تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال مبارك: لعل اكتفي بهذه التعقبات، لأنها شغلتني عن أهلي ودرسي ومشاريعي العلمية فلكم مني جميعاً خالص الشكر والتقدير زيادة على ذلك أن الموضوع ليس لي وإنما هو لغيري ودخلتُ فيه عرضا.

ـ[أبو داود]ــــــــ[04 - 08 - 04, 04:21 م]ـ

السلام عليكم و رحمة الله

أشكر الأخ الكريم الحبيب الغالي مبارك كثيراً جزاه الله كل خير

أما بعد فيا حسرة الحسرات و يا عبرة العبرات فيالله و يا للمسلمين كيف يفكرون.

فالناظر في ما أخطأ فيه أبو محمد رضي الله عنه لا يراها تتجاوز أربعاً أو خمس وريقات من أصل ثمانين ألف رقة ما كلت يده في خطها كلها في نصرة السنن و قمع البدع و الذب عن سنة أبي القاسم صلى الله عليه و سلم حتى أن الواحد مننا و الذي اختلط أسلوب الإمام وجرى بين دمائه ليعجب و يقول ماذا أصاب الرجل وكيف يكتب هذا؟!!

و لكن يأبى الله إلا أن يخطئ الناس و هو على كل حال مأجور طالما أن مستنده و مرجعه كتاب الله و سنة نبيه عليه السلام.

فليكف أناس عن الطعن و التقريع مع العلم أن هناك من العلماء من تعدت أخطاؤه الكتب و المصنفات و لكن هؤلاء لا تقربونهم طالما أنهم من أصحاب المذاهب!!!!!

قال أبو محمد أندى الله بالرحمة ثراه:

" حدثنا عبد الله بن يوسف ثنا أحمد بن فتح ثنا عبد الوهاب بن عيسى ثنا أحمد بن محمد ثنا أحمد بن علي ثنا مسلم بن الحجاج ثنا سعيد بن منصور وأبو الربيع العتكي وقتيبة قالوا ثنا حماد هو ابن زيد عن أيوب السختياني عن أبي قلابة عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وزاد العتكي وسعيد في روايتهما وهم كذلك

وأخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله الهمداني ثنا أبو اسحق البلخي ثنا الفربري ثنا البخاري ثنا الحميدي ثنا الوليد بن مسلم ثنا ابن جابر هو ابن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال حدثني عمير ابن هاني أنه سمع معاوية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تزال طائفة من أمتي أمة قائمة بأمر الله ما يضرهم من كذبهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك. "

قال أبو داود: وبحسب من يشنع على أهل الحديث من أهل الظاهر رضي الله عنهم أن اسمهم مشتق من قوله عليه السلام ظاهرين نسأل الله أن نكون منهم.

والآن نتابع إبطال القياس و على الله اعتمادنا و هوحسبنا و نعم الوكيل

قال سيف السنة الناطق أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي القرطبي الفارسي رضي الله عنه و أعلى مقامه في الآخرة كما أعلى مقامه في الدنيا في كافيته الشافية الموسومة بالنبذة الكافية في فصل القياس:

" و لا يحل الحكم بالقياس في الدين والقول به باطل مقطوع على بطلانه عند الله تعالى

برهان ذلك ما ذكرناه آنفا في إبطال الرأي فان قالوا إن القول بالقياس في القرآن وذكروا قول الله تعالى: (يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار) وجزاء الصيد وكذلك الجروح

قلنا لهم ليس معنى اعتبروا في لغة العرب قيسوا ولا عرف ذلك أحد من أهل اللغة وإنما معنى اعتبروا تعجبوا واتعظوا قال الله تعالى: (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب) أي عجب وموعظة وقال تعالى: (وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا إن في ذلك لآية لقوم يعقلون) أي عجبا

بل في هذه الآيات إبطال القياس لأنه تعالى اخبر أن اللبن حلال وهو خارج من بين فرث ودم حرام وان ثمرة واحدة يخرج منها رزق حسن حلال و سكر حرام فبطل أن يكون للنظيرين حكم واحد ولو كان معنى اعتبروا قيسوا للزمنا اخراب بيوتنا كما أخربوا بيوتهم وإذ ليس الأمر كذلك فقوله تعالى: (اعتبروا) إبطال للقياس وحتى لو كان معنى اعتبروا قيسوا ولم يحتمل معنى غيره لما كان في ذلك إيجاب ما يدعونه من القياس لأنه يكون حينئذ من المجمل الذي لا يفهم من نصه المراد به وإنما يكون مثل قوله تعالى: (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة) ومثل قوله تعالى: (وآتوا حقه يوم حصاده) فهذا الأمر لا يفهم منه ما هي الصلاة والزكاة ولا ما هو حق الله تعالى في ما حصد ما لم يعين ولا كيف تؤدى الصلاة والزكاة حتى جاء بيان النبي صلى الله عليه وسلم بكل ذلك فلو

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير