تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الرابع: أن المراد بالعلو الغلبة؛ لأن هذا هو المفهوم من الحديث الذي أوضح أن العلو يكون بعد الاجتماع، وهي مرحلة متأخرة عن السبق، وعند الاجتماع ينتهي السبق وتبدأ الغلبة، ففي قوله عليه الصلاة والسلام: "فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة أذكر بإذن الله، وإذا علا مني المرأة مني الرجل آنث بإذن الله " وما يدل على أن هناك فعلين يحدثان:

الأول: انفصال مني الرجل ومني المرأة عن أماكن تخلقهما.

والثاني: التقاء هذين المنيين واجتماعهما في محل واحد وهو فرج المرأة.

ثم بعد الانفصال والالتقاء يكون العلو إما من مني الرجل وإما من مني المرأة، ولا يمكن اعتبار العلو إلا الغلبة؛ لأن السبق يكون منتهياً عند الاجتماع والاختلاط بين المنيين، إذ السبق كالمسابقة لابد من المفاعلة بين أمرين، وبما أن الاجتماع أحال المنيين إلى شيء واحد، فإن القول بالسبق لم يعد له وجود بعد الاختلاط والامتزاج، فتكون الغلبة بالعلو هي علة التذكير والتأنيث.

أما حديث الشبه فهو إما أن يكون الشبه في الجنس من حيث التذكير والتأنيث أو أن المراد بالشبه شبه الخلق والصورة فيكون الابن شبيهاً بالأب في مظهره وصورته أو شبيهتاً الأم في مظهرها وصورتها.

وليس هناك ما يمنع أن يكون كلا الأمرين مراداً ومقصوداً، فقد يشبه المولود أحد أبويه في صورته ومظهره، حيث جاء في بعض الأحاديث الأخرى الواردة في الموضوع أن مني الأب إذا علا مني الأم أشبه ال ولد أعمامه في صورتهم، أما إذا علا مني الأم مني الأب أشبه الولد أخواله (1).

وهذا التحليل لم يوضح معنى العلو بدقة، ولم يربطه بسبب عملي، ولعل التفسير التالي هو الذي ينشرح له الصدر.

الخامس: ثبت أن ماء الرجل قلوي وماء المرأة حمضي .. فإذا التقى الماءان وغلب ماء المرأة ماء الرجل وكان الوسط حامضياً تضعف حركة الحيوانات المنوية التي تحمل خصائص الذكورة وتنجح الحيوانات المنوية التي تحمل خصائص الأنوثة في تلقيح البييضة فيكون المولود أنثى. والعكس صحيح (1).

ويبدو أن هذا التفسير الأخير هو الذي يتفق مع ظاهر الحديث، والذي وصل إليه العلم مؤخراً. ولعل من المناسب أن أسوق قصة الوصول لهذه الفائدة النفيسة، التي ذكرها الزنداني، وحاصلها يقول: "كنت أبحث عن حديث رسول الله e : " إذا علا ماء الرجل …" الحديث النبوي يذكر سنة مادية لحدوث الذكورة والأنوثة، أخذنا نبحث عن جواب لهذا السؤال، فأرسلنا إلى فرنسا وإلى بريطانيا وإلى ألمانيا وإلى أمريكا وإلى اليابان نبحث عمن يجيبنا عن هذا السؤال، فكان الجواب بالنفي في العام قبل الماضي.

وفي العام الماضي بدأنا نجد بداية جواب في "عالم الحيوان" …قالوا: إن هناك شيئا يشير إلى هذا .. ليس في الإنسان ولكنه في الحيوان .. فقد وجدوا في بعض الحيوانات إفرازات الذكر قلوية والأنثى حمضية .. فإذا التقى الماءان وتغلبت الحموضة التي للأنثى على القلوية التي للذكر فإن الفرصة تتاح لأن يلقح الحيوان المنوي الذي يحمل الأنوثة، ولا تتاح الفرصة للحيوان المنوي الذي يحمل الذكورة. أي إذا غلبت صفة الحموضة (التي هي من خصائص الأنثى) كان الناتج أنثى، وإذا غلبت "خصائص الذكورة القلوية" كان الناتج ذكراً، فجربوها في فرنسا على الأبقار لزيادة الإناث فحققت نتائج 70% ثيران و30% أبقار .. فأرجؤوا التجارب .. هم في بداياتهم .. وفي العام الماضي جاءنا هذا الخبر، ففي المؤتمر الطبي الذي عقد بالدمام "جامعة الملك فيصل" حضره مجموعة من مشاهير العلماء في العالم فقالوا: لا يوجد سوى شخص واحد يستطيع أن يجيبكم عن هذا السؤال .. قلنا: من هو؟ قالوا: هو البروفيسور "سعد حافظ" مسلم مصري .. أين هو؟ قالوا: في أمريكا .. لم يكن بالمؤتمر، تقابلنا معه بعد ذلك. وقلنا له: عرفنا بنفسك قال: مؤسس علم جديد في العالم أسمه: "علم العقم عند الرجل" .. وأنه رئيس مجلتين علميتين في أمريكا، وله 34 كتاباً، وقد عكف على دراسة "العلاقة بين ماء الرجل وماء المرأة" عشر سنوات مستخدماً الميكروسكوب الإلكتروني والكمبيوتر و "صدفة" وصلت إلى النتيجة التي نقولها في هذا الحديث!! "حقيقة صحيحة 100%" ماء الرجل قلوي، وماء المرأة حمضي، فإذا التقى الماءان وغلب ماء المرأة ماء الرجل، وكان الوسط حامضياً، تضعف حركة الحيوانات المنوية التي تحمل خصائص الذكورة، وتنجح الحيوانات المنوية التي تحمل خصائص الأنوثة في تلقيح البييضة، فيكون المولود أنثى، والعكس صحيح! سبحان الله!!

وقلت: إن هذا ذكر في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم .. قال: هذا صحيح 100%، ولكن لعلمكم هو لا يزال سراً علمياً إلى الآن لا يعلمه أحد في العالم، وما زال في أدراجي في الجامعة، ولم آخذ إذناً من الجامعة لنشره، ولكن تقدم أبحاثكم هو الذي أرغمني على أن أحدثكم عن هذا السر .. قلنا له: الذي أخبرتنا عنه هو حالة واحدة من "ست حالات" ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم وشرحها علماء المسلمين لتحديد العلاقة بين ماء الرجل وماء المرأة، فقال بلهجته المصرية: "أبوس إيدك قل لي ما هي؟! " فأقول لكم غداً: "أبوس إيديكم" "لا تصدقوا الصحف" فإنهم سيضخمون الأمور وسيكبرونه، واعلموا أن الأمر مرهون بمشيئة الله سبحانه وتعالى (1)

http://www.lahaonline.com/Studies/QandA/a1-24-02-2004.doc_cvt.htm

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير