تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قبل أن نبدأ نقاشنا لهذه الحلقة، اسمحوا لي أن أذكركم بأنه بإمكانكم أن تشاركوا معنا على الهاتف التالي، الرقم هو: 4888873.

أما الراغبين بالمشاركة عبر الفاكس فبإمكانهم أن يفعلوا ذلك على الرقم الذي ترونه على الشاشة الآن: 90865، هذا تغيير عن الرقم المعتاد 4890865، أما المشاركة عبر الإنترنت فبإمكانكم أن تقوموا بها على الصفحة الرئيسية (للجزيرة نت) على العنوان التالي:

www.aljazeera.net

أستاذ محمد أهلاً وسهلاٍ بك في (الشريعة والحياة).

محمد الحسن: حياكم الله.

الضغط الأميركي لتغيير بعض المناهج الإسلامية

ماهر عبد الله: سيدي ثمة هجمة واضحة ليس فقط على جزء من معتقدات هذه الأمة الآن بدأت تمس صميم ثقافتنا بالتعدي على تعريفات المفاهيم الدارجة، ثمة يعني وضع خاص موضوع الاستشهاديين ولموضوع الشهادة المطلوب كما صرح الرئيس الأميركي بكل صراحة ووضوح يجب أن لا نسمي هؤلاء الإرهابيين بالاستشهاديين يجب أن نسميهم قتلة، من وجهة نظر شرعية صرفة أين نقف من هذا المفهوم؟

محمد الحسن: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على من بعث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين، أما بعد فمن المتوقع من أعداء الله –سبحانه وتعالى- أن يحرصوا على إزالة كل ما هو مؤثر وتبديله بما لا يمكن أن يؤثر، ومن هنا فهم حريصون على تبديل هذه الألقاب الشرعية وعلى المصطلحات التي تحرك ضمير الأمة، لأنهم يحرصون على موت الأمة ولا يرضون أن تحيا، ولا يرضون أن يتحرك فيها الدافع العقدي الذي يدفعها للدفاع عن مقدساتها والجهاد في سيبل الله –سبحانه وتعالى- بما تملكه من قوة، وللتعبير على الأقل عن رفض الظلم والإفساد في الأرض الذي ترفضه البشرية كلها، والواقع أن هذه المصطلحات كثير منها ليس مصطلحات إسلامية فحسب، بل هي مصطلحات إلهية نزلت في الشرائع كلها، و رفضها هو رفض لتاريخ البشرية كلها، وما أظن أن ساسة النظام العالمي الجديد يمكن أن يتوقعوا أن تترك البشرية مصطلحاتها التي جاء بها الوحي، وجاءت بها الأديان السماوية كلها، لمجرد التماس أو طلب ولبدائل هم يضعونها بأنفسهم بدافع من مصالحهم الواضحة.

ماهر عبد الله: يعني طب كيف تتوقع أن تكون المحصلة النهائية الذين يتحدثون باسم الإسلام، شئنا أم أبينا الالتماسات كما سميتها والطلبات لا تأتي لا لك ولا لي ولا للمشاهدين تأتي للنخبة السياسية العربية الحاكمة، بعض هذه النخبة أصلاً تعاني من أزمة مع بعض هذه المفاهيم قبل أن تمارس عليها ضغوط، كيف تتوقع أن تكون ردة فعل الزعماء العرب والمسلمين عندما يواجهون بمثل هذه الضغوط؟

محمد الحسن: الذي أرجوه وأتوقعه منهم إن شاء الله مثل هذه الضغوط تزيدهم إيماناً واحتساباً ويقيناً، وأنهم سيعرفون أن دينهم مهدد في صميمه، وأن كل شيء من كيانهم وحقيقتهم مهدد حتى لغتهم ومصطلحاتهم ومفاهيمهم التي نشأوا عليها وتربوا عليها، مهددة في الصميم، ومن هنا فلابد أن تتحرك فيهم روح النخوة وروح الدفاع عن أصل الكيان، فما من كائن حي يحس بالتهديد إلا بادر بالدفاع عن نفسه.

ماهر عبد الله: سيدي أنا يعني اسمح لي أن أعيد السؤال بصفة أكثر بساطة وأرجو أن أسمع جواب أيضاً أكثر بساطة، هل تعتقد أن من يقومون بالعمليات الاستشهادية استشهاديون أم قتلة؟

محمد الحسن: بالنسبة للذين يدافعون عن كرامتهم وعن دينهم وعن وطنهم ومقدساتهم بأية وسيلة تصل إلى ذلك، هم شهداء وموعدون بهذا المقام الرفيع عند الله سبحانه وتعالى وقد حرم الله أن يطلق على من يموت في سبيل الله أن يكون ميتاً أو قتيلاً أن يطلق عليه اسم الميت أو القتيل، وسماهم بهذا الاسم وهو الشهادة، فقال تعالى: (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون) وقال تعالى: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون)، فإذا كانوا مشرفين عن اسم الموت الذي هو حتم على كل الناس، فكيف لا يشرفون عن اسم القتلة؟ الذي الذي هو وصمة العار .. وأقول ..

ماهر عبد الله: قد يعني قد يردك عليك البعض بالقول أنه هذا مفهوم الشهادة هو مرهون بالقبول من الله سبحانه وتعالى، وحيث أننا لا ندري مصير.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير