لم يرد تأريخ لتأليف هذا الكتاب، ولم ينص المؤلف على ذلك في آخر كتابه، ولكن يمكن أن نحاول أن نعرف تأريخ تأليفه من خلال المعطيات، والمعلومات التي لدينا، وهي تختلف في أمور كما سيأتي، وتتفق في أمور، ونرتب الكلام في النقاط التالية:-
أولاً: ألف ابن القيم هذا الكتاب بعد وفاة شيخ الإسلام ابن تيمية؛ فهناك مواضع كثيرة يقول فيها:"قال ابن تيمية رحمه الله"، ومن تلك المواطن: (والإحالة على طبعة الفقي) [1/ 39] [2/ 313،332،360،384] وغيرها.
فيكون الكتاب ألف بعد عام (728هـ) وهي سنة وفاة شيخ الإسلام ابن تيمية.
ثانياً: ذكر الأستاذ علي الشبل في كتابه الأثبات في مخطوطات الأئمة .... (ص298):
أن هناك نسخة خطية للمدارج في (معهد التراث العربي بسوريا برقمي) (48، 49) عن الأصل الخطي الموجود في المكتبة العثمانية: تصوف رقم (696/ 1 - 2) وذكر أنها نسخت سنة 741هـ أي أنها نسخت قبل وفاة المصنف بعشر سنين.
فإن صح تأريخ هذه النسخة؛ فيكون ابن القيم قد ألف الكتاب بين عام [728هـ - 741هـ] أي خلال الاثنتي عشرة سنة هذه، بل يزاد ويقال: إنه ألف الكتاب في أواخر هذه السنوات؛ لأنه ألف قبله كتاب ألفت في تلك الفترة، وأشار إليه في المدارج وهو: الصواعق المرسلة، وأشار إليه في (3/ 53)، وكتاب الصواعق ألفه بعد وفاة الشيخ عبد الله بن تيمية (أخو شيخ الإسلام) المتوفى سنة 727هـ؛فقد ذكره وترحم عليه في موضع من الصواعق، انظر الصواعق (1/ 320) ط: العاصمة.
ثالثاً: أو يقال في تأريخ تأليفه قول آخر وهو: أنه ألفه ما بين عام [745 - 751هـ] وهي سنة وفاته، فقد ذكر الأستاذ / سالم عبد الرزاق أحمد في "فهرس مخطوطات مكتبة الأوقاف العامة في الموصل" – العراق (2/ 31)، أن هناك نسخة من "حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح"، لابن القيم كُتب فيها "أن المؤلف فرغ من تأليفه سنة 745هـ". أهـ أي قبل وفاة المؤلف بست سنين. ولما كان ابن القيم قد ذكر كتاب حادي الأرواح في كتاب الصواعق (4/ 1332) ط: العاصمة، وكان كتاب الصواعق قد ألف قبل المدارج - بل قد ذكر ابن القيم كتاب الصواعق في المدارج كما مر -فتكون النتيجة أن كتاب المدارج هو آخر تلك الكتب الثلاثة، بل يقال هو من أواخر ما كتبه ابن القيم من كتبه، في أواخر حياته؛ لما مر؛ وأيضاً لأن ابن القيم لم يذكر كتابه المدارج في أي كتاب من كتبه، كما ذكر ذلك من ترجم له مثل الشيخ بكر أبو زيد في كتابه "ابن القيم: حياته – آثاره - موارده" (ص295).
ولعل هذا القول أرجح مما ذكر في ثانياً؛ وذلك لأنه معتمد على تأريخ تأليف حادي الأرواح وهو ما ذكره من أطلع على المخطوط مباشرة وهو الأستاذ / سالم عبد الرزاق فهو مفهرس المخطوط، أما القول الأول فهو معتمد على ما ذكره صاحب "الأثبات" الأستاذ / علي الشبل، وهو في الغالب – كما هي عادته– أخذ هذه المعلومات عن فهارس المخطوطات، وهي لا تسلم من خطأ، والله أعلم.
وكل هذا مبني على أن المؤلف ألف كل كتاب بعد فراغه من الآخر، وإلا فعادة كثير من المتقدمين الاشتغال بعدة تآليف في وقت واحد، والعلم عند الله تعالى.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[18 - 04 - 10, 08:40 م]ـ
حصل خلل في المتصفح فلم أتمكن من تعديل:
" لا شك أنه خطأ "
إلى:
" الظاهر أنه خطأ، بل لعل ابن القيم لم يؤلف كتابه " المدارج " إلا بعد وفاة شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية ".