تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المسلمون, وأهل الإنصاف من كل أمة, ولو كان المظلوم يهوديا أو نصرانيا للزم رفع الظلم عنه, فكيف بمن عرف عنهم الخير والعلم والإصلاح, وعلى كل مؤمن أن يناصر العدل, وأن يحقق واجبه وولاءه للمؤمنين: قال تعالى "إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا" المائدة 55

ـ[حرف]ــــــــ[16 - 07 - 04, 12:26 ص]ـ

وقد سجن الشيخ وأوذي بسبب مواقفه القوية

خطبة الشيخ الددو -في السجن- يوم 01/ 08/2003

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا.

يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما

أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة.

عباد الله، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حذر من الفتن التي تموج كقطع الليل المظلم بين يدي الساعة فقد ذكر أنها يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا، وإن من الفتن المستشرية في هذا الزمان شدة الاستهزاء بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن كثيرا من أبناء المؤمنين وقعوا الآن في هذه الفتنة فهم يستهزئون بالله وآياته ورسوله صلى الله عليه وسلم ويعلنون على الملأ استهزاءهم بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه، وهذا من المنكرات والفتن المضلة التي حذر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه، وإنما يقتدي هؤلاء بأسلافهم الذين سبقوهم إلى ذلك، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج إلى تبوك خرج معه نفر من المنافقين لا يخرجهم إلا الاستهزاء بالله ورسوله والمؤمنين فتقدموا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسيره فقال بعضهم لبعض: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ولا أرغب بطونا ولا أكذب ألسنة وأجبن عند اللقاء فأنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم:" ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لاتعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين"، قال ابن عباس: فلقد رأيته -وهو مخشي بن حمير- تحت رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم ممسكا بقلادة سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم تنكبه الحجارة يقول: إنما كنا نخوض ونلعب ولا يزيد رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يقول: أبالله وآياته كنتم تستهزئون.

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أرحم هذه الأمة بها وهو أرحم الخلائق بالخلائق وقد وصفه الله بذلك فقال: " فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله"، لم يرحم هؤلاء ولم يستجب لما يقولون ولم يقبل عذرهم لأن الله سبحانه تعالى لم يعذرهم في كتابه وبين أنه إن عفا عن طائفة منهم فلا بد أن تعذب طائفة أخرى وذلك بأن يسلط عليهم سوء الخاتمة حتى يموتوا على الكفر فيستحقوا النار بذلك نسأل الله السلامة والعافية. إن من استهزأ بآيات الله وكتابه ورسوله لا بد أن يموت على سوء الخاتمة إن لم يهده الله سبحانه وتعالى ويرجع عما كان عليه ولذلك فالذين يستهزئون بهذه الآيات في زمننا هذا وأغلبهم من الجاهلين ومنهم من ليس كذلك إنما يريدون سوء الخاتمة ويتعرضون له نسأل الله السلامة والعافية ولذلك تسمعون كثيرا منهم يستهزئون بالسنن الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سواء منها ما كان يتعلق بشأن الصلاة كالقبض والضجعة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين ركعتي الفجر وصلاة الفجر وغير ذلك من السنن فتسمعهم يستهزئون بمن يقبض كأن يده تؤلمه وتجدهم يستهزئون بمن يضطجع الضجعة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقولون إنما كان يفعلها جبلة ولا يدري هؤلاء أن جبلة رسول الله صلى الله عليه وسلم هي خير للناس من جبلاتهم وقد ثبت عن النبي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير