تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أختاه: لا تظني السعادة في مال، أو جمال، أو ثناء، أو شهوة عابرة، وإنّما هي بطاعة الله، والتزام أوامره، فحافظي على صلواتك وعلى أخلاقك وعرضك والحجاب الشرعي، وغير ذلك ممّا أمر الله به، وتجنبي مساخط الله من التبرج والسفور والصدقات المحرمة، والزميلات المنحرفات، والمجلات الماجنة، والأفلام الداعرة، وغير ذلك ممّا حرم الله.

أختاه: تذكري أنكِ ستمتحنين في قبركِ، وستُسألين يوم القيامة عن كل صغيرة وكبيرة، ولا مؤنس لكِ في قبرك، إلاّ العمل الصالح، تذكري البعث والنشور، وهول القيامة، وافتراق الناس إلى جنّة أو نار، ولا تدرين عن نفسك في أيّ الفريقين تكونين، هذا الجسد الناعم الذي طالما عنيت به وحرصت على تجميله ستحرقه النار ما لم تقيه بالعمل الصالح.

أختاه: لم يبق لي بعد هذا، إلاّ أن أوصيك بتقوى الله، والتزام دينه، ولك الفوز والسعادة في الدنيا والآخرة، واحرصي على النصيحة لأخواتك، ستر الله وجهك عن النار، وأدخلك برحمته دارٌ لا نصب فيها ولا تعب.

وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الولاء والبراء

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.أما بعد: فإن أصل الرسالة المحمدية: كلمة التوحيد

((لا إله إلا الله محمد رسول الله)) وهي كما يقول ابن القيم: ((لأجلها نصبت الموازين، ووضعت الدواوين، وقام سوق الجنة والنار، وبها انقسمت الخليقة إلى مؤمنين وكافرين، والأبرار والفجار، وأسست الملة، ولأجلها جردت السيوف للجهاد، وهي حق الله على جميع العباد)). هذه الكلمة مركبة من معرفة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم علماً والتصديق به عقداً، والإقرار به نطقاً، والانقياد له محبة وخضوعاً والعمل به باطناً وظاهراً، وكماله في الحب في الله، والبغض في الله والعطاء لله، والمنع لله، والطريق إليه: تجريد متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهراً وباطناً. فإن الحب في الله والبغض في الله أوثق عرى الإيمان، وتحقيقه في واقعنا هو المقياس السديد تجاه الناس بشتى أنواعهم، والحب في الله، والبغض في الله هو الحصن لعقائد المسلمين وأخلاقهم أمام تيارات التذويب والمسخ كزمالة الأديان، والنظام العالمي الجديد، والعولمة، والحب والبغض في الله متفرع عن حب الله، وهذا ما نسميه مختصراً ب" الولاء والبراء ". فالولاء والبراء من مفاهيم لا إله إلا الله ومقتضاها، وهما التطبيق الواقعي لهذه العقيدة، وهو مفهوم عظيم في حس المسلم بمقدار وعظمة هذه العقيدة. فأصل الموالاة: الحب، وأصل المعاداة: البغض، وينشأ عنهما من أعمال القلب والجوارح ما يدخل في حقيقة الموالاة والمعاداة؛ كالنصرة والأنس والمعاونة وكالجهاد والهجرة ونحو ذلك من الأعمال، ولن تتحقق كلمة التوحيد في الأرض إلا بتحقق الولاء لمن يستحق الولاء، والبراء ممن يستحق البراء قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الإيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (التوبة:23)، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ) (الممتحنة:1)، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (المائدة:51)، وقال تعالى: (تَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ * وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير