ـ[مبارك]ــــــــ[06 - 08 - 04, 07:53 م]ـ
قال العلامة ابن قيم الجوزية (1/ 529) في فصل " ثم ينزل القلب منزلة التذكر ":
" ومن تجريبات السالكين التي جربوها فألفوها صحيحة: أن من أدْمن قول: ياحي! ياقيوم! لا إله إلا أنت؛ أورثه ذلك حياة القلب والعقل (1).
وكان شيخ الأسلام ابن تيمية قدس الله روحه شديد اللهج بهاجداً. وقال لي يوماً: لهذا الاسمين ـ وهما الحيُّ القيومُ ـ تأثيرٌ عظيمٌ في حياة القلب. وكان يُشيرُ إلى أنهما الأسم الأعظم. وسمعته يقول: من واظب على أربعين مرَّة كل يوم بين سنَّةِ الفجر وصلاة الفجر: ياحيُّ! ياقيومُ! لا إله إلا أنت، برحمتك أستغيثُ؛ حصلت له حياةُ القلب، ولم يمتْ قلبه. (2).
وقال أيضاً في " منزلة الحياة " (3/ 246):
" وسمعتُ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول: من واظب على: ياحيُّ! ياقيوم! لاإله إلا أنت، كل يوم، بين سنة الفجر وصلاة الفجر، أربعين مرة، أحيا الله بها قلبه ".
قال أبو عبدالرحمن: أما تكذيبك للأخ المفضال واحد من المسلمين وادعائك أنه اتهم ابن القيم بالكذب على ابن تيمية هذه زلة خطيرة منك ينبغي عليك أن تعتذر من أخيك؛ لأن الكلام الذي ذكره نقلته أنا أيضاً وقد احلتُ إلى الجزء والصفحة وهي طبعة دار الحديث بالقاهرة بتحقيق عماد عامر وهاأنا أنقل بعضه، قال العلامة ابن القيم في " منزلة الفراسة " (3/ 546 ـ 547 ـ عامر بن علي ياسين):
" ولقد شاهدتُ من فراسة شيخ الإسلام رحمه الله أُمور عجيبة، وما لم أشاهدهُ منها أعظم، ووقائع فراسته تستدعي سفراً ضخماً:
أخبر أصحابه بدخول التتار الشام سنة تسع وتسعين وست مئة، وأن جيوش المسلمين تكسر، وأن دمشق لا يكون بها قتلٌ عامٌ ولا سبيٌ عامٌ، وإن كَلَبَ الجيش وحدَّته في الأموال. هذا قبل أن يهم التتار بالحركة.
ثم أخبرالناس والأمراء سنة اثنتين وسبع ومئة لمَّا تحرك التتار وقصدوا الشام أن الدائرة عليهم والهزيمة، وأن الظفر والنصر للمسلمين، وأقسم على ذلك كثيراً من سبعينَ يميناً، فيُقالُ لهُ: قُلْ:إن شاء الله فيقول: إن شاء الله تحقيقاً لا تعليقاً. سمعته يقول ذلك. قال: فلمَّا أكثروا عليَّ، قلتُ: لا تكثروا، كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ أنهم مهزومون في هذه الكرة وأنَّ النصرة لجيوش الإسلام! قال: واطعمتُ بعض الأمراء والعسكر حلاوة النصر قبل خروجهم إلى لقاء العدو.
ثم تابع سرد ما يدل على فراسة شيخ الإسلام إلى أن قال:
وأخبرني غير مرة بأمور باطنة تختص بي مما عزمت عليه ولم ينطق به لساني.
وأخبرني ببعض حوادث كبار تجري في المستقبل، ولم يُعيِّن أوقاتها، وقد رأيت بعضها وأنا أنتظر بقيتها " أ. ه.
أخي الكريم قبل الاستنكار كان عليك أن تتصفح كتاب " مدارج السالكين " وتفتش عن الكلام الذي في ثبوته عندك نظر خير من التسرع واتهام الأبرياء بما ليس فيهم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) قال المحقق عامر بن علي ياسين معلقاً: يرحم الله ابن القيم! تجارب السالكين حجة المفلسين! وكل صاحب بدعة وضلالة له مثل هذه الدعوى: فصغار الصوفية يحتجون بها لغنائهم ورقصهم ويقولون: من ذاق عرف! ومحترقتهم يحتجون لفنائهم بنحوها! والقبورية يحتجون لسؤال الموتى بمثلها! وكذلك الذين يأتون الكهّان والعرّافين.
(2) قال المحقق عامر بن علي ياسين معلقاً: يرحم الله ابن القيم! ماكان ينبغي له أن يتعلق بمثل هذا؛ فإنه تشريع في الدين بغير دليل! فمن أين له أن من فعل ذلك لم يمت قلبه؟! وقد بحثت طويلاً عن أصل شرعي مقبول لهذا فما وجدت! بل ظاهر كلام ابن تيمية وابن القيم يرحمهما الله يرجّح أن المسألة دعوى مجردة ليس إلا.
ـ[الدرعمى]ــــــــ[06 - 08 - 04, 10:23 م]ـ
الخطأ العقدي رقم (1): إدعاءه أن شيخه ابن تيمية يعلم الغيب و ما في اللوح المحفوظ
أخى الكريم مبارك يؤسفنى أن يكون كلامى غامضا لديك إلى هذا الحد هل قال أخوك شيئًا يمكن تأويله بغير ما ذكرت تأمل قول أخيك بارك الله فيك وفى أخيك.
وأنت كذلك بارك الله وقعت فيما وقع فيه أخوك
[] 7) قوله: وسمعته يقول (أي ابن تيمية): من واضب على أربعين مرة
وعددت ذلك من سقطات ابن القيم مع أنه ينقله عن شيخه ابن تيمية فما معنى اتهامك له إذن؟!
يا أخى الكريم إن كنت ترى فى ذلك الدعاء مخالفة فانسبه إلى من قال به ولا تنسبه لمن نقله وقد سألت بعض أهل العلم عن ذلك فقال لى بل قل ياحى يا قيوم برحمتك أستغيث والواقع أنه ليس فيما ذكره ابن تيمية مخالفة للعقيدة بل هو تعبير عن توحيد الله تعالى ودعائه بأسمائه وصفاته وهى ليست دعوى مجرده بل مجربه جربها شيخ الإسلام بنفسه فما الحرج فى ذلك إن كنت قد أتيت بالأذكار الواردة ولو أنك قلت يا أرحم الراحمين ارحمنا أو يا لطيف الطف بنا أو ما شابه ذلك وكررتها كثيرًا وظل لسانك يلهج بها مع إتيانك لأورادك من الأذكار المسنونة وعدم تقصيرك فيها فما الحرج فى ذلك.
وقد احسنت يا أخى الكريم حين همشت كلام شيخك وهو قول باطل وجدير بالازدراء فاين ابن تيمية وابن القيم من المفلسين والراقصين ما أقبح هذا التمثيل وما أبعد صاحبه عن الأدب.
أخى الكريم إننى أخشى ألا يكون ذلك مجرد دفاع عن فتوى للشيخ الألبانى أو قول لبعض علماء الظاهرية المحدثين و ألا يكون الهجوم على مدارج السالكين وحده بل يتخطاه إلى ما هو أبعد من ذلك.
¥