ماهر عبد الله: على ذكر الضغط الشعبي كان أحد الأخوة سابقاً، ومن ثم الأخ منصور قال أن الإمام جُنة، وبالتالي يعني ثمة الكثير يُعوِّل لو كان للمسلمين إمام واحد موحد لربما كان الوضع غير هذا الوضع. بعض الأخوة من قبل قالوا أنه لابد من انتفاضة أخرى، ولكن من أجل تغيير هذا الواقع السيئ، من أجل تغيير بعض الحكام الذين لا يعبؤون بمشاعر شعوبهم.
محمد الحسن ولد الددو: بالنسبة لحديث الإمام جُنة حديث صحيح، وقد بين فيه النبي صلى الله عليه وسلم حاجة الناس إلى قائد يتقدمهم في كل أمورهم، والعرب قديماً يقولون:
وألف ثعلب يقودها أسد
خير من ألف أسد إن لم تقد
فلاشك أن الأمة تحتاج إلى قادة يقومون بواجبهم ويؤدون الحق الذي عليهم، ومن هنا فنحن من هذا المنبر نتوجه بالحض إلى قادة المسلمين أن يقوموا في هذا الوقت بالذات بالواجب الذي عليهم لله سبحانه وتعالى، وأن لا يؤخروا عمل اليوم لغد، وأن يعلموا أنهم جميعاً محاسبون مجزيون أمام الله، وأن الفرصة قد لا تتكرر، فمن بيده زمام الأمور في هذه الليلة قد لا يكون بيده زمام الأمر في مثل هذه الليلة من الأسبوع القادم، ومن هنا عليهم أن يبادروا البدار .. البدار وأن يتخذوا القرارات المشرفة الجريئة، فذلك والله لا ينقص شيئاً من مكانتهم ولا من أرزاقهم ولا من قيادتهم، بل يزيدها، يزيدهم حباً عند شعوبهم، ويزيدهم استقلالاً في قراراتهم، ويزيد مكانتهم في النفوس إذا كانوا ممن يرغبوا في جمع الأصوات الديمقراطية.
ماهر عبد الله: كما نشاهد ونسمع أن أغلب الأمة جاهزة على الأقل نفسياً للجهاد بالنفس ولا يمنعهم إلا الحدود والقائمون عليها، ماذا يجب علينا أن نفعل؟ وكان يعني أكثر من سؤال وردت بنفس .. بنفس الفحوى إنه الجهاد فرض، نحن مستعدون نفسياً للجهاد، كيف نجاهد وقد يحال بيننا وبين الجهاد؟
محمد الحسن ولد الددو: لا يمكن أن يحال بيننا وبين الجهاد كله، هذا غير ممكن، فما نستطيعه يجب علينا أن نبادر به مثل بذل المال للفلسطينيين الذين هم في .. في ميدان المعركة، ومثل الدعاء لهم، ومثل التنبيه إلى قضيتهم، ومثل تحريك الشارع للضغط على الحكام لاتخاذ خطوات إيجابية مثل المسيرات والمظاهرات والكتابات الصحفية والاتصال المباشر والنصيحة والكتب الموجهة إلى الحكام، فكل ذلك من أساليب الضغط التي يلزم اتخاذها، وهي من الجهاد في سبيل الله ومن مناصرة هذه القضية المقدسة التي يجب على الجميع أن يشاركوا فيها بما يستطيعون، والإنسان الذي لا يرى إلا الباب المغلق، وينفد طاقته لفتحه أبله لأن لديه مائة باب مفتوحة.
ماهر عبد الله: طيب، يعني لو كلمة خاتمة لأهل فلسطين في .. معنا أقل من .. من دقيقة، ماذا تقول للذين يجاهدون فعلاً وحقاً وحقيقةً؟
محمد الحسن ولد الددو: هم الذين تكلموا وأسكتوا من سواهم، ولا يمكن أن أوجه أنا إليهم كلاماً من واقعي إلا التذكير بقول عبد الله بن المبارك رحمه الله:
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا
لعلمت أنك بالعبادة تلعب
من كان يخضب نحره بدموعه
فنحورنا بدمائنا تتخضب
أو كان يتعب خيله في باطل
فخيولنا يوم الصبيحة تتعب
فهم على ذلك الثغر، وقد وعدنا الرسول –صلى الله عليه وسلم- باستمرار فيه، وهم بكل ما يعملونه يتقربون إلى الله سبحانه وتعالى، ومن عاش منهم فبالكرامة، ومن مات فبالشهادة، نسأل الله أن يثبتهم ويوفقهم وينصرهم على عدوه وعدوهم، وأن يرزقنا جميعاً الجهاد في سبيل الله والاستشهاد في سبيله والسلام عليكم.
ماهر عبد الله: طيب، أستاذ محمد شكراً لك .. شكراً لك شكراً جزيلاً، لم يبق لي إلا أن أشكركم وأشكر بإسمكم فضيلة الأستاذ محمد ولد الددو من موريتانيا من مركز العلم في نواكشوط، إلى أن نلقاكم في الأسبوع القادم تحية مني والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
ـ[حرف]ــــــــ[16 - 07 - 04, 12:49 ص]ـ
فتوى الشيخ محمد الحسن الددو التي سجن بسببها
الحمد لله وحده .... أما بعد فإن الدعوى على الأئمة المعروفين بالإستقامة أنهم يتآمرون على النظام الدستوري، وأنهم يهددون الأمن الداخلي، والخارجي،وأنهم ينتمون لجمعيات غير مرخص لها، من التهم الباطلة شرعا،التي لا يحل للقاضي سماعها، ويجب عليه تأديب من يدعيها،فهي أعظم بكثير من دعوى الغصب وقد قال خليل رحمه الله في الغصب -وأدب المميز كمدعيه علي صالح -وقال شارحه الزرقاني رحمه الله:" ... (وأدب) وجوبا باجتهاد الحاكم غاصب (مميز) بعد أن يؤخذ منه ما غصب بل ولو عفا عنه المغصوب منه لحق الله لا للتحريم، بل لدفع الفساد في الأرض،واستصلاح حاله، كضرب الدابة لذلك. (كمدعيه) أي كأدب مدعي الغصب علي (صالح) وهو من لا يتهم به، أو هو من أهل الخير والدين،تفسيران وليس المراد الصالح العرفي." وقد جاء النص علي هذه المسألة في آخر كتاب السرقة من المدونة. ومثل هذه الدعوى في كل ما ذكر الإدعاء على الأئمة، والدعاة بأنهم إرهابيون، أو تكفريون أو يطعنون في الأئمة الأعلام، أو ينتحلون نحلة الخوارج،وأعظم منها قذفهم بالكفر، كالبهائية، والهندوسية،والبوذية، والتشهير بذالك في وسائل الإعلام فقد قال الله تعالي:"لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا، وقالوا هذا إفك مبين لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم في فيما أفضتم فيه عذاب عظيم إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم. ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين." وقد أخرج البخاري في الصحيح عن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:لا يرمي رجل رجلا بالفسق أو الكفر إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك."والعلم عند الله تعالى.
كتبه محمد الحسن الددو
¥