو عن القاتل، من طريق أبي عمير عيسى بن محمد بن النحاس، وعيسى بن يونس والحسين بن أبي السرى العسقلاني، قالوا: حدثنا ضمرة بن ربيعة عن ابن شوذب عن ثابت البناني عن أنس رضي الله عنه قال: أتى رجل بقاتل وليه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اعف، … الحديث، فقد علق ابن ماجة، بقوله: هذا حديث الرمليين ليس إلا عندهم، فهو ينبه على تفرد الرمليين بهذا الحديث، وفي هذا إشعار بضعف الحديث ولا شك.

¨ ما رواه ابن ماجة، في باب كل مسكر حرام، من حديث يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب عن خريج بن أيوب بن هاني عن مسروق عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا: كل مسكر حرام، فقد علق ابن ماجة على هذا الحديث بقوله: هذا حديث المصريين، في إشارة منه لتفرد المصريين بهذا الحديث، بل إنه رواه من طريق علي بن ميمون الرقي عن خالد بن حيان عن سليمان بن عبد الله الزبرقان عن يعلى بن شداد بن أوس عن معاوية رضي الله عنه مرفوعا، وأشار إلى غرابة هذا الطريق أيضا بقوله: هذا حديث الرقيين.

مسألة: رغم نزول سنن ابن ماجة عن بقية الكتب الستة، من حيث درجة الصحة، إلا أنه وجد بالإستقراء، أحاديث في سنن ابن ماجة، في أعلى درجات الصحة، بل إنها تفوق بعض أحاديث صحيح البخاري، ومن أبرز الأمثلة على ذلك:

¨ ما رواه ابن ماجة، في باب ما جاء إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة، من طريق أبي مروان محمد بن عثمان العثماني عن إبراهيم عن سعد عن أبيه عن حفص بن عاصم عن عبد الله ابن مالك بن بحينة رضي الله عنه قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل وقد أقيمت صلاة الصبح وهو يصلي فكلمه بشيء لا أدري ما هو، فلما انصرف أحطنا به نقول: ماذا قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟، قال: قال لي: يوشك أحدكم أن يصلي الفجر أربعا، فهذا الحديث مروي في صحيح البخاري من طريق عبد الرحمن عن بهز بن أسد عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن حفص بن عاصم قال: سمعت رجلا من الأزد يقال له مالك بن بحينة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الحديث، وإسناد البخاري، كما يقول الدكتور عبد العزيز عزت، فيه خطآن:

§ الخطأ الأول: أن بحينة، اسم والدة عبد الله وليست والدة مالك.

§ الخطأ الثاني: أن هذه الرواية عن عبد الله بن مالك رضي الله عنه الصحابي المشهور ومالك ليس والده فإنه لم يتشرف بالإسلام، ولا يعني هذا أن حديث البخاري غير صحيح، ولكنه ليس في أعلى درجات الصحة.

¨ ما رواه البخاري، في باب إحداد المرأة على زوجها، من طريق الحميدي عن سفيان عن أيوب بن موسى عن حميد بن نافع عن زينب بنت أبي سلمة رضي الله عنها قالت: لما جاء نعي أبي سفيان من الشام دعت أم حبيبة رضي الله عنها بصفرة في اليوم الثالث فمسحت عارضيها وذراعيها وقالت: إني كنت عن هذه لغنية لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يحل لإمرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوج فإنها تحد عليه أربعة أشهر وعشرا، فهذه الرواية وإن كانت صحيحة ولكن ما ذكر فيها من أنه لما وصل خبر موت أبي سفيان رضي الله عنه من الشام عند أم المؤمنين حبيبة رضي الله عنها، هذا خطأ، لأن أبا سفيان رضي الله عنه توفي في مكة المكرمة، وليس الشام، سنة 32 أو سنة 33 هـ، ولهذا علق الحافظ على هذا الحديث في الفتح بقوله: ولم أر في شيء من طرق الحديث تقيده بذلك إلا في رواية سفيان بن عيينة هذه وأظنها وهما اهـ، بينما سنن ابن ماجة على عكس ذلك فليس في مروياتها ما هو قابل للإعتراض عليه على نحو ما ورد عند البخاري.

¨ ما رواه البخاري، في باب مناقب عثمان رضي الله عنه، في سلسلة إقامة حد الشرب على الوليد بن عقبة رضي الله عنه: ثم دعا عليا فأمره أن يجلد فجلده ثمانين جلدة، والثابت من الروايات أن الوليد رضي الله عنه جلد أربعين وليس ثمانين، كما ذكر ذلك الحافظ في الفتح، ولم يذكر ابن ماجة في روايته للحديث عدد الجلدات التي جلد بها الوليد رضي الله عنه وبذلك لم ترد على روايته ما ورد على رواية البخاري.

مسألة: نموذج من شدة تحري ابن ماجة:

في باب وقت صلاة المغرب، روى ابن ماجة من طريق عياد بن العوام عن عمر بن ابراهيم عن قتادة عن الحسن عن الأحنف بن قيس عن العباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تزال أمتي على الفطرة …) الحديث، وكتب بعده يقول: إنني سمعت هذا الحديث من محمد بن يحيى، وكان أهل بغداد في قلق إزاء هذا الحديث، ولهذا ذهبت ومعي محمد بن يحيى عند ابن عياد بن العوام فأخرج لنا أصل النسخة الموجودة عند والده فوجدنا فيها هذا الحديث، وجدير بالذكر أن الأحنف بن قيس لم يثبت له سماع من العباس رضي الله عنه، كما ذكر ذلك البخاري.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير