العصر: وما هي الاجراءات التى قمتم بها أوتنوون القيام بها من أجل التعبير عن رفضكم للحرية المؤقتة والضغط على النظام لانهاء قضيتكم؟
الشيخ محد الحسن ولد الددو: نحن لا نملك إلا الإجرآت القانونية المعمول بها فى هذا البلد ومنها أننا طلبنا من مدير السجون أن يتركنا داخل السجن، فرفض وامتنع ثم جاء بالشرطة لإخراجنا فخرجنا ثم اعتصمنا مدة يسيرة أمام المحكمة ثم فى داخل الجامع القريب من المحكمة وكلفنا لجنة من هيئة الدفاع من المحامين بمتابعة القضية، وشكلنا لجنة كذلك لمتابعة النواحي الإعلامية من بين المعتقلين.
العصر: ماذا عن التهم الموجهة إليكم من طرف النظام وعلى ما تعتمد من وقائع وأدلة؟
الشيخ محد الحسن ولد الددو: نحن وجه إلينا أربع تهم: المؤامرة على دولة الدستور، التحريض على الفوضى، الإخلال بالأمن الداخلي والخارجي، والعمل في جمعيات غير مرخصة ... وكل هذه التهم بعيدة جدا من الملفات ومن الأسئلة التى وجهت إلينا وحتى من محاضر الشرطة ومن تقرير مدير الأمن الذي أحالنا إلى المحكمة وليست لديها أي وقايع يمكن أن تكون شبهة يبنى عليها فضلا عن أن تكون براهين وأدلة. وقضينا أربعة شهور من الإعتقال خلالها كانوا يبحثون عن أي دليل يديننا فلم يستطيعوا أن يجدوا شيئا.
العصر: قضيتم أربعة أشهر فى السجن ومورست خلال هذه الفترة الوان من الظلم والتعسف ضدكم .. كيف تقومون وقوف المجتمع وهيئاته المدنية إلى جانبكم مدافعين عن قضيتكم العادلة؟
الشيخ محد الحسن ولد الددو: بالنسبة لهذا المجتمع بطبعه شعب أبي يقف مع المظلوم دائما وكان وقوفها معنا محل إجماع بين هيئاته وشخصياته ومؤسساته وحتى أطر الدولة الرسميين وحتى رجال الأمن والجيش والسجانين ولذلك فى ملفي أنا سألنى مدير الأمن لماذا يقف معكم جميع الموريتانيين حتى ولو خالفوكم فى الفكر والاعتقاد؟ .. فقد وجدنا من هذا المجتمع كل دعم وكل وقوف صادق إلى جانبنا.
العصر: في بداية وجودكم فى سجن "بيلا" كنتم تقومون بنشاط دعوي تجاوز حدود السجن ليصل إلى كل مكان ثم توقف أو أصبح محدودا بعد ذلك .. لماذا توقف؟
الشيخ محد الحسن ولد الددو: اتخذ قرار بمنعنا من إقامة الدروس، فكنا فقط نخطب خطبة الجمعة ونسجلها خلسة واستطعنا، والحمد لله أن نسجلها ونوصلها إلى خارج السجن رغم الحراسة المشددة علينا، وبعض الدروس سجل ولكن لم يخرج عن السجن.
العصر: تناقلت وسائل الإعلام خبر شكوي تقدمت به ضدكم منظمة كاريتاس بسبب نشاطكم الدعوي داخل السجن حيث يوجد من تشرف عليه هذه المنظمة التنصيرية من الأطفال، فماذا عن هذه القضية؟
الشيخ محمد الحسن ولد الددو: بالنسبة للسجن فى الأصل معد للقاصرين من الأحداث غير البالغين أو الذين هم قريبو عهد بالبلوغ وقد وجدنا فى السجن أعدادا منهم وجدنا بعضهم قد رسم بالنار على جسده صورة الصليب أو رسموه بالوشم وبعضهم يعلقون فى أعناقهم صورا ومجسمات ورموزا فكان الإخوة يقدمون لهم دروسا ونصايح وكذلك بعض الخدمات من ملابس ونفقة وأفرشة فحصلت ألفة ومحبة والحمد لله تخلصوا مما كانوا يعلقونه فى أعناقهم وحفظ بعضهم صورا من القرآن وبعض الأحاديث الشريفة وبعض الكتب المفيدة والتزموا ولله الحمد فتأثرت المنظمات التنصيرية التى كانت تقوم على حالهم فطلب أصحابها منا نحن أن نكف عن نشاطنا بين الأطفال فرفضنا ودعوناهم للحوار فرفضوا ثم سمعنا أن مندوبهم رفع شكوى منا إلى الوزير الأول وطالبه فيه بترحيلنا عن ذلك السجن إلى مكان آخر ولكن لم يفعل.
العصر: ذكرتم فى المؤتمر الصحفي الذي عقدتموه بعد خروجكم من السجن أن العديد من الشخصيات السياسية والقبلية قد زاروكم .. فهل كان من بين هؤلاء من يحمل لكم رسالة من النظام أوالمعارضة؟
الشيخ محد الحسن ولد الددو: بالنسة للنظام لم يتصل بنا أي اتصال وإن كان قد زارنا بعض الأوجه القبلية الفاعلة فى النظام أصالة عن نفسه .. أما القبائل فقد زارتنا من جميع الجهات والتشكيلات القبلية و كذلك الشخصيات السياسية .. والرسايل التي يحملها هؤلاء جميعا هي المواساة واستنكار لهذا الظلم وشهادة بأنه ظلم فادح.
¥