تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال أبو داود: أرأيت الأصل الطيب يا أخي أرأيت قوله لأن الله تعالى لم ينص و قوله و لا حفظ عن النبي و رأيت اقتفائه لآثار السلف من الصحابة و التابعين و تابعيهم،هذا هو الأصل الذي سيحاسبنا عليه ربنا فإن أصبنا فلنا أجران و إن أخطأنا فلنا أجر و الرجل نور الله قبره و حشره في زمرة النبيين و الصديقين و الشهداء ما قال لم يأت بذلك خبر متواتر بل كلها آحاد و ما قال هو مذهب فلان و لا قال هذا الذي يقتضيه القياس و لا قال العقل مقدم على النقل عند التعارض بل لو أنه قال ذلك ثم أصاب الحق في هذه المسألة فلن نأخذ بنتائجه طالما أنها بنيت على أصل فاسد كما أننا لن نأخذ بأخطائه و إن بنا اجتهاداته على الأصل الصحيح وهذا هو الحق و بالله تعالى التوفيق.

قال أبو داود:أذكر في هذا السياق أننا كنا مرة نذكر ابن حزم فزعق أحدهم قائلاً "هذا الذي أباح المعازف" فقلت له أتدري لو أن أبا محمد حرمها لسقط من عيني فحديث البخاري لم يثبت عند الرجل ولا يجوز له أن يقول هي حرام طالما أنه لم يثبت عنده في المسألة حديث صحيح بل لو قال أن المعازف حرام نصرة لهواه لأثم لأنه لم يبن فتواه على حكم الله و رسوله وقد قال رحمه الله و لو ثبت عندنا حديث صحيح لأخذنا به فهو مأجور إن شاء الله،أما السوقة و الرعاع و إمعة الرجال الذين قلدوه فهم آثمون و إن أصابوا لأنهم بنوا فتواهم على التقليد الأعمى على هذه الكبيرة الجاثمة فوق صدور المسلمين لا على حكم رب العالمين، وسأشفع هذا المقال إن شاء الله بما يثبت أن أبا محمد سيف السنة الناطق و على الله التكلان، وبالنسبة لمسألة الصفات خاصة فالقول كما قال أخي المبارك و إن حسن ظني بالله لا يسعني إلا أن أقول عسى الله أن يكون قد توفاه و هو على الحق إن شاء الله فرجل كأبي محمد أفنى عمره بين الصحاح و المسانيد ذاباً عن دين الله لن يخذله الله أبداً نسأل الله له واسعة المغفرة و العفو.

أما ردك الثاني

فما أحببت هذا منك يا ابن وهب

قال أبو داود: أنا لم أقل أن سببي في عدم الأخذ عن كتب الشافعية هي أنهم أشاعرة بل الذي قلته أنه لا ينبغي أن نضيع أوقاتنا في كتب الفقه التي يفتقر مؤلفوها لتمييزالصحيح من السقيم من الآثار سواء شافعية كانت أو غيرها و أما الأشاعرة فأنا لا آخذ عنهم من أمر الدين شيئ لا فقه و لا غيره لأنهم مبتدعة و أصولهم فاسدة وكنت قد نقلت طائفة من أقوال السلف في ذلك

و أما ابن حزم بل الله بالرحمة ثراه فلا يدخل في هذا الباب أصلاً و هو من أهل السنة و إن خالف السنة ببعض الأمور لأن أصله طيب لا تشوبه الأهواء و كنت قد قلت"كتب أهل الحق أصولها طيبة و الطيب لا ينبت إلا طيباً و تمييز الأخطاء فيها سهل جداً لأن أصولهم واضحة وضوح الشمس في كبد السماء فعندما يخطئ ابن جرير أو ابن حزم أو ابن تيمية رحمهم الله فخطأه يظهر للمتأمل ممن صفيت بصيرته ألا ترى أن الثوب الأبيض يميز ماعليه من أوساخ بخلاف الأسود

أما أهل الأهواء فلا تعلم لهم أصلاً و لا يرتكنون إلا ركن وثيق فلا سبيل إلى التمييز، وهب أنك تستطيع التمييز فأقول لك بأن الأولين ما تركوا للآخرين شيئاً يسأل عنه و بالله تعالى نتأيد".

أخيراً أخي ابن وهب جزاك الله خيراً على نصحك و أنا أتقبل نصحك إن شاء الله بصدر رحب و السلام عليكم و رحمة الله.

الأخ يوسف: السلام عليكم و رحمة الله أما بعد

فأظن الأخ مبارك قد شفا في المسألة و أزيد قول أبي محمد أصحابنا أهل الظاهر لا يدل على أنه منهم فتجده يقول مرات أصحابنا و مرات الحنفيين و الشافعيين و أهل الحديث من أصحابنا و مرات أصحابنا القياسيون وقد يقول قائل فلان صاحبي من الشافعية و هو ليس شافعياً فليتنبه، و هو رحمه الله كثيراً ما يقول قال أصحابنا ثم يقول بخلاف قولهم و الحمد لله رب العالمين، وكنت قد رأيت أبا محمد يقول لبن عبد البر في آخر بيت شعر لا يحضرني ألم تعلم بأني ظاهري ولكنه على سبيل المداعبة كما يفهم منه و على كل قد أكون مخطئاً و لكنا لا نتبع إلى الوحي و بالله تعالى نتأيد.

الأخ أبو تقي: السلام عليكم و رحمة الله و بعد:

قال عبد الله بن أحمد بن حنبل" سمعت أبي يقول الحديث الضعيف أحب إلينا من الرأي"

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير