تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فإبليس قاس نفسه على أصله وهو النار وقاس آدم على أصله وهو الطين ثم زعم أن النار خير من الطين وبالتالي يكون هو خيراً من آدم على حد زعمه وهو قياس فاسد لأنه معارض لكلام رب العالمين.

فساد قياس إبليس:

حجة إبليس في امتناعه عن السجود بقوله: " أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين "

حجة باطلة لأنه عارض النص بالقياس ولهذا قال الحسن البصري في تفسير هذه الآية قاس إبليس وهو أول من قاس.

وقال ابن سيرين: أول من قاس إبليس وما عبدت الشمس والقمر إلا بالمقاييس.

فهو قاس قياساً فاسداً في مقابلة نص قوله تعالى: " فقعوا له ساجدين "

فشذ من بين الملائكة لترك السجود فأخطأ قبحه الله في قياسه ودعواه أن النار أشرف من الطين.

قال ابن سعدي: وهذا القياس من أفسد الأقيسة.

وهوباطل من وجوه:

1 - أن الطين من شأنه الرزانة والحلم والثبات والأناة ولهذا نفع آدم عنصره بالرجوع والإنابة والانقياد والاستسلام لأمر الله تعالى وطلب التوبة والمغفرة.

== أما النار فمن شأنها الإحراق والطيش والحدة والاضطراب ولهذا خان إبليس عنصره فأبى واستكبر وشقي.

2 - أن النار طبعها الفساد وإتلاف ما تعلقت به بخلاف التراب

3 - أن التراب يتكون فيه ومنه أرزاق الحيوان وأقواتهم ولباس العباد وزينتهم وآلات معاشهم ومساكنهم

== والنار لا يتكون فيها شيء من ذلك.

4 - أن التراب ضروري للإنسان والحيوان فالحيوان لا يستغني عنه البتة ولا عما يتكون فيه ومنه.

== والنار يستغني عنها الحيوان وقد يستغني عنها الإنسان الأيام والشهور فلا تدعوه إليها الضرورة.

5 - أن التراب إذا وضع فيه القوت أخرجه أضعاف أضعاف ما وضع فيه فمن بركته يؤدي إليك ما تستودعه فيه مضاعفاً.

== ولو استودعته النار لخانتك وأكلته ولم تبق ولم تذر.

6 - أن الطين قائم بنفسه فلا يحتاج إلى حامل.

== أما النار فإنها لا تقوم بنفسها بل هي مفتقرة إلى محل تقوم به يكون حاملاً لها فالطين أكمل منها لغناه وافتقارها.

الجنة التي أسكنها الله تعالى آدم عليه السلام:

اختلف العلماء في الجنة التي أسكنها الله تعالى آدم أهي جنة الخلد أم لا؟

وهل هي جنة في السماء أو من جنات الأرض؟

والحق أن الجنة التي أسكنها الله تعالى آدم وزوجه هي جنة الخلد لقوله تعالى: " يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة " إلى قوله " اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم غي الأرض مستقر ومتاع إلى حين "

فقد أخبر سبحانه وتعالى أنه أمرهم بالهبوط وأن بعضهم عدو لبعض وأن لهم في الأرض مستقراً ومتاعاً إلى حين وهذا يبين أنهم لم يكونوا في الأرض وإنما أهبطوا إلى الأرض فإنهم لو كانوا في الأرض وانتقلوا إلى أرض أخرى كانتقال موسى من أرض إلى أرض لكان مستقرهم ومتاعهم إلى حين في الأرض قبل الهبوط وبعده.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " والجنة التي أسكنها آدم وزوجه عند سلف الأمة وأهل السنة والجماعة هي جنة الخلد ومن قال إنها جنة في الأرض بأرض الهند أو بأرض جدة أو غير ذلك فهو من المتفلسفة والملحدين أو من إخوانهم المتكلمين المبتدعين فإن هذا يقوله من يقوله من المتفلسفة والمعتزلة.

والكتاب والسنة يرد هذا القول وسلف الأمة وأئمتها متفقون على بطلان هذا القول والنصوص في ذلك كثيرة وكذلك كلام السلف والأئمة.

قال ابن كثير: والجمهور على أنها هي التي في السماء وهي جنة المأوى لظاهر الآيات والأحاديث كقوله تعالى " وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة "

والألف واللام ليست للعموم ولا لمعهود لفظي وإنما تعود على معهود ذهني وهو المستقر شرعاً من جنة المأوى.

هل دخل إبليس الجنة بعد طرده؟


قال بعض أهل العلم إذا كانت الجنة التي أسكنها الله تعالى آدم وزوجه هي جنة الخلد فكيف تمكن إبليس من دخولها؟ إذ أزلهما عنها وأخرجهما مما كانا فيه؟

وأجيب عن ذلك بأجوبة منها:

1 - أنه منع من دخول الجنة مكرماً أما على وجه الإهانة فلا يمتنع.

2 - كان دخوله مروراً لا استقراراً.

3 - يحتمل أنه وسوس لهما وهو واقف على باب الجنة أو خارجها.

4 - يحتمل أنه وسوس لهما وهو في الأرض وهما في السماء.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير