تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الأول: إن النون أصلية فيكون من الشطن وهو البعد فالشيطان بعد عن الخير أو من الحبل الطويل أي أنه طال في الشر.

الثاني: النون زائدة فيكون من شاط يشيط إذا هلك أو من استشاط إذا احتد والتهب.

وقد رجح الطبري الأول.

وقال ابن كثير: " الشيطان في الغة العرب مشتق من شطن إذا بعد فهو بعيد بطبعه عن طباع البشر وبعيد بفسقه عن كل خير ".

وقيل مشتق من شاط لأنه مخلوق من نار.

ومنهم من يقول: كلاهما صحيح في المعنى ولكن الأول أصح وعليه يدل كلام العرب.

وقال سيبويه: العرب تقول: تشيطن فلان إذا فعل فِعل الشياطين

ولو كام من شاط لقالوا: تشيط فالشيطان مشتق من البعد على الصحيح ولهذا يسمون كل من تمرد من جني وإنسي وحيوان شيطان.

فكلمة شيطان على هذا عربية فصيحة خلافاً لمن زعم غير ذلك.

والله تعالى أعلم

إطلاق لفظ الشيطان على كل متمرد

قال بعض المفسرين: إن جميع الشياطين أولاد إبليس إلا أن الذي يوسوس للإنس يسمى شيطان الإنس والذي يوسوس للجن يسمى شيطان الجن.

وهذا القول فيه نظر والحق أن لفظ الشيطان يطلق على كل متمرد من الإنس والجن والدواب وهذا ما ذلت عليه النصوص الشرعية فيطلق الشيطان على إبليس لبعده عن الحق وتمرده عليه قال تعالى: " فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه "

والمراد بالشيطان هنا إبليس

أما إطلاق لفظ الشيطان على كل متمرد من الإنس والجن فدل عليه قوله تعالى: " وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً "

قال الطبري في تفسير هذه الآية: " معنى به أنه جعل مردة الإنس والجن لكل نبي عدواً يوحي بعضهم إلى بعض من القول ما يؤذيهم به.

وقال في موضع آخر: والشيطان في كلام العرب كل متمرد من الجن والإنس والدواب وكل شيء وكذلك قال ربنا جل ثناؤه: " وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن " فجعل من الإنس شياطين مثل الذي جعل من الجن.

ومن السنة ما رواه أبو ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا أبا ذر تعوذ بالله من شياطين الإنس والجن " فقلت: أو للإنس شياطين؟ قال: " نعم ".

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يتبع حمامة فقال: " شيطان يتبع شيطانة "

أما إطلاق لفظ الشيطان على المتمرد من الحيوان فيدل عليه ما رواه عبد الله بن الصامت عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا قام أحدكم يصلي فإنه يستره إذا كان بين يديه مثل آخر الرحل فإن لم يكن بين يديه مثل آخرة الرحل فإنه يقطع صلاته الحمار والمرأة والكلب الأسود ".

قلت يا أبا ذر ما بال الكلب الأسود من الكلب الأحمر من الكلب الأصفر؟ قال: يا ابن أخي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني فقال: " الكلب الأسود شيطان ".

فالكلب الأسود شيطان الكلاب كما أن الجن تتصور بصورته كثيراً

قال أبو جعفر الطبري: وإنما سمي المتمرد من كل شيء شيطاناً لمفارقته أخلاقه وأفعاله أخلاق سائر جنسه وأفعاله وبعده عن الخير.

وقال ابن كثير: فالصحيح ما تقدم من حديث أبي ذر أن للإنس شياطين منهم وشيطان كل شيء مارده ولهذا جاء في صحيح مسلم عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الكلب الأسود شيطان "

ومعناه والله أعلم: شيطان في الكلاب.

ونقل الطبري وغيره عن بعض المفسرين أنهم قالوا: " إن من الجن شياطين ومن الإنس شياطين وإن شيطان الجن إذا أعياه المؤمن ذهب إلى متمرد من الإنس وهو شيطان الإنس فأغراه بالمؤمن ليعينه عليه.

وأورد القرطبي عن مالك بن دينار أنه قال: شياطين الإنس تغلب شياطين الجن إن شيطان الإنس أشد عليّ من شيطان الجن لأني إذا تعوذت بالله ذهب شيطان الجن عني وشيطان الإنس يجيئني فيجرني إلى المعاصي عياناً.

الفرق بين إبليس والجن والشياطين

اختلف العلماء في علاقة إبليس بالجن والشياطين على ثلاثة أقوال هي:

الأول: أن إبليس هو أبو الجن مؤمنهم وكافرهم، وكفارهم هم الشياطين وعلى هذا فإبليس هو أصل الجن والشياطين ومصدرهم.

الثاني: أن إبليس هو أبو الشياطين وأصلهم أما الجن فإن أصلهم هو الجان الوارد ذكره في قوله تعالى ((والجان خلقناه من قبل من نار السموم))

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير