قال الترمذي: " هذا حديث حسن جيد غريب لا نعرفه من حديث أسامة بن زيد إلا من هذا الوجه، وقد روي عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بمثله، وسألت محمداً فلم يعرفه ".
قلت: هكذا في نسخة عطوة، ونقل الضياء في " المختارة، وكذا ابن مفلح في " الآداب الشرعية " (1/ 331)، أنه قال: " هذا حديث حسن صحيح غريب "، ولكن نقل المنذري في " الترغيب " (1/ 96 / 1439) أنه قال: " حديث حسن غريب ".
وحديث أبي هريرة يأتي الكلام عليه، إن شاء الله.
وقال البزار: " هذا الحديث لا نعلم رواه عن سليمان التيمي إلا سعير، ولا عن سعير إلا الأحوص بن جواب ".
وقال البخاري - كما في " العلل الكبير " للترمذي (2/ 308 - ترتيبه) -: " هذا منكر، وسعير بن الخمس كان قليل الحديث، ويروون عنه مناكير ".
وقال أبوحاتم - كما في " العلل " لابنه (2/ 350 / 2570): " هذا حديث منكر بهذا الاسناد ".
قلت: الذي يظهر لي أن هذا الإسناد صحيح؛ سعير بن الخمس وثقه ابن معين والدارقطني وابن حبان واحتج به مسلم.
والأحوص بن جواب وثقه ابن معين، وقال أبوحاتم: " صدوق "، واحتج به مسلم.
وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة.
أخرجه عبد بن حميد في " المنتخب " (1418)، عبدالرزاق في " مصنفه " (2/ 216 / 3118)، وابن أبي شيبة في " مصنفه " (5/ 322 / 26518)، والحميدي في " مسنده " (1160)، والحارث بن أبي أسامة في " مسنده " (914 - بغية الباحث)، [وابن منيع في " مسنده "، ومسدد في " مسنده "، وابن أبي عمر العدني في " مسنده "، كما في " إتحاف الخيرة المهرة " (7/ 317، 318)]، والطبراني في " المعجم الصغير " (1184 و 1185 - الروض الداني)، والخطيب في " تاريخ بغداد " (11/ 203).
من طريق موسى بن عبيدة، عن محمد بن ثابت، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" إذا قال الرجل لأخيه جزاك الله خيراً؛ فقد ابلغ في الثناء ".
رواه عن موسى بن عبيدة هكذا: سفيان الثوري، ووكيع، وعبيدالله بن موسى، وروح بن عبادة، وسعيد بن سلام العطار.
وخالفهم سليم بن مسلم فرواه: عن موسى بن عبيدة، عن ثابت مولى أم سلمة، عن أم سلمة، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" إذا قال الرجل لأخيه: جزاك الله خيراً؛ فقد أبلغ في الثناء ".
أخرجه ابن عدي في " الكامل " (3/ 319).
وقال: " هذا حديث يرويه عبيدالله بن موسى وأبوعاصم وغيرهما: عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن ثابت، عن أبي هريرة.
وسليم بن مسلم هذا لم يضبط إسناده فأقلبها، فقال: عن ثابت، وإنما هو عن محمد بن ثابت، ونسب ثابت فقال: مولى أم سلمة، وقال: عن أم سلمة، وإنما هو عن أبي هريرة ".
قلت: فهذا الوجه منكر جداً؛ سليم بن مسلم تركه ابن معين والنسائي.
والمحفوظ عن موسى بن عبيدة عن محمد بن ثابت عن أبي هريرة، ولكنه ضعيف فإن موسى بن عبيدة قال أحمد وأبوحاتم: " منكر الحديث "، وضعفه ابن معين والنسائي والترمذي وابن حبان.
ـ[صاعقة]ــــــــ[27 - 06 - 04, 03:42 ص]ـ
تفرد سعير بن الخمس بهذا الحديث عن سليمان بن طرخان التيمي ولم يتابعه عليه أحد من أصحابه الثقات، وقال عنه البخاري منكر، وكذا أبو حاتم
ثم يرده المعاصر بقوله: الذي يظهر لي أن هذا الإسناد صحيح (!)
استفد من كلام من يفهم تعليلات الأئمة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=44092&page=2
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[27 - 06 - 04, 08:11 ص]ـ
جزاك الله خيراً، فلقد استفدت من هذا الرابط كثيراً، وكم لأخينا الفاضل أبي إسحاق التطواني من مثل هذه الفوائد، ولكن لم أزدد إلا يقيناً في ثبوت الحديث، وحتى لو أخذنا بكون سعيراً لا يحتمل تفرده - وأنا بعد قراءة الرابط أميل إلى ذلك ولكن ليس ميلاً كبيراً - فحديث أبي هريرة يجعله يرتقى إلى الحسن لغيره، وهذا في أقل أحواله، والله أعلم.
وجزاك الله خيراً على دلالتك لي على مثل هذا الموضوع المفيد، ولعلي أقوم بعمل موضوع مثله، والله المستعان وعليه التكلان.
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[27 - 06 - 04, 09:22 ص]ـ
وقال البخاري - كما في " العلل الكبير " للترمذي (2/ 308 - ترتيبه) -: " هذا منكر، وسعير بن الخمس كان قليل الحديث، ويروون عنه مناكير ".
وقال أبوحاتم - كما في " العلل " لابنه (2/ 350 / 2570): " هذا حديث منكر بهذا الاسناد ".
والأخ أبو المنهال إزداد يقينا بصحة الحديث!!
فهل تريد أن نترك قول البخاري وأبي حاتم وغيرهم من أئمة الحديث الجهابذة ونأخذ بقولك في تصحيح الحديث المنكر
لا وألف لا