تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الرد: والله إن هذا ظلم وإجحاف كبير يعلمه كل منصف اطلع على ما كتب في المسألة من الجانبين الشيخ الألباني رحمه الله وخصومه، والأمثلة على ذلك كثيرة يمكن أن أبينها في مجال آخر، ولست مبالغا إن قلت أن الرد المفحم يوضح مدى علو كعب الشيخ وتفوقه على خصومه من جهة علمه بالحديث ومدلولاته وإحاطته بالآثار وسعة اطلاعه عليها ومعرفته بمذاهب العلماء واختلافهم وغير ذلك من علوم الآلة من مصطلح حديث ولغة عربية وغيرها.

وما ظنه الكاتب تناقضات ليست كذلك وقد بينت ذلك في الرد الكبير عليه، وإن وقعت فالشيخ بشر وقد وقع لخصومه من التناقضات والتأويل والتحريف والتكلف الشيء الكثير وهذا شيء ظاهر بين الشيخ أكثره في الرد المفحم، والشيخ لم يبق أي دليل أو شبهة إلا رد عليها على العكس من خصومه فقد تجاهلوا كثيرا من الأدلة ولم يجيبوا عنها وقد استاء الشيخ من ذلك كثيرا.

قال: من المجمع عليه بين العلماء -سواءً القائلين بتغطية الوجه أو كشفه- أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم واجبٌ عليهن أن يغطين وجوههن عن الأجانب؛ بعد نزول آية الحجاب (وإذا سألتموهن متاعًا فاسألوهن من وراء حجاب).قال القاضي عياض: "فرض الحجاب مما اختصصن به –أي زوجاته صلى الله عليه وسلم- فهو فرض عليهن بلا خلاف في الوجه والكفين فلا يجوز لهن كشف ذلك". (فتح الباري 8/ 391، وأقره الألباني على هذا في: جلباب المرأة، ص 106).

ثم قال تعالى: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين). فدلت هذه الآية على أن حجاب نساء المؤمنين كحجاب زوجاته صلى الله عليه وسلم؛ لأن الأمر واحد للجميع، وقد اتفق العلماء بلا خلاف كما سبق على أن حجاب نسائه صلى الله عليه وسلم هو وجوب تغطية الوجه. إذاً: فحجاب نساء المؤمنين هو تغطية الوجه. وهو معنى قوله تعالى (يدنين عليهن من جلابيبهن).

الرد: هذه طريقة غريبة جدا في الاستدلال، فالآية الأولى غير الأية الثانية قال ابن حجر في الفتح (8/ 391): الحجاب الأول غير الحجاب الثاني، فالآية الأولى خاصة بأمهات المؤمنين على قول الجمهور فنساء المؤمنين عليهن من الحجاب ماليس على غيرهن من نساء المؤمنين، قال أحمد في أكثر من رواية عنه أن حديث نبهان لأمهات المؤمنين خاصة، وقال ذلك أيضا أبو داود كما في نسخة عون المعبود قال أبو داود هذا لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم خاصة، قال الإمام ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث: قال أبو محمد ونحن نقول إن الله عز وجل أمر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاحتجاب إذا أمرنا أن لا نكلمهن إلا من وراء حجاب فقال وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب وسواء دخل عليهن الأعمى والبصير من غير حجاب بينه وبينهن لأنهما جميعا يكونان عاصيين لله عز وجل ويكن أيضا عاصيات لله تعالى إذا أذن لهما في الدخول عليهن وهذه خاصة لأزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم كما خصصن بتحريم النكاح على جميع المسلمين.

وقال القاضي عياض فرض الحجاب مما اختص به ازواج النبى صلى الله عليه وسلم فهو فرض عليهن بلا خلاف فى الوجه والكفين فلايجوز لهن كشف ذلك لشهادة ولا غيرها ولا يجوز لهن إظهار شخوصهن وان كن مستترات إلاما دعت إليه الضرورة من الخروج للبراز قال الله تعالى وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب وقد كن اذا قعدن للناس جلسن من وراء الحجاب واذا خرجن حجبن وسترن أشخاصهن كما جاء فى حديث حفصة يوم وفاة عمر ولما توفيت زينب رضى الله عنها جعلوا لها قبة فوق نعشها تستر شخصها.

ويمكن القول بأن آية الحجاب آخر مانزل وأنها أوجبت على أمهات المؤمنين حجب أشخاصهن وأنهن قبلها كن كما كان غيرهن غير مأمورات بستر الوجه فضلا عن ستر الأشخاص، كما في حديث الإفك حيث قالت عائشة فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما نزل الحجاب (أي الحجاب الخاص بهن، ويدل على ذلك ما بعده) فأنا أحمل في هودجي وأنزل فيه (وذلك لما أمرن به من حجب أشخاصهن)، وقالت في نفس الحديث (وكان يراني قبل الحجاب) مما يدل على أنهن كن غير مأمورات بستر وجوههن قبل ذلك، ويدل على ذلك حديث أنس في نزول الحجاب وفيه (وزوجته مولية وجهها إلى الحائط) فدل على أنها لم تكن تغطيه قبل نزولها، وقد قال ذلك بعض المعاصرين أيضا.

وأيضا يرجع لمقال تفسير آية الإدناء الموجود في الرابط المشار إليه.

ولنا عودة مع الرد الأصلي الكامل، وصلى الله على نبينا محمد.

ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[22 - 07 - 04, 02:53 ص]ـ

الحمد لله وحده ...

قد كنت أظن أن المأخذ هو محاولة نفي الرأي الآخر لا أن ينتصر أحد لأحد الرأيين

وفي الرابط التالي أصل الموضوع ونقاش حوله:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=16736&highlight=%E6%DE%DD%C7%CA

ـ[رابح]ــــــــ[24 - 08 - 04, 07:53 ص]ـ

بارك الله فيك على هذا الموضوع القيم جداً

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير