تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأما إذا علا مني المرأة مني الرجل أي إذا وصلت المرأة ذروتها وقذفت بالسوائل في المهبل بعد أن يقذف الرجل سائله المنوي في مهبلها وتأتي إفرازاتها على سائل الرجل المنوي فإن المولود يكون أنثى حيث يصل الرجل أولاً ثم المرأة ووصول المرأة لذروتها بعد الرجل يساعد على إنجاب البنات (1).

فهذا التفسير يقوم على الوصول للشهوة وإنزال الماء قبل الآخر، وأنه سبب لتحديد جنس الجنين.

لكن هناك من الأطباء من عكس النتيجة حيث قال: "إن جنس الجنين يتوقف على أي من الزوجين ينزل أولا، فإذا ما أنزل الرجل أولاً كان المولود ذكراً بإذن الله تعالى، وإذا ما أنزلت المرأة أولا كان المولود أنثى بإذن الله تعالى، وقد أرجعوا هذا إلى أن التفاعل الكيميائي لماء المرأة يختلف عن تفاعل ماء الرجل وأن النطف المذكرة يختلف تفاعلها عن النطف المؤنثة، فإذا اختلف التفاعل داخل المهبل نتيجة مَنْ مِن الزوجين ينزل أولاً اختلف نشاط النطف فسبق الذكران أو سبق الإناث، والله تعالى أعلم " (1).

الثاني: السبق يأتي بمعنى الغلبة، كما قاله القرطبي لقوله تعالى:) وما نحن بمسبوقين أي مغلوبين (2).

فالسبق في حديث الشبه هو سبق غلبة فمن المعلوم أن الحوين يحمل في جيناته صفات وراثية سائدة (غالبة) أو متنحية (مغلوبة) وكذلك تحمل البييضة في صبغياتها صفات وراثية سائدة (غالبة) أو متنحية (مغلوبة) فلو حدث أن لقح حوين يحمل صفات غالبة بييضة تحمل صفات مغلوبة لأتى الولد شِبْهَ أبيه، والعكس، وبذلك يكون السبق الذي أراده النبي صلى الله عليه وسلم هو غلبة حوين الرجل بص فاته القاهرة الغالبة أو غلبة بييضة المرأة بصفاتها القاهرة الغالبة أو السائدة فيأتي الولد شبه أمه، فالحديث إذاً يتعلق بالشبه ولم يذكر الأنوثة والذكورة.

أما الحديث الآخر: "فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة أذكر بإذن الله، وإذا علا مني المرأة مني الرجل آنث بإذن الله …".

الحوينات المنوية في الرجل نصفها يحمل الصبغي المذكر ( Y ) والنصف الآخر يحمل الصبغي المؤنث ( X ) أما بييضة المرأة فلا تحمل إلا الصبغي المؤنث ( X ) وحده، فإذا تلقحت البييضة بحوين يحمل الصبغي المذكر ( Y ) أصبح في النطفة الأمشاج الصبغيان الجنسيان ( X) و ( Y ) وكان الجنين ذكراً، وأما إذا تلقحت البييضة بحوين يحمل الصبغي المؤنث ( X) أصبح في النطفة الأمشاج الصبغيان ( X ) و ( X) المتماثلان وكان الجنين أنثى.

فالحاصل أن العلو هاهنا باعتبار وصول الخلية المنوية الذكرية ( Y ) والذي يتأثر بالوسط الكيميائي في المهبل فإذا غلب ووصل للبييضة قهرها وأذعنت لها البييضة وكان المولود ذكراً، وأما إذا وصلت الخلية الأنثوية القوية فإن البييضة يعلو كعبها وتنتصر لبنات جنسها وتفرض على الحوين الذي أتاها من ذكر غلبتها، وهو أن يكون الجنين أنثى بإذن الله، وبذلك يعلو ماء المرأة وتفرض بييضتها على الجنين جنسها (1).

وهذا الحديث يقوم على إفراد حديث الشبه بالصفات الوراثية السائدة، والمتنحية وحديث العلو بالتذكير والتأنيث، وأيضاً يصب التحديد كله على مني الرجل فقط، بينما تبقى البييضة مستقبلة، وظاهر الحديث بخلافه حيث إن مفهومه اشتراك المائيين في التحديد، فعلو ماء المرأة يقابله علو ماء الرجل، وهذا يدل على أن للمرأة دخلاً في تحديد الجنس. والله أعلم.

الثالث: إن حدوث الجماع خلال الإثني عشر ساعة التي تسبق الإباضة حين تتحول فيه ذروة المخاط – الذي يخرج من عنق الرحم – وفحص التمدد إلى الأكثر سمكاً وأقل صفاء أدعى لترجيح الجنين للذكورة، وذلك إذا حدث الجماع وقذف الرجل مباشرة (علا ماء الرجل) قبل خروج البييضة مع الماء الذي يحيطها بحويصلة جراف (ماء المرأة) أذكر. والله أعلم (2).

وهذا الرأي مبني على تفسير العلو بسبق خروج ماء الرجل ماء المرأة (البييضة)، وعليه فمن أراد الحصول على ذكر جامع قبل التبويض بهذه الفترة المذكورة وقبل خروج البييضة فيتحقق السبق والعلو.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير