تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته وإخوانه، عباد الله، إن الناس في العذر بين يدي الله سبحانه عز وجل ليسوا سواء فمن كان شابا فليس مثل الشيخ الفاني ومن كان ضعيفا فليس مثل القوي ومن كان غنيا فليس مثل الفقير فلذلك يعذر من كان جاهلا ولا يعذر من كان صاحب ثقافة وعلم ويعذر من كان ضعيفا ولا يعذر من كان قويا ثم إن ارتكاب المحرمات كذلك يتفاوت الناس في العذر فيه ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: ملك كذاب وأشيمط زان وعائل مستكبر: أي فقير متكبر، نسأل الله السلامة والعافية، فهؤلاء أدعى لئلا يقعوا في ما وقعوا فيه، فكبير السن الذي لم يبق من عمره إلا القليل وقد تزود من هذه الحياة بكل متعها وبكل ما فيها أبعد عن العذر بين يدي الله لأنه قد خاض التجارب كلها حلوها ومرها وعرف ما فيها فعلام يتعب في بقية عمره، أيريد أن تزيد كفة سيئاته قبل أن يموت وهو بذلك بتدارك بقية عمره ليرجح كفة سيئاته على كفة الحسنات إن كان فيها شيء وهذا لا شك أبعد عن الله سبحانه وتعالى وعن محبته وسبيله فلذلك لا بد، عباد الله، أن نتذكر أن بقية أعمارنا علينا أن نحسن فيها وأن نعلم أن من لم يحسن في بقية عمره فهو مخذول مصروف عن الطريق وقد صح عن النبي صبى الله عليه وسلم في السنن أنه قال: بادروا بالأعمال ستا فهل تنتظرون إلا غنى مطغيا أو فقرا منسيا أو هرما مفندا أو موتا مجهزا أو الدجال فشر غائب ينتظر أو الساعة فالساعة أدهى وأمر. إن الذين تقلبوا في المناصب وأخذوا حظهم من الحياة وهم يريدون زيادة كفة السيئات قبل الموت هذا دليل واضح أن الله خذلهم فسلك بهم ذات الشمال ولم يسلك بهم طريق الجنة بحال لأنهم لا يزالون يزدادون من الله بعدا ولا يزالون تقوم عليهم الحجة بعد الحجة وهم معرضون عن حجج الله لا يلقون لها بالا ولا يتذكرون الموقف بين يدي الملك الديان ولا يتذكرون أن أعمالهم كلها ستعرض عليهم ويقرؤونها عيانا على رؤوس الخلائق أجمعين، إن هؤلاء يعلمون لا محالة أنهم سيوقفون في ذلك الموقف لكنهم ينسون ذلك أو يتناسونه عندما يخذلهم الله فيقعون في هذه الهنات ولذلك فإن من يتذكر وقوفه بين يدي الله وقراءته لطائره وهو يحمله في عنقه وإشهاده للخلائق جميعا على ما جنته يداه، من يتذكر ذلك لا يمكن أن يتردى في مثل هذا الوحل ولا أن يقع في أتون هذا الحضيض النائي البعيد المبعد عن الله عز وجل، بوجه من الوجوه. ولذلك، عباد الله، علينا أن نخاف على أنفسنا النفاق وأن نحذر مظاهره كلها وإذا رأينا من يتصف بها علينا أن نحمد الله حين صرف ذلك عنا وعلينا أن نذكر إخواننا من المؤمنين جميعا بخطر هذا النفاق واستشرائه وانتشاره في الناس وعلينا أن نذكرهم بتفاوت الناس في العذر بين يدي الله وعلينا أن نذكرهم كذلك أن الذين يسمعون الكذب ولا ينكرونه شركاء للكاذبين فيما يقولون وقد وصف الله المنافقين بأنهم سماعون للكذب أكالون للسحت فالذي يستمع إلى هذا الكلام ويستحليه مشارك لصاحبه فيه ولذلك فإن الذين يهيئون لذلك ويعلنونه وينشرونه هم من المشاركين في الكذب الذين باعوا أنفسهم في الباطل وتردوا في هذا الوحل وهم فراش لأولئك الآخرين في طريق النار نسأل الله السلامة والعافية.

عباد الله، إن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى فيه بملائكته وثلث بكم معاشر المؤمنين فقال جل من قائل كريم: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما، اللهم صل وزد وبارك على نبينا محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، لك الحمد بكل شيء تحب أن تحمد به على كل شيء تحب أن تحمد عليه، لك الحمد في الأولى والآخرة، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين وأوهن كيد الكافرين وانصرنا عليهم أجمعين اللهم أنزل رجزك وبأسك وسخطك وعذابك على كفرة أهل الكتاب الذين يحاربون أولياءك ويصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك، اللهم لا ترفع لهم راية ولا تحقق لهم غاية واجعلهم لمن خلفهم آية وأخرجهم من بلاد المسلمين صاغرين يا ذا القوة المتين، اللهم عليك باليهود ومن هاد إليهم والنصارى ومن ناصرهم والشيوعيين ومن شايعهم، اللهم من أرادنا أو أراد

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير