تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال ابن القيم (3/ 477) نقلاً عن شيخ الإسلام وإقراراً له،: " أما التوحيد الأول الذي ذكره، فهو التوحيد الذي جاءت به الرسل من أوَّلِهِم إلى آخرِهِم ونزلت به الكتب كلها وبه أمر الله الأولين والآخرين ".

قلت: المشكل أن الهروي جعل هذا التوحيد في نهاية قسم النهايات، ومعلومٌ أن توحيد الرسل في بداية قسم البدايات!

ـ ثم هذه درجة العامة وتوحيد العامة، كما صرح بذلك (2/ 108)! فهل جاءَتِ الرسل بتوحيد للعامة وآخر للخاصة، أم أن لخاصتهم توحيداً خاصاً يأتيهم من لدنه سبحانه بغير وساطة الرُّسلِ؟!

ـ وإذا كانت هذه الدرجة هي التوحيد الذي جاءت به الرسل جميعاً؛ فما هو التوحيد الذي ذكره الهروي في الدرجتين بعدها؟! وماذا بعد الحقِّ إلا الضلالُ؟!

3) وفي الدرجة الثانية من التوحيد (3/ 488) يدندن الهروي طويلاً حول الفناء والجمع وإسقاط الأدلة والأسباب والحدثِ! فتوحيد الخاصِّ عنده أن يشهد الله سبحانه ثم لا يَشْهَدَ معهُ خلقاً ولا مخلوقاً ولا سبباً ولا علَّةً!

قال شيخ الإسلام في " منهاج السنة " (5/ 358): " وهو يُثْبِتُ توحيد الربوبية مع نفي الأسباب والحكم كما هو قول القدرية المجبرة كالجهم ومن أتبعه والأشعري ".

وقد أطال ابن القيم في رد قول الهروي وبيان ما فيه فكفى يرحمه الله وشفى.

4) وأما الدرجة الثالثة من التوحيد عند الهروي (3/ 505) وما تلاها من توحيد الصوفية؛ ففيها قال شيخ الإسلام مقالته في الحلول الخاص، وبها تعلق أهلُ الوحدة!

* ثالثاً: مشكلة القدر في " منازل السَّائرين ":

قال شيخ الإسلام في " منهاج السنة " (5/ 358): " وشيخ الإسلام، وإن كان رحمه الله من أشد الناس مباينةً للجهمية في الصفات ... لكنه في القدر على رأي الجهمية نفاة الحكم والأسباب "! قال (5/ 362): " وكثيرٌ من أهل هذا المذهب يتركون الأسباب الدُّنيويَّة ويجعلون وجود الَّبب كعدمه ... ومنهم من يترك الدعاء بناءً على هذا الأصل الفاسد ".

قلتُ: هذا بَيِّنٌ على صفحات " المنازل "، ولا أقول على صفحات حياةِ صاحبِهِ:

1) فمِن ذلك أن أهل الدرجة الأولى من التوكل (2/ 157) لا يتعاطون الأسباب لجلب المصالح ودرءِ المفاسد، لكن لشغْل أنفسِهِم عن الالتفات إلى حظوظها، وللظُّهور بمظهر العامة؛ ستراً للأحوال وحفظاً للمقامات! وأمَّا أهل الدرجة الثانية (2/ 158)؛ فلا يَتَعاطَوْنَ طلباً ولا يَلْتَفِتون إلى سببٍ، قمعاً لشرف النفس، وتفرغاً لحفظِ الواجبات! وهذه دعوة مفضوحةٌ لمذهب الصُّوفية الذميم في البطالة والاعتمادِ على أوساخ الناس تفرغاً لحفظ الأحوال والمقامات!

2) والدرجة الأولى من التلبيس (3/ 382) هي " تلبيسُ سبحانه بالكونِ على أهل التَّفرقةِ "! فا للهُ تعالى لَبَّسَ على عباده بتعليقهِ الحوادثَ بأسبابها والمعرفة بأدلتِها والجزاء بالعمل! وكذلك فَعَلَ الأنبياءُ في الثالثةِ من التلبيس (3/ 393)!.

3) وفي الدرجة الأولى من اللحظِ (3/ 70) نَلْحَظُ أنَّهُ ليسَ للعبد في الدُّعاء مصلحةٌ إلا أنَّهُ إظهارٌ لعبوديتهِ للهِ سبحانه!

* رابعاً: مشكلةُ الأمرِ والنهيِ والثواب والعقابِ في " منازل الَّائرين ":

قال شيخ الإسلام في " المنهاج " (5/ 362): " ومنهم قومٌ يتْرُكون الأسباب الأخروية فيقولون: إنْ سَبَقَ العلمُ والحكمُ أنَّا سعداءُ؛ وإنْ سَبَقَ أنَّا أشقياء؛ فنحنُ أشقياءُ، فلا فائدةَ في العملِ ".

1) قلتُ: تكررت في " المنازل " (2/ 121 و125 و127 و181 و 411 و455 و470 و557، 3/ 137 و 190 ... ) عباراتٌ نحوُ: " تسليم العلمِ إلى الحال "! " حَلَّ عنهُم قيودَ العلمِ "! " غَيْبَة الَّالك عن رسوم العلمِ "! " الصُّعود عن العلم "! وغيرُهُ كثيرٌ!

قال ابن القيم يرحمه الله (2/ 181): " ليس المراد منه تحكيمَ الحالِ على العلمِ، حاشا الشيخ من ذلك،وإنما أراد الانتقالَ من الوقوف عندَ صور العلمِ الظَّاهرةِ إلى معانيها وحقائِقها الباطنةِ وثمراتها المقصودةِ منها ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير