تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأن سبق الماء له تأثير في الشبه واستدل بحديث أنس في صحيح البخاري وقال إن اليهود سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشبه وأما الإذكار والإيناث فليس بسبب طبيعي وإنما سببه: الفاعل المختار الذي يأمر الملك به مع تقدير الشقاوة والسعادة والرزق والأجل وقد رد الله هذا إلى محض مشيئته فقال " يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور .... " الآية وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث أم سليم " ماء الرجل غليظ أبيض وماء المرأة رقيق أصفر فمن أيهما علا أو سبق يكون الشبه " فجعل للشبه سببين: علو الماء، وسبقه، فعامة الأحاديث إنما هي في تأثير سبق الماء وعلوه في الشبه وإنما جاء تأثير ذلك في الإذكار والإيناث في حديث ثوبان وحده وهو فرد بإسناده فيحتمل أنه اشتبه على الراوي فيه الشبه بالإذكار والإيناث، وإن كان قد قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو الحق الذي لا شك فيه ولا ينافي سائر الأحاديث فإن الشبه من السبق والإذكار والإيناث من العلو وبينهما فرق وتعليقه على المشيئة لا ينافي تعليقه على السبب كما أن الشقاوة والسعادة والرزق معلقات بالمشيئة وحاصلة بالسبب " إنتهى مختصرا

قلت: في عبارة الإمام ابن القيم " كما أن الشقاوة والسعادة والرزق معلقات بالمشيئة وحاصلة بالسبب " غموض

قال شيخنا ابن عثيمين رحمه الله " وعلى هذا لايكون الإذكار والإيناث سببا لعلو ماء الرجل أو المرأة وإنما يؤثر في الشبه فقط أما الإذكار والإيناث فلا وهذا هو الصواب "

وقال ابن حجر في كلام مهم "

قوله نزع الولد بالنصب على المفعولية أي جذبه إليه وفي رواية الفزاري كان الشبه له ووقع عند مسلم من حديث عائشة إذا علا ماء الرجل ماء المرأة أشبه أعمامه وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل أشبه أخواله ونحوه للبزار عن بن مسعود وفيه ماء الرجل أبيض غليظ وماء المرأة أصفر رقيق فأيهما أعلى كان الشبه له والمراد بالعلو هنا السبق لان كل من سبق فقد علا شأنه فهو علو معنوي وأما ما وقع عند مسلم من حديث ثوبان رفعه ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة أذكرا بإذن الله وإذا علا مني المرأة مني الرجل أنثا بإذن الله فهو مشكل من جهة أنه يلزم منه اقتران الشبه للاعمام إذا علا ماء الرجل ويكون ذكر لا أنثى وعكسه والمشاهد خلاف ذلك لأنه قد يكون ذكرا ويشبه أخواله لا أعمامه وعكسه قال القرطبي يتعين تأويل حديث ثوبان بأن المراد بالعلو السبق قلت والذي يظهر ما قدمته وهو تأويل العلو في حديث عائشة وأما حديث ثوبان فيبقى العلو فيه على ظاهره فيكون السبق علامة التذكير والتأنيث والعلو علامة الشبه فيرتفع الاشكال وكأن المراد بالعلو الذي يكون سبب الشبه بحسب الكثرة بحيث يصير الآخر مغمورا فيه فبذلك يحصل الشبه وينقسم ذلك ستة أقسام الأول أن يسبق ماء الرجل ويكون أكثر فيحصل له الذكورة والشبه والثاني عكسه والثالث أن يسبق ماء الرجل ويكون ماء المرأة أكثر فتحصل الذكورة والشبه للمرأة والرابع عكسه والخامس أن يسبق ماء الرجل ويستويان فيذكر ولا يختص بشبه والسادس عكسه

المقرئ

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 - 07 - 04, 09:29 م]ـ

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة د. هشام عزمي

أما حديث الرسول صلى الله عليه و سلم عن ماء المرأة المقابل لماء الرجل فهو عن إفراز المبيض من بويضات (بويضة كل شهر) تلتقي و الحيوانات المنوية و ينتج عنها الجنين: فإن سادت الصفات الوراثية المحمولة على المادة الوراثية الموجودة في الحيوان المنوي (ماء الرجل) كان الجنين أشبه بالأب و إن سادت الصفات الوراثية المحمولة على المادة الوراثية الموجودة في البويضة (ماء المرأة) كان الجنين أشبه بالأم. و هذا هو المقصود بالعلو و هو علو بمعنى السيادة في الصفات الوراثية و الله أعلم.

لعل هذا أحسن ما قيل في تفسير الحديث. أما تفسير ابن حجر فبعيد.

=======

ملاحظة:

حديث «أنتم أعلم بأمور دنياكم»

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير