تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الحمد لله على إحسانه والشكر له على تفضله وامتنانه واشهد أن لا إله إلا هو وحده لا شريك له تعظيما لشانه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته وإخوانه، إن الذين يدعمون هذه المزاعم الخبيثة وينشرونها في وسائل الإعلام ويتخذون لها كل وسائل الترويج إنما يناطحون صخرة عظيمة تكسر قرونهم ولا يضرون الصخرة شيئا. إنهم يطاعنون صخرة دين الله التي يتحطم عيها الأعداء في كل زمان ومكان وستبقى أبية خالدة لا يضرها هذا الطعان. إنكم تتذكرون أن بعض المستهزئين يزعمون أن الذين يدعون إلى منهج الله بالاعتدال والوسطية الذين لا تأخذهم في الله لومة لائم يعرفون المعروف وينكرون المنكر يقرون بالحق ولو كان على أنفسهم يدافعون ويصادعون عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولو أدى ذلك إلى قتلهم أو تعذيبهم. إن هؤلاء من المتطرفين ومن الذين يطعنون في الأئمة. ويلكم! هل سمعتم من يطعن في الأئمة على المنابر قط؟؟! إنكم معشر الحاضرين أهل المساجد وأئمتها فهل سمعتم قط من يطعن في الإمام مالك أو فقهه أو مذهبه على منبر من المنابر؟!. هل سمعتم هذا قط؟! إن الذي يقول ذلك إنما هو من المفترين الذين لا يفلحون " إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون".

إن الأغرب والأدهى من هذا أن يتطاول بعض عملاء وكالات الأنباء والموظفين فيها فيزعمون أنهم أولى بالإمام مالك من الأئمة والدعاة لو قالوا: "حليبات وغنيمات والطائفة" لصدقناهم في ذلك"، لكن كيف يزعمون أنهم أولى بمالك بن أنس من الذين درسوا موطأه ودرسوا كتبه وكتب أتباعه من بعده ودعوا إليها وعلموها وأفنوا أعمارهم في تعليمها وتعليم غيرها من كتب أهل العلم وهم الذين خدموا العلم وقاموا به وما زالت بقية أعمارهم حكرا عليه إلى أن يتوفاهم الله. إن هذا من البهتان العظيم وقد قال الله تعالى: " لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون". إن الله سبحانه وتعالى حذر الناس من الافتراء على المؤمنين وقال تعالى: " ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين" فلذلك من العجيب جدا أن هؤلاء عندما يظنون أنهم أولى بالإمام مالك من أهل السنة الذين هو منهم وهم منه إنما يسلكون طريق اليهود الذين زعموا أنهم أولى بإبراهيم من النبي صلى الله عليه وسلم فكذبهم الله في سورة آل عمران وأنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم: " إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والله ولي المؤمنين". كيف يكون من يعطل صفات الله وينكرها أولى بمالك من أهل السنة؟! كيف يكون من يهزأ بالسنن الفعلية التي رواها مالك وغيره من الأئمة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى به من أهل السنة؟!! كيف يكون أولى كذلك باتباع مالك من الذين ينقلون كتبهم ويدرسونها ويدرسون أدلتها معها؟! إن الذين يزعمون أنهم أولى بخليل بن إسحاق رحمه الله من أئمة المسلمين وطلبة العلم والدعاة إلى منهج الحق إنما هم من المفترين. كيف وهم يناقضون ما قاله خليل ولم يدرسوه يوما من الأيام ولا عرفوه. إن خليل رحمه الله تعالى ختم كتابه في الفقه المالكي بكتاب الجامع وختم كتاب الجامع بقوله: " ولا يجوز أن تعارض السنن برأي ولا قياس ولا يعرف عن أحد من علماء المدينة رواية خبرين اختلفا لقائل إنما يروى الذي عليه العمل". إن هذا رد من خليل بن إسحاق رحمه الله على هؤلاء المتملقين المتقولين الكاذبين وإن هؤلاء الذين يزعمون كذلك الولاية للإمام أبي محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني يعلمون أنه أثبت في مقدمة كتابه (الرسالة) في عقيدته: " وأنه فوق عرشه المجيد بذاته وهو في كل مكان بعلمه" فمن أنكر ذلك فكيف يكون أولى بابن أبي زيد من أهل السنة والجماعة السالكين لطريق الحق وكذلك يزعمون أنهم أولى بالأخضري رحمه الله من هؤلاء وهم لم يدرسوا ما قاله الأخضري، فمختصره المفيد يقول في مقدمته: " أول ما يجب على المكلف تصحيح إيمانه ثم معرفة ما يصلح به فرض عينه كأحكام الطهارة والصلاة والصيام .. " وهؤلاء لم يفعلوا ذلك فلم يصححوا إيمانهم فهم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير