تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الثالث: أن إبليس ليس هو أبا للجن ولا للشياطين وإنما هو واحد من الجن بدليل قوله تعالى: ((إلا إبليس كان من الجن))

قال بدر الدين العيني: " اختلف في أصلهم فعن الحسن أن الجن ولد إبليس ومنهم المؤمن والكافر، والكافر يسمى شيطان.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: هم ولد الجان وليسوا شياطين منهم الكافر والمؤمن وهم يموتون والشياطين ولد إبليس لا يموتون إلا مع إبليس وقد روي عن ابن عباس أن الجان في الآية هو إبليس.

ولعل الراجح هو القول الأول: فإن الجان في قوله تعالى: " والجان خلقناه من قبل من نار السموم "،، هو إبليس على الصحيح.

قال الطبري في تفسير الآية: وعنى بالجان ههنا إبليس أبا الجن يقول تعالى ذكره وإبليس خلقناه من قبل الإنسان من نار السموم ".

وعن الحسن البصري قال: ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين قط وإنه لأصل الجن كما أن آدم أصل الإنسان.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ولم يكن في المأمورين بالسجود أحد من الشياطين لكن أبوهم إبليس هو كان مأموراً فامتنع وعصى.

وفي موضع آخر قال: وأيضاً فإبليس الذي هو أبو الجن لم يكن معصيته تكذيباً.

وقال أيضاً: والشياطين هم مردة الإنس والجن وجميع الجن ولد إبليس.

وقد جزم ابن القيم بأن إبليس أبو الجن في أكثر من موضع.

وقال ابن حجر في حديثه عن الجن: فقد اختلف في أصلهم فقيل إن أصلهم من ولد إبليس فمن كان منهم كافراً سمي شيطاناً.

وقيل: إن الشياطين خاصة أولاد إبليس وما عداهم ليسوا من ولده.

ثم رجح أن أصلهم من ولد إبليس وأن الشياطين والجن لمسمى واحد وإنما صارا صنفين باعتبار الكفر والإيمان فلا يقال لمن آمن منهم إنه شيطان.

وقال الرازي: والأصح أن الشيطان قسم من الجن فكل من كان منهم مؤمناً فإنه لا يسمى بالشيطان، وكل من كان منهم كافلااً يسمى بهذا الاسم.

وممن رجح ذلك أيضاً السعدي رحمه الله في تفسيره.

والله تعالى أعلم

مادة خلقه

خلق الله سبحانه وتعالى إبليس من نار وقد دل على ذلك القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.

فمن القرآن الكريم.

قوله تعالى: " قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين "

وقال تعالى: " والجان خلقناه من قبل من نار السموم ".

قال أبو جعفر الطبري: " واختلف أهل التأويل في معنى نار السموم فقال بعضهم هي السموم الحار التي تقتل ونسب هذا القول إلى ابن عباس رضي الله عنهما ثم قال: وقال آخرون: يعني بذلك من لهب النار ونسبه إلى الضحاك وغيره وقال بعضهم: الحرور بالنهار والسموم بالليل.

وقال عبد الرحمن بن سعدي: " من نار السموم " أي من النار الشديدة الحرارة.

قال تعالى: " وخلق الجان من مارج من نار "

أي من طرف لهبها وخالصها كما روى ذلك ابن كثير عن ابن عباس وعكرمة ومجاهد وغيرهم.

وروى البغوي عن مجاهد أنه قال: هو ما اختلط بعضه ببعض من اللهب الأحمر والأصفر والأخضر الذي يعلو النار إذا أوقدت.

أما من السنة النبوية:

فقول النبي صلى الله عليه وسلم: " خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم ".

ومعنى " خلق الجان من مارج من نار " أي من نار مختلطة بهواء مشتعل والمرج الاختلاط فهو من عنصرين هواء ونار كما أن آدم من عنصرين تراب وماء عجن به فحدث له اسم الطين كما حدث للجن اسم المارج.

أصل إبليس:


اختلف العلماء في أصل إبليس وهل هو من الملائكة أو من الجن؟ على قولين:

القول الأول:

إن إبليس من الجن وليس من الملائكة.

القول الثاني:

إنه من الملائكة فلما استكبر وأبى عن السجود لآدم عليه السلام أُبلس من الخير وصار شيطاناً.

الراجح:

القول الأول، الذي يقول إن إبليس من الجن وليس من الملائكة ودليل ذلك ما يلي:

1 - إخبار الله تعالى في كتابه الكريم بأنه خلق إبليس من نار.

قال تعالى: " قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين "

وثبت في السنة قوله صلى الله عليه وسلم إن الملائكة خلقت من نور (خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار) فدل ذلك على اختلاف أصليهما إذ في حديث واحد فرق الرسول صلى الله عليه وسلم بين المادة التي خلقت منها الملائكة وهي النور والمادة التي خلق منها الجان وهي مارج من نار.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير