تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم إن أنكر الظاهري القياس والإجماع، فأي فرق بين الظاهري وبين العامي؟ بل العامي أفقه من أئمة الظاهرية. والذي لا شك فيه عند كل ذي عقل له معرفة بشيء من اللغة العربية، أنه أول ما يقرأ قوله تعالى {فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ} يفهم من أن النهي عن قول "أف" للوالدين، يستلزم كذلك النهي عن الأعظم من ذلك كالضرب واللعن والقتل. حتى الطفل يفهم هذا، فضلا عن العاقل البالغ. أما ابن حزم فيقول أن هذا النهي «ليس نهياً عن القتل ولا عن الضرب ولا عن القذف، وأنه إنما هو نهي عن قول (أف) فقط»! "

قال أبو داود: هذا كلام في غاية السقوط و هو إن دل على شيء فعلى جهل قائله فهلا جئتنا و لو بآية واحدة أو حديث صحيح أو حتى قول صحابي أو تابعي يثبت هذا الذي يسمى بالقياس أم أنك ما عرفت إلى ذلك من سبيل فلجأت إلى السباب و الشتائم و بحق من بحق من شهد له فطاحل العلماء ممن لا تبلغ شعرة في مفرقهم

بأنه عالم زمانه و فريد عصره و حافظ لا يجارى و في سعة حفظه تضرب الأمثال لتأتي لتنقل لنا قول الألوسي بأنه الضال المضل و تدلس على الناس ثناء العلماء عليه هذا إن صح هذا القول فأنت لم تعد عندنا ثقة في نقولك بعد كذبك على ابن حزم و ادعائك أنه يجيز قذف الوالدين و هذه المهزلة و هذا المثال بالذات نسمعه كثيراً من الصبية الذين اتخذوا مجالس العلم أماكن للسخرية و السباب و مع ذلك سأرد عليك و على أمثالك قال تبارك و تعالى"و قضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف و لا تنهرهما و قل لهما قولاً كريما و اخفض لهما جناح الذل من الرحمة و قل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا"فالله لم ينه فقط عن قول أف بل و على النهر و الأقوال الفاحشة و التكبر و غيرها هذا الذي يفهم من الآية و القذف يدخل في الأقوال الفاحشة و الله يقول و قل لهما قولاً كريماً و الضرب ينافي قوله تعالى و اخفض لهما جناح الذل من الرحمة، ثم تأتون لتجزؤوا الآية و ترموا ابن حزم بهذه العظائم و أنتم الذين جزؤوا كلام الملك لنصرة مذاهبهم الكاسدة.

ثم إثباتك للقياس بأن تموه على الناس بأن أول من أبطل القياس هم الفجار و قطاع الطرق و العقلانيين

قأقول بئست الحجة و كبر به دليلاً على جهلك فالقياس لم يكن موجوداً أصلاً و ما صنعه الصحابة و حاشى لله أن يأمرنا بهذا القياس ثم لا يبين لنا كيف نقيس و على ماذا نقيس و ما الفرق بين القياس الصحيح من الكاسد أو من القياس مع الفارق ثم رميك للإمام داود من بين العلماء بحجة أنه اتهم الطبري رحمه الله رحمة واسعة بالرفض فأقول هذا هو الذي تحسنونه و لا تحسنون سياق الأدلة و هذا هو منتهى علومكم و أقول هب أن هذا الكلام صحيح -و هذا أبعد الظن فما قرأت في ترجمة الإمام ولا في ترجمة ابن جرير رحمهما الله هذا الكلام

فمن أين جئت به؟!! --فأنت آنفاً رميت الشوكاني ثم ثنيت بداود بن علي و أتبعته بابن حزم فهل قلنا أن محمد الامين خرج من دائرة أهل السنة أو أهل الحديث؟!!!

ثم قولك أن الفقه هو القياس وهذا ما سمعنا به لا من صحابي و لا تابعي فالفقه هو فهم الكتاب و السنة لا ضرب الأمثال و كان يلزمك ان تقول الفقه هو القياس و الاستحسان و سد الذرائع .....

ثم قولك الظاهرية ليسوا من أهل الفقه و كبر به بهتاناً و الرد في هذه المسألة أننا لا نبتدع أسماء و نفرق بين المسلمين بعد ما سمانا ربنا مسلمين و القارئ في المحلى يجد الكثير من أقوال ابن حزم و هو قول أهل الظاهر و هو قول أصحابنا فما نسب نفسه للظاهرية و لا تعصب لأحد إلا لرسول الله صلى الله عليه و سلم

و قولك ليسوا من اهل الفقه باطل فإن كنت تعني ابن حزم فلا تستحق الرد عليك فيكفي القارئ قراءة صفحة من المحلى ليعلم بطلان كلامك و كذلك بطلان كلامك بأنهم ليسوا من أهل الحديث فأيضاً يكفي الناظر قراءة صفحات من المحلى ليعلم أن الرجل حافظ لا يجارى و ناقد نحرير قل نظيره و العلماء يقولون أنه ما أتى بعد ابن حزم في سعة حفظه إلا ابن تيمية رحمه الله و لا أظنك تقول ان أحمد شاكر أيضاً ليس من أهل الحديث و أظنني بينت للناس فساد أقوالك و الحمد لله رب العالمين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير