تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال محمد بن كعب القرظي في قوله تعالى: (إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ) قال: تخفض رجالاً كانوا في الدنيا مُرتفعين، وترفع رجالاً كانوا في الدنيا مخفوضين.

وجاءت في خاتمة هذا الحديث الشريف القاعدة العظيمة: ((كل المسلم على المسلم حرام: دمه وعرضه وماله)).

وهذه القاعدة مما كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب بها في المجامع العظيمة، فإنَّه خطب بها في حجة الوادع يوم النحر، ويوم عرفة، واليوم الثاني من أيام التشريق، ولولا أهميتها لما كررها في أكثر من موضع.

ختاماً:

لقد تضمن هذا الحديث الشريف: أنَّ المسلم لا يَحلُ له إيصال الأذى إلى أخيه المسلم بوجه من الوجوه من قول أو فعل بغير حق، وقد قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً).

قال رجل لعمر بن عبد العزيز: اجعل كبير المسلمين عندك أباً، وصغيرهم ابناً، وأوسطهم أخاً، فأي أولئك تحب أن تسيء إليه.

ومن كلام يحيى بن معاذ الرازي: ليكن حظ المؤمن منك ثلاثة: إن لم تنفعه فلا تضره، وإن لم تُفرحه فلا تَغُمَّهُ، وإن لم تمدحه فلا تذمه.

وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين.

فضل الصدقة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

قال الله تعالى آمراً نبيه: ((قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ)) [إبراهيم: 31]. وقال تعالى: ((وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ)) [البقرة: 195]. وقال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم)) [البقرة: 254]. وقال تعالى: ((أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ)) [البقرة: 267]. وقال تعالى: ((فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)) [التغابن: 16].

وقد جاءت الأحاديث النبوية بفضل الصدقة، من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ((ما منكم من أحدٍ إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة)) [رواه البخاري ومسلم]. والمتأمل للنصوص التي جاءت آمرة بالصدقة مرغبة فيها يدرك ما للصدقة من الفضل الذي قد لا يصل إلى مثله غيرها من الأعمال، حتى قال عمر رضي الله عنه: ((ذكر لي أن الأعمال تباهي، فتقول الصدقة: أنا أفضلكم)) [صحيح الترغيب].

فضائل وفوائد الصدقة

أولاً: أنها تطفىء غضب الله سبحانه وتعالى كما في قوله صلى الله عليه وسلم: ((إن صدقة السر تطفىء غضب الرب تبارك وتعالى)) [صحيح الترغيب].

ثانياً: أنها تمحو الخطيئة، وتذهب نارها كما في قوله صلى الله عليه وسلم: ((والصدقة تطفىء الخطيئة كما تطفىء الماء النار)) [صحيح الترغيب].

ثالثاً: أنها وقاية من النار كما في قوله صلى الله عليه وسلم: ((فاتقوا النار، ولو بشق تمرة)) [رواه البخاري].

رابعاً: أن المتصدق في ظل صدقته يوم القيامة كما في حديث عقبة بن عامر قال: سمعت رسول اللهيقول: ((كل امرىء في ظل صدقته، حتى يقضى بين الناس)). قال يزيد: ((فكان أبو مرثد لا يخطئه يوم إلا تصدق فيه بشيء، ولو كعكة أو بصلة) فقد ذكر النبيَّ أنَّ من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: ((رجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه)) [رواه البخاري ومسلم].

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير