تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والحديث يدل على أن الحجامة تفطر الصائم ويدل أيضاً أن الحاجم والمحجوم يفطران أيضاً أما الحاجم فربما دخل جوفه شئٌ من الدم وأما المحجوم فلأن استفراغ الدم من جسم الإنسان مضعف له ومنهك ومن ثم كان استخراج الدم من البدن إذا كان كثيراً مفطراً من المفطرات، وهذا مذهب الإمام أحمد رحمه الله واختار هذا شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وعزى شيخ الإسلام هذا القول إلى أكثر الفقهاء وفي قول الشيخ رحمه الله بأن هذا قول أكثر الفقهاء نظر ظاهر فجماهير العلماء على أن الحجامة لا تفطر الصائم مطلقاً منهم الإمام أبو حنيفة ومالك والشافعي وهو قول عامة الصحابة والتابعين بل قال بعض الأئمة الكبار لا أعلم أحداً من الصحابة والتابعين قال بأن الحجامة تفطر وهذا قول أنس بن مالك وابن عمر وأبي سعيد الخدري وغيرهم.

قال البخاري رحمه الله حدثنا آدم ابن أبي إياس قال حدثنا شعبة عن ثابت البناني قال سئل أنس بن مالك أكنتم تكرهون الحجامة للصائم قال لا إلا من أجل الضعف.

وروى أبو داود في سننه بسند صحيح عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال حدثني بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم (نهى عن الوصال والحجامة للصائم ولم يحرمهما إبقاءًا على أصحابه).

وروى الإمام ابن خزيمة في صحيحه من طريق خالد الحذاء عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (رخص للصائم في الحجامه والقبلة) وهذا سند صحيح إلى أبي سعيد رضي الله عنه وله حكم المرفوع لأنه لا يرخص أحدٌ في الحجامة والقبلة إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو الذي رخص فيهما والرخصة تقابلها العزيمة فأفاد هذا نسخ حديث شداد بن أوس السابق وأن الحجامة كانت تفطر في أول الأمر ثم نسخ الأمر باحتجام الرسول صلى الله عليه وسلم وهو صائم كما في البخاري عن ابن عباس كما سبق ذكره.

وبحديث عبد الرحمن ابن أبي ليلى عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ويوضح هذا أيضاً ما ذكره المؤلف رحمه الله هنا: (حديث أنس).

623/ وعن أنس بن مالك قال: (أو ما كرهت الحجامة للصائم: إن جعفر بن أبي طلب احتجم وهو صائم، فمر به النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (أفطر هذان) ثم رخص النبي صلى الله عليه وسلم بعد في الحجامة للصائم، وكان أنس يحتجم وهو صائم.

هذا الخبر رواه الإمام الدارقطني رحمه الله من طريق عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا خالد بن مخلد القطواني قال حدثنا عبد الله بن المثنى عن ثابت البناني عن أنس بن مالك رضي الله عنه به.

وقال الإمام الدارقطني رحمه الله في سننه رجاله ثقات ولا أعلم له علة.

تعقبه الإمام ابن عبد الهادي رحمه الله فقال هذا خبر منكر لا يصح الاحتجاج به وقال عن هذا الإسناد بأنه شاذ والسبب في ذلك أنه ما يعرف في دواوين الإسلام المعروفة كمسند الإمام أحمد والصحيحين والسنن الأربعة وموطأ مالك ومصنف ابن أبي شيبة وإنما تفرد به الإمام الدارقطني رحمه الله، ثم إنه أيضاً قد تكلم في خالد بن مخلد القطواني وذلك أنه يتفرد عن الثقات، وكذلك تكلم في عبد الله بن المثنى فإنه وإن كان من رجال الصحيحين إلا أنه قد يهم وأصحاب ثابت البناني الكبار لم يذكروا هذا الخبر.

وأيضاً يقال لو كان مثل هذا الخبر ثابتاً والأمة تحتاج إليه لجاء من غير وجه ولكن عنه عندما سبق ذكره من الأخبار على كون الحجامة في حق الصائم منسوخة وأن استخراج الدم في نهار رمضان لا يفطر مطلقاً سواء كان كثيراً أوقليلاً وسواء كان عمداً أم سهواً الحكم واحد والله أعلم.

http://www.aliman.org/bokus/blogmram.htm

ـ[الحليصي]ــــــــ[11 - 07 - 04, 03:09 م]ـ

الاخ احسان بارك الله في جهودك الطيبة وجعلها الله في موازين اعمالك ولكن هل من تخريج موسع لاحاديث الباب سواءً احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم او اثار الصحابة حول هذا الموضوع

ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[13 - 07 - 04, 11:02 ص]ـ

الحمد لله الذى جعل الدعائم للإسلام أركانا، ومحبة الرسول على الإيمان دليلاً وبرهانا، فأما الذين اهتدوا فزادهم هدىً وعرفانا، وأذاق من طغى وتكبر من العذاب صنوفاً وألوانا، وتوعده فى الآخرة ذلاً وخزياً وهوانا. فلله كم فى الإيمان بالله من زاكيات الثَّمَرْ، وفى محبة رسول الرحمن من زاهيات الزَّهَرْ، فأهله فى الدنيا مُنَعَّمون وفى الآخرة فى جناتٍ ونَهَرْ، والصلاة والسلام الأتمان على المبعوث رحمةً وهدايةً للبشرْ، ما تعاقب الليل والنهار، ودار فى فلكيهما الشمس والقمرْ. وبعد ...

فإنى بعد فراغى من كتابى ((طوق الحمامة فى التداوى بالحجامة))، وصلتنى أسئلة كثيرة تتعلق ببعض الأمور التى أجملتُ ذكرها، ولم أرد الإسهاب فى بيانها. فكان من ألطف الأسئلة الواردة: هل شرب أحد من الصحابة دم حجامة النَّبىِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟.

تابع المقال على الوصلة التالية:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=18949

ويمكنك تحميل نسخة كتاب ((طوق الحمامة فى التداوى بالحجامة)) من الوصلة التالية:

http://www.shehata.netfirms.com

وفيه تخريج وافٍ لأحاديث ((أفطر الحاجم والمحجوم)).

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير