4 - مراقبة الله سبحانه وتعالى في السرِّ والعلن: فعلى طالب العلم أن يتعهّد باطنه بالرعاية وظاهره بالسنّة، حتى يفتح الله عليه من العلم أنواره، ومن الحكمة كنوزها، قال ابن القيم رحمه الله: ((وللمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة المضرَّة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلاّ الله)). ولمّا جلس الشافعي بين يدي مالكٍ وقرأ عليه، أعجبه ما رأى من وفور فطنته، وتوقد ذكائه وكمال فهمه، فقال: ((إني أرى الله قد ألقى على قلبك نوراً، فلا تطفئه بظلمة المعصية)).
5 - تلقي العلم عن الأشياخ: الأصل في الطلب أن يكون بطريق التلقين والتلقي عن الشيوخ، والأخذ من أفواه الرجال لا من الصحف وبطون الكتب فقط، والأول: من باب أخذ النسيب عن النسيب الناطق وهو العلم، أما الثاني: عن الكتاب فهو جماد فأنى له اتصال النسيب.
وقد قيل: ((من دخل في العلم وحده خرج وحده)) أي: من دخل في طلب العلم بلا شيخ خرج منه بلا علم، إذ العلم صنعة، وكل صنعة تحتاج إلى صانع، فلا بد إذاً لتعلمها من معلمها الحاذق. وقال الصفدي: ((ولهذا قال العلماء: لا تأخذ العلم من صحفي، ولا من مصحفي)).
فوائد العلم:
تعلمْ ففي العلمِ الشريف فوائدُ
يحنُّ بها القلبُ السليمُ الموفق
فمنهنَّ رضوانُ الإله وجنّةٌ
وفوزٌ وعزٌّ دائمٌ متحققُ
وعَنْ زُمرةٍ الجهال إن كنتَ صادقاً
بعلمك تنجوُ يا أُخيَ وتسبقُ
فكنْ طالباً للعلمِ إنْ كنتَ حازماً
وإياكَ إن رُمتَ الهُدى تتوقفُ
ففي العلمِ ما تهواهُ منْ كلِّ مطلب
وطالبهُ بالنور والحقِّ يُشرقُ
فإن رمتَ جاهاً وارتفاعاً ورتبةً
ففي العلم ما تهدى له ويشوقُ
وإن رمت مالاً كان في العلم كسبُهُ
فَفُز بالرضا واختر لما هو أوفقُ
وفي الجهل قبلَ الموتِ موتٌ لأهله
ويومَ اللقا نارٌ تلَظَّى وتَحرقُ
كتب يُنصح بقراءتها:
اقتضاء العلم العمل، جامع بيان العلم وفضله، حلية طالب العلم، أهمية العلم في محاربة الأفكار الهدَّامة، طريق التعلم وأسباب فهم الدروس، العلماء هم الدعاة.
نصيحة:
إذا كنت يا أخي تعاني من مشكلة النسيان وعدم الحفظ، فتذكر هذه الحكمة التي رويت عن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى عندما شكى إلى شيخه (وكيع بن الجراح) سوء حفظه، فقال:
شَكَوْتُ إلى وكِيعٍ سُوءَ حِفْظِي
فَأرْشَدَني إلى تَرْكِ المَعَاصِي
وأخْبَرَني بأنّ العِلمَ نورٌ
ونُورُ اللهِ لا يُهْدَى لعِاصِي
فما أحرانا أخي المسلم، أن نُقلع عن المعاصي، وأن نُقبل على الله بقلوب خاشعة، حتى تصفو نفوسنا وتشرق قلوبنا.
هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[ماهر]ــــــــ[22 - 06 - 04, 05:58 ص]ـ
التوحيد
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قولوا لا إله إلا الله تفلحوا)). أخرجه أحمد
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
إن أهمية التوحيد تكمن في أن الله تعالى ذكره في كتابه ودعا إليه في أكثر آياته، وغالب سوره بل كلها، ومما يدل على أهمية التوحيد أن جميع الرسل أرسلوا به كما قال ابن القيم – رحمه الله – وجميع الرسل إنما دعوا إلى (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) فإنهم كلهم دعوا إلى توحيد الله وإخلاص عبادته من أولهم إلى آخرهم، قال الله تعالى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)، فالتوحيد أول ما يدخل به في الإسلام وآخر ما يخرج به من الدنيا، فهو أول واجب وآخر واجب، وأعظم ما جاء به صلى الله عليه وسلم، هو وإخوانه من الرسل هو الدعوة إلى توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له ومعرفته بأسمائه وصفاته وأفعاله وأنه لا شبيه له ولا نظير فهذا هو مفتاح دعوتهم وزبدة رسالتهم من أولهم إلى آخرهم.
¥