تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و كل علة منهما تفي بالمطلوب فيثبت بوجودها الحكم و لا يشترط وجود كلا العلتين حتى يثبت تحريم الصور لأنهما من باب تعدد العلل لا من باب العلة المركبة التي لا يثبت الحكم إلا باكتمال أوصافها جميعا.

الدليل الخامس: عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: سمعت أبا طلحة، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب، ولا صورة تماثيل ".

و صورة نكرة في سياق النفي فتعم فمن اخرج التماثيل و الصور المعلقة فعليه الدليل و إن قال بأن الصحابة عملوا بهذا قيل قد ذكرنا سابقا أن بعض الصحابة فهموا من طمس الصور و تغييرها العموم إلا ما خصه الدليل و عملوا بهذا فكيف يقال إذا بالإجماع و أما ترك التماثيل و الصور كإيوان كسرى و أبو الهول فسنبين حقيقة تركها و هل يحتج بمثلها في طرح القطعي الدلالة و الثبوت.

الدليل السادس: عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم البيت، فوجد فيه صورة إبراهيم، وصورة مريم، فقال " أما لهم، فقد سمعوا أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة، هذا إبراهيم مصور، فما له يستقسم ".

و هذا الحديث في فتح مكة حين دخل النبي صلى الله عليه و سلم البيت الحرام فالنبي صلى الله عليه و سلم بين النهي عن الصور بعدم دخول الملائكة مع أن المشركين كانوا يتخذون الصور و يعبدونها من دون الله تعالى فدل على أن لتحريم الصور علل أخرى غير عبادتها من دون الله.

الدليل السابع: عن أبي زرعة، قال: دخلت مع أبي هريرة دار مروان بن الحكم , فإذا بتماثيل. فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: " ومن أظلم ممن ذهب يخلق خلقا كخلقي , فليخلقوا ذرة , أو ليخلقوا حبة , أو ليخلقوا شعيرة "و الحديث أخرجه الطحاوي بإسناد حسن.

أبو هريرة رضي الله عنه فهم من حديث النبي صلى الله عليه و سلم أن التحريم على العموم و لم يقل أن هذه التماثيل لم تتخذ للعبادة أو لم يرد بها العبادة فتجوز.

الدليل الثامن: عن سعيد بن أبي الحسن قال: كنت عند ابن عباس إذ جاءه رجل فقال: يا ابن عباس إني رجل إنما معيشتي من صنعة يدي وإني أصنع هذه التصاوير فقال ابن عباس: لا أحدثك إلا ما سمعت من رسزل الله صلى الله عليه و سلم سمعته يقول: من صور صورة فإن الله يعذبه حتى ينفخ فيها الروح وليس بنافخ فيها أبدا فربا الرجل ربوة شديدة يعني انتفخ من الغيظ والضيق فقال ابن عباس ويحك إن أبيت إلا أن تصنع فعليك بهذا الشجر وكل شيء ليس فيه روح) أخرجه البخاري ومسلم والنسائي وأحمد.

فهذا ابن عباس فهم من حديث النبي صلى الله عليه و سلم العموم فهذا المصور لم يكن يصنع التصاوير حتى تعبد من دون الله تعالى و مع ذلك لم يمنع ابن عباس من بيان أن عمله هذا يدخل في عموم حديث النبي صلى الله عليه و سلم و لو كان هذا جائزا لما وجهه إلى تصوير الشجر و ما لا روح له.

فكيف إذا صورت ثم علقت فهل يقول أحد أن ابن عباس يرى جواز هذا و أنه داخل في الإجماع الذي ذكره الأخ الأمين.

الدليل التاسع: عن أبي هريرة قال: استأذن جبريل عليه السلام , على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " ادخل " فقال: " كيف أدخل , وفي بيتك ستر , فيه تماثيل خيل ورجال؟ فإما أن تقطع رءوسها , وإما أن تجعلها بساطا , فإنا معشر الملائكة لا ندخل بيتا فيه تماثيل " الحديث أخرجه الطحاوي بإسناد حسن.

فهاهم الملائكة عليهم السلام لم يدخلوا بيت النبي صلى الله عليه و سلم لما رأوا سترا فيه صور رجال و خيل و كان الستر معلقا و لم يقولوا أن النبي صلى الله عليه و سلم لا يتخذها للعبادة من دون الله حاشاه من ذلك بأبي هو و أمي لذا جاز لنا الدخول بل لم يدخلوا و إن كان بيت النبي صلى الله عليه و سلم و لم يدفعهم حبهم لخليل الرحمن من دخول البيت مع وجود الصور.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير