ثَبِّتْ لي عرش المسألة لننقش عليه بعد ذلك، وكل كلامٍ ذكرتَه حضرة الأستاذ لا عبرة به، ويُعدُّ في الكلام مهجورًا إذا لم يَرِدْ بإسنادٍ صحيح، وهذا معلوم لكم، ولا أراكم تخالفون فيه.
فهل عندكم إسناد موصول صحيح يقول بهذا الذي ذكرتموه؟
والأمر دين، وفي كلامك اتهام خطير للصحابة الكرام رضي الله عنهم لن نقبله منك حتى تأتينا ببرهان مبين بإسنادٍ ثابتٍ متين، بعيدًا عن الأقوال المرسلة لأصحاب التواريخ وكتب التراجم والبلدان، فأنت تعرف ما فيها من بلاء يحتاج إلى تنقيح، وهذا تاريخ ديننا لن نقبل منك تشويهه بحال من الأحوال، ولئن كتمت في صدري ما كان في ترجمة الأمام مالكٍ رحمه الله فلن أكتم شيئًا هذه المرة، فالأمر يتعلق بالصحابة الكرام رضي الله عنهم، وأنت خبير بارك الله فيك بمنزلتهم، فهم حملة الدين ورواة القرآن والسنة.
فهيا اذكر إسنادك بما ذكرتَ وإلا فاطلب من إدارة الملتقى حذف هذا الكلام فورًا وبلا تردد، إذ فيه اتهام صريح للصحابة بالسكوت على مثل هذا المخالفات التصويرية والتمثالية، وحاشاهم من هذا كله.
والسؤال الثاني: ما دليلك على أنهم رأوا هذه الأشياء وقدروا (لاحظ هذه جيدًا: وقدروا) على تغييرها ثم تركوها ولم يفعلوا؟
هات الدليل مشكورًا بإسناده الثابت الصحيح الموصول، ولا تأتني بقول الواقدي أو سيف بن عمر أو الطبري أو ابن الأثير وغيرهم مِمَّنْ لم يشهد هذه الأمور، ولا حضر هذه الوقائع، ولا ندري عَمَّنْ أخذوها، أمن ثقة أم مجروح كذاب؟
والسؤال الثالث: ما الدليل على حصر العلة في حرمة التصوير في التقديس؟
وهل يجوز تخصيص العام بلا مخصص مقبول؟
والسؤال الرابع: هل ثبت عندك بالدليل القاطع أن سعدًا رضي الله عنه قد عَلِمَ قول النبي صلى الله عليه وسلم المحرم للصور، خاصةً حديث علي رضي الله عنه وغيره، ثم تركَ سعدٌ رضي الله عنه هذه الصور والتماثيل بعد عِلْمه بالحرمة؟
ولابد هنا من إثبات الدليل كالشمس، ففي عدم وجود الدليل في هذه المسألة بالذات يعني الطعن في سعدٍ خاصة، وتركه العمل ببعض ما علمه من الشريعة الغراء، وفي هذا ما فيه كما أنت خبير.
وحاشا سعد من هذا كله، وأبرأ إلى الله عز وجل أن يُنْسب إليه شيءٌ من ذلك.
وسأكتفي بهذه الأسئلة الموجهة للأستاذ الأمين.
على أمل الرد السريع منه، واعدًا له بكل مساعدة وخير في إكمال المسيرة في هذا الموضوع خاصة إذا جاء لنا بأسانيد واضحة صحيحة كالشمس تجيب عن الأسئلة الموجهة إلى فضيلته، وإلا فعليه مشكورًا أن يطلب من إدارتنا الغراء حذف الموضوع بجملته وتفاصيله، وأن يتق الله في إخوانه، ويجلس على الموضوع ثانيةً لتحريره.
والشكر موصول لجميع المشاركين والمشرفين والإداريين في هذا الملتقى الكريم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[16 - 06 - 04, 05:57 ص]ـ
الأخ أو الأخت "كلمات"
1 - أرجو التوضيح إن كنت ذكراً أو أنثى، فإسمك لا يساعد على المعرفة، إذ هو إسم مؤنث.
2 - بئس هذا الإرهاب الفكري "وإلا فاطلب من إدارة الملتقى حذف هذا الكلام فورًا وبلا تردد" أفإن عجزتم عن الرد لجأتم للحذف؟
3 - أعود لأطرح سؤال من جديد: لماذا أبقى الصحابة الصور في قصر كسرى؟
فمن الواضح جداً لكل عاقل أنهم دخلوا قصر كسرى. وهل شك أحد في ذلك أصلاً حتى تسألين سؤالك؟ من البديهي جداً أنهم سيدخلون إلى قصر كسرى ويأخذون كنوزه. والصور الجدارية واضحة جداً. ومن السهل الأمر بطلاء الجدران لو أرادوا ذلك.
4 - أما التفريق بين الأصنام التي تعبد والصور التي لا تعبد فقد ذكرناه أعلاه.
ـ[كلمات]ــــــــ[16 - 06 - 04, 05:58 ص]ـ
وبعد ما ذكرتُه في المشاركة السابقة هنا مباشرة من مساس الأمر بجناب الصحابة الكرام رضي الله عنهم:
أطلب من الأخوة الكرام التوقف عن تتبع أطراف الموضوع؛ لأن في تتبعهم لأطرافه، ومناقشتهم لمسائله: ما يعني ضمنًا تسليمهم بوقوع هذا فعلاً وصحته عن سعدٍ والصحابة رضي الله عنهم، وأنا أُبَرِّأ الأخوة الكرام من هذا التسليم الضمني.
ولذا فهذه أولى دعواتي المعلنة الصريحة أرجو الله عز وجل أن يفتح لها القلوب والآذان، وأن تجد قبولاً لدى الأستاذ محمد الأمين قبل غيره من الناس؛ إذ الأمر دين، وكلنا حريص على الدين، وجميعنا أخوة في الإسلام همنا سلامة الدين من كل ما يشينه أو يلحق به أو يطعن في جناب الصحابة الكرام رضي الله عنهم.
وقد علمتم سلفًا أن الموضوع يمس جناب الصحابة من الحيثية المذكورة آنفًا، وحاصلها: أنهم قد هدموا التماثيل في مكان دون آخر، ففرقوا بين الأماكن في تنزيل النصوص، وأنهم قد عَلِموا الحكم الشرعي ولم ينفذوه، وأنهم قد بدلوا وغيروا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقيموا ما أمرهم به من طمس الصور والتماثيل التي كانوا يطمسونها وهو حيٌّ بين أظهرهم صلى الله عليه وسلم ... إلخ هذه الحيثيات والمطاعن.
ولذا: أرجو رجاء صادقًا أن يكتب لنا أحد المشرفين بارك الله فيهم موعدًا يحدده للسيد محمد الأمين، ليأتي لنا بالأدلة الدامغة والأسانيد الواضحة الصريحة الصحيحة الثابتة بما ذكره من أقوال، وإلا حُذِفَ الموضوع جملةً وتفصيلا.
وأرجو الجميع بارك الله فيهم عدم التهاون في هذه المسألة لما علمتموه بارك الله فيكم.
والأمر بين أيديكم وسيرى الله عملكم.
والشكر موصول لكم جميعًا.
¥